خاص الحدث
يدفعك العجز وقلة الاهتمام والتخطيط في قطاع الطاقة في فلسطين، إلى الذهاب مباشرة إلى المؤسسات العاملة في هذا القطاع، والتي يقع ضمن مسؤولياتها سن القوانين الخاصة بالقطاع، وأيضا مسؤولية الإشراف وإلزام الأطراف بتطبيق القرارات ذات الصلة. إحدى أهم هذه المؤسسات أو الهيئات هي سلطة الطاقة. على الموقع الرسمي لمجلس الوزراء الفلسطيني، هناك تعريف عام للمؤسسة، وتعريف بأهدافها. ما بين الواقع الفعلي لدورها، ونصوص مجلس الوزراء، قد تجد أكثر "النكات" سخرية. من هذه النصوص، وتحديدا المتعلقة بأهدافها، ننطلق في مناقشة ساخرة تجمع ما بين الواقع والنص.
واحدة من أهم أهداف مؤسسة سلطة الطاقة، هي البناء المؤسساتي لقطاع الطاقة كما تنص عليه وثيقة سياسات قطاع الطاقة. وهنا يطرح سؤال حقيقي وجدي، هل بالفعل تمكنت سلطة الطاقة من تشكيل بناء مؤسساتي للقطاع؟! وإذا كان الأمر كذلك فمن منح شركات توزيع الكهرباء صلاحيات على أرض الواقع تتجاوز دورها وصلاحياتها؟! اليوم وللأسف شركات التوزيع مثلا هي التي تتحكم في رفض وقبول مشاريع الطاقة الشمسية، فأين البناء المؤسساتي في ظل "حسبة" سلطة الطاقة؟!.
المضحك بالفعل هو رقم 2 في قائمة أهداف سلطة الطاقة، وبعيدا عن جوهره ومضمونه نجد أنه نفسه الهدف رقم 3. يعني على مجلس الوزراء الذي نشر قائمة أهداف سلطة الطاقة، وعلى سلطة الطاقة، أن تنظر للقائمة ولو من باب الفضول، لعلها تجد هذا الخلل المضحك في تكرار الهدف رقم 2 بشكل مباشر. لكن يبدو أن أحدا منهم لم يلتفت حتى لقائمة الأهداف هذه، وإن كان هذا الخلل فنيا، لكنه يعبر عن الكثير.
أما جوهر الهدف رقم 2، يتضمن أحلاما وردية، مثل تأمين مصدر دائم ورخيص للتيار الكهربائي.. في الحقيقة، المصدر الدائم والرخيص بين متناول أيدي سلطة الطاقة، لكنها لم تكترث له ولم تتعامل معه. وذهبنا إلى مصدر يبتزنا غالي الثمن؛ ثمن اقتصادي وسياسي، إنه الاحتلال. فرغم أن أسعار الاحتلال أغلى من أسعار الكهرباء التي توفرها الطاقة الشمسية، ورغم أن زيادة الاعتماد على الاحتلال مضر سياسيا واقتصاديا، إلا أننا لا زلنا نحاول استجداء حلول أزمة الطاقة لدينا من عنده. بكل الأحوال وبعيدا عن النقاش السياسي والاقتصادي، سؤال لسلطة الطاقة، هل حققت هذا الهدف؟!.
الهدف رقم 3 كما قلنا، مكرر، هو نفسه الهدف رقم 2، لذلك على مجلس الوزراء وسلطة الطاقة أن يلقيا نظرة على قائمة الأهداف ويحذفان هذا البند المكرر. أما الهدف رقم 4 فهو بناء نظام كهربائي يربط محافظات قطاع غزة بالضفة الغربية، وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نقول "إن شاء الله". نتمنى ذلك، ولن نعلق على هذا الهدف.
الهدف رقم 5 عظيم، ويمنحنا أملا شديدا في حل كل مشاكل الطاقة لدينا. بحسب هذا الهدف، فإن من أهداف سلطة الطاقة بناء نظام معلوماتي للتطبيقات السلمية للطاقة الذرية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف تجميع المعلومات وتوثيقها. تبدو المصطلحات هنا كبيرة: طاقة ذرية، استخدام سليم للطاقة الذرية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تجمع معلومات وتوثيقها.. سؤال حقيقي: أين وصلتم في هذا؟! نعلم أن عملية صياغة الأهداف تشتمل أحيانا على التصور والحلم، لكنها تراعي ولو 1% من الواقع. مشاريع طاقة شمسية فشلتم في التعاطي معها، لا أعلم لماذا تبقون قضية الطاقة الذرية منشورة.. اقتراحنا هو: احذفوها!.
وفي النهاية، نجد الهدف رقم 6، وهو إنشاء قاعدة معلومات وبيانات عن الوضع الحالي والمستقبلي لإمكانية الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة في فلسطين، تمكننا من إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل الطاقة وكذلك الرجوع إليها والاستفادة منها في عمل الدراسات والأبحاث المتعلقة باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والغاز الحيوي في فلسطين. لا نريد أن نطرح ما لدينا في هذا السياق، لكننا نتحدى أن يجرؤ مسؤول في سلطة الطاقة على التصريح بنسبة ما تحقق من هذا الهدف! نريد إجابة على سؤال برسم هذا الهدف يا سلطة الطاقة الذرية!.
بكل بساطة وسلاسة، ولأننا أولاد حارة واحدة، نقترح عليكم حذف قائمة أهداف مؤسسة سلطة الطاقة المنشورة على موقع مجلس الوزراء، ونحن مستعدون لتزويدكم بقائمة تتضمن أفعالكم التي تعكس بالضرورة أهدافكم.. وفي حال رفضتم هذا الاقتراح، فإننا نقترح عليكم فقط حذف الهدف المكرر، وبند الطاقة الذرية، حتى لا يتنبه أحد المواطنين لما لاحظناه.