الحدث- إصدارات
صدرت حديثاً عن «محترف أوكسجين للنشر» في أونتاريو وبودابست، مجموعة شعرية للشاعر العُماني، المقيم في المغرب، عبدالله الرّيامي (1965)، بعنوان «جيش من رجل واحد».
ويأتي إصدار مجموعة الريامي بعد 30 عاماً على صدور مجموعته الأولى «فرق الهواء»، التي لاقت حين صدورها ورقياً في عام 1992، احتفاءً كبيراً على الصعيدين النقدي والشعري، واعتبرت تجربة ريادية في المشهد الشعري العربي المعاصر، وتأتي المجموعة الجديدة في 112 صفحة وتضم 47 قصيدة، شاهدة على خراب اللحظة البشرية، مكتوبةٌ لتُقرأ بصوتٍ عالٍ، بلغتها الأنيقة، وجرحها العميقِ النازفِ صوراً شعريةً رفيعة، لشاعرٍ ظلَّ، يبني قلعةً تحت جلده، يأوي إليها الحالمون والمهمّشون ومدمِنو الجمال. ها هو يعودُ اليوم، بجيشهِ المفرد المترامي عبر جغرافيا من الحنين والغربة والترحال، لئلّا يقول وداعاً.
وتقول كلمة غلاف «جيش من رجل واحد»: «ثلاثة عقود تفصلنا عن ديوان الشاعر العُماني عبدالله الريامي الأول «فرق الهواء» (1992)، ثلاثة عقود ترقبنا فيها هذا الديوان الجديد فإذا هو ممحاة للزمان، وقصائده تذلّل الانتظار، تجعله فترة وجيزة أمام قدرتها المدهشة على صوغ خريطة شعرية هائلة ومترامية لجيش من رجل واحد، لجمهرة من شاعر واحد متفرّد، يُلملم ما تبقى لنا من شعر وحبّ في هذا العالم».
نقرأ من قصيدة”تلاحقني الخريطة”:
لم أحملْ يوماً
خريطةً مجعَّدةً من سوءِ الاستعمال
بطيَّاتِها المربَّعة
مطبوعةً على ورقِ الكرومِ
بحوافٍّ حادّةٍ وحبرٍ مقاوِمٍ
وغُبارٍ في كلِّ زاويةٍ متكسِّرة
حملتُ قدميَّ
ولاحقتُ منزلاً
يعبرُ الحدودَ كلَّ يومٍ
وحدوداً أبعدَ كلَّ عامٍ
حملتُ على ظهري
قماشاً لسَترِ العوراتِ
وأحذيةً لا يبتاعُها الحفاةُ
طرقتْ بضاعتي الأبوابَ
في بلداتٍ قصيّةٍ
كأنَّها نجماتٌ صغيرةٌ لم تُكتَشفْ بعدُ
ولا يتَّحدُ سكانُها مع الأنبياءِ الفاشلين.