خاص الحدث
على مدار السنوات الماضية، شاركت النساء في النقب المحتل عام 1948 في مقاومة المحتل الإسرائيلي، وسلطت هبة النقب عام 2022، الضوء مجددا على دور النساء كحارسات للأرض في مواجهة قوات الاحتلال.
كانت هبة النقب، من أهم نماذج النضال التي شارك فيها الأطفال والنساء والشبان والشيوخ، احتجاجا على ما سمي بـ "مشروع تشجير أراضي النقب"، الذي يمكّن الاحتلال من التهام مساحات واسعة من الأراضي، وهو ما رفضه الفلسطينيون ونظمت احتجاجات غير مسبوقة ضد المشروع، اعتقل وأصيب على خلفيتها العشرات من بينهم نساء وفتيات عقب محاولتهم التصدي لتجريف أراضيهم والسيطرة عليها.
واحدة من الصور التي تحولت إلى رمز في هبة النقب، كانت لاعتداء قوات الاحتلال وتنكيلها بفتاة من النقب تبلغ من العمر 14 عاما، وقد انتشرت على نطاق واسع، وهو ما كان محطة جديدة لتسليط الضوء على المرأة في النقب.
ووثقت الكاميرات، كذلك ملاحقة سيدة فلسطينية احتمت بغرفة حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز عليها وهي بداخلها، وهو ما أثار استنكار الفلسطينيين، واستهجانهم للاعتداء الإسرائيلي على النساء والفتيات، وكانت ردود الفلسطينيين هناك بزيادة وتيرة التصدي لقوات الاحتلال.
وأكدت نساء النقب في حينه، على ضرورة مشاركتهن في التصدي لمصادرة الاحتلال لأراضيهن في النقب، والمطالبة بحقوقهن دون تردد، حيث كانت مشاركتهن في مقاومة المحتل بسبب الشعور بالتهديد في الأرض ومصدر الرزق، وبعد اعتقال عدد كبير من الشباب والرجال، واللواتي أكدن في أكثر من مرة، أن أي حدث في النقب سيشاركن فيه إلى جانب الرجال.
مريم أبو قويدر (22 عاما)، واحدة من نساء النقب التي لمع اسمها خلال العام الماضي، بعد اعتقالها على خلفية منشوراتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، اتهمت فيها بالتحريض على المقاومة والتضامن مع منظمات فلسطينية، بسبب نشرها صورا وملصقات باللغة العربية عبر صفحتها في إنستغرام مدحت فيها أعمال المقاومة التي ينفذها الفلسطينيون.
يذكر، أن مريم ناشطة سياسية ولها حضورها بين الطلاب العرب في جامعة بن غوريون التي تتلقى تعليمها فيها.
عن النقب
منطقة النقب منطقة صحراوية تقع جنوب فلسطين المحتلة، قسم كبير من سكانها من البدو الفلسطينيين، سعت إسرائيل على امتداد احتلالها لفلسطين، إلى السيطرة على منطقة النقب، ومؤخرا خلال الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو وشخصيات متطرفة مثل إيتمار بن غفير وبتسلائيل سموتريتش؛ تسعى إلى منح امتيازات للمستوطنين لشراء الأراضي في النقب بهدف تهويد المنطقة وتوسيع الاستيطان الإسرائيلي فيها، وكذلك إدخال قوات كبيرة من قوات الاحتلال للتضييق على الفلسطينيين وحصار بلداتهم لمنعهم من التوسع ومحاولة طردهم من أرضهم، كما وعملت إسرائيل على هدم مئات مساكن لفلسطينيي النقب باستمرار.
ولا يعاني سكان النقب فقط من مسلسل الطرد والتهجير والتضييق في العيش والمسكن، بل يمتد الاعتداء الإسرائيلي للتحكم في المراعي الخاصة بالمواشي التي تعتبر المصدر الرئيسي للعيش لدى العديد من السكان، وذلك من خلال ما يعرف بـ (الدوريات الخضراء) والتي تلاحق سكان النقب وتحاصر المراعي الخاصة بمواشيهم وتفرض غرامات بدعاوى باطلة، بل وتصادر المواشي أيضاً تحت ذرائع واهية كالرعي في مناطق محرمة أو عسكرية أو "أملاك الدولة".