الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"عَرَفتُ المنزِلَ الخالي".. معرض يقف على أطلال العمارة والتاريخ

2023-03-12 11:38:19 AM

الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات

يقدم الفنان السوري علي ق ضمن معرض "عرفت المعرض الخالي" يوم الثلاثاء القادم، مجموعة مختارة من أعماله يعكس من خلالها الطيف الواسع للتخصصات الفنية التي يمارسها ويستخدمها وسائط لإنتاج النص البصري والمكاني وتأويل المعنى والرؤية وإنتاجهما، ومن بين تلك الوسائط الرسم والتصوير الفوتوغرافي وفنون الفيديو والتركيبات متعددة الوسائط.

و"عرفت المنزل الخالي" هو اسم مستمد من قصيدة للوليد بن يزيد من وحي أدبيات الوقوف على الأطلال في الشعر العربي القديم، وهو عبارة عن تركيب مكاني/ حيّزي، يتتبّع علي من خلاله موضوعة الأطلال والاهتراء، فيقوم بجرد العناصر المعمارية والبصرية لمبنى قصير بناه الوليد بن يزيد في القرن الثامن الميلادي في الصحراء الشرقية للأردن، والذي سُمّي "قُصير" تصغيرًا لقصر، باعتباره قد بُني بالأساس ليكون حمّامًا ومرصدًا ونُزُلًا للصيد الموسمي، لغايات المتعة والتأمل الروحاني.

ويتألف المعرض من مجموعتين إضافة إلى الزاوية المذكورة أعلاه، الأولى بعنوان "شق" إذ يعيد علي إنتاج المساحات البصرية ويحددها مستخدما لذلك الورق والنار، إذ أن الأخيرة تعمل على خلق الشقوق بشكل تجريدي لتعبر عن ثنائيات مختلفة كالحركة والسكون، الشكل والمحيط، وعلى أطراف هذه الشوق تتخلق مساحات الفراغ بين حدين، حيث ينتج الحرق انقطاعات درامية للسطوح والحدود والطبقات، ما يدفع النص البصري إلى حالة تأمل من خلال التدمير، وفقا لوصف دارة الفنون.

وفي المجموعة الثانية "الزاوية البيزنطية"، تقول المؤسسة إن الصدوع تحدث على شكل قطع حاد في كولاج فوتوغرافي يعكس إحدى زوايا آيا صوفيا في إسطنبول، وهنا يأتي التناص مع تجارب الفنان الأولى مع العمارة التاريخية في سورية. على النقيض من هذا، نرى "صندوق الألم" (2016) و"تسبيح" (2014)، وهما عملان فنيان بصريان (فيديو) يُعبّر من خلالهما الفنان عن مشاعره تجاه ما تمر به بلاده سوريا، وعلاقته بالإنتاج البصري والمكاني بين المنفى والوطن، من خلال لغة بصرية مكمّلة لمقولاته السابقة، ولكن بتقنيات مختلفة.

ووفقا لدارة الفنون تتضمن أعمال علي ق فنا تجريديا يرتبط باهتمامه بالعمارة والتاريخ والمدينة والمخطوطات التاريخية، والتقاطعات بينها؛ فتحضر المدن التي عاش فيها الفنان في أعماله لتترك أثرها واضحا: دمشق وبيروت وبرلين. كما يظهر جليا تأثره بتراث المتصوفة والتراث الفلسفي والفكري العربي والإسلامي.

وعلي ق هو فنان سوري مولود في الجزائر، ويقيم حاليا في برلين، تخرج في معهد الفنون الجميلة في بيروت، وفي عام 2004، نال جائزة الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي للطلاب الدوليين المتميزين. كما نال جائزة "جامعو الفنون الشباب" المقدمة من متحف الفن الحديث في روما، والجائزة الفخرية من معهد كالا للفنون في بيركلي عام 2014.