الأربعاء  20 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

على حدود غزة.. ربيع تحاصره الأسلاك الإسرائيلية

2015-05-07 10:30:18 AM
على حدود غزة.. ربيع تحاصره الأسلاك الإسرائيلية
صورة ارشيفية


الحدث- علا عطالله

يشعر الشاب الفلسطيني معاذ يونس بالحسرة، وهو يشاهد انتشار "الحشائش الخضراء" والأزهار البرية المنتهية رؤوسها بورود لونها أصفر وأحمر، على طول السياج الفاصل بين حدود قطاع غزة وإسرائيل.
فتلك المساحات الشاسعة التي بدت شرقي قطاع غزة، أشبه بلوحة فنية، بفعل مظاهر فصل الربيع، وألوانه الزاهية، لا تمثل سوى "بؤرة للموت" كما يروي يونس (22 عاما) لوكالة الأناضول.
ويضيف يونس أنه لا مجال أمام مواقع جيش الاحتلال المتمركزة على الحدود الفاصلة مع القطاع، الاقتراب من المناظر التي تبعث على السكينة والراحة النفسية.
ويتابع: "أشتهي أنا وأصدقائي، الذهاب إلى هناك، لتناول طعام الإفطار، في الصباح الباكر، وأن نجلس على العشب الأخضر طويلا".
لكن هذه الأمنية تدخل في دائرة المستحيل بالنسبة ليونس، وغيره من آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يرغبون في الاستمتاع بمظاهر الربيع، وأسابيعه الأولى التي تزدهر فيها الورود البرية بأشكالها المتنوعة.
وتحظر قوات الاحتلال على سكان القطاع دخول المنطقة المحاذية للشريط الحدودي لمسافة 300 متر، وتطلق عليها اسم "المنطقة العازلة"، وتطلق النار أو تعتقل كل من يتواجد فيها.
وكاد المواطن أسعد النجار (45 عاما) أن يدفع حياته ثمنا لاقترابه من مساحات أرضية اكتست باللون الأخضر، والأزهار البرية الملونة.
ويقول النجار وهو أب لخمسة أبناء، لوكالة الأناضول، إنه أراد الاستمتاع بجمال المناطق الحدودية، فغامر بالذهاب برفقة أصدقائه وأولاده إلى جنوبي قطاع غزة، للجلوس على المساحات الخضراء الشاسعة.
ويضيف: "أردنا أن نقوم بحفلة شواء، وأن نهرب من ضجيج المباني والسكان، ولكن ما أن اقتربنا من الحقول الخضراء، حتى بدأت قوات من الجيش الإسرائيلي في إطلاق النيران صوبنا، فاضطررنا إلى الهروب فورا خوفا من الإصابة أو القتل".
ويراود الفتى صهيب عوض 16 عاما شعورا بالأسى، وهو يقف عاجزا عن الاستجمام بما وصفها بـ"الجنة".
ويقول عوض لوكالة الأناضول، إنه يكتفي هو وعائلته التي تقطن شمالي قطاع غزة، بالقرب من الحدود، بالنظر من بعيد، إلى المشاهد الخلابة التي كونتها أزهار الربيع.
ويستدرك بحسرة: "نحن محرمون من الاستمتاع بجمال الطبيعة، وما وهبتنا إيّاه أرضنا".
والمكوث في صحراء والجلوس على رملها سيكون أفضل حالا من الذهاب إلى المناطق المملوءة بالورود، وفق المزارع الفلسطيني مروان عبيد فتلك المساحات باتت عبارة عن أماكن "الموت".
ويضيف عبيد (48 عاما)، إن ربيع قطاع غزة على الحدود محاصر بالأسلاك الإسرائيلية، والدبابات التي تطلق نيرانها بشكل شبه يومي.
ويتابع: "الوصول إلى هناك مغامرة قد تنتهي بالموت، وللأسف بدلا من أن نستمتع بأجمل المناطق، تقع أسيرة للجيش الإسرائيلي، ويحاول قتل كل من يقترب منها".
ومن أشهر الزهور التي تنتشر في تلك المناطق العازلة ما يُعرف بـاسم "شقائق النعمان"، التي تنتهي رؤوسها بورود لونها "أحمر قانٍ"، إلى جانب انتشار زهر الأقحوان "الأصفر".
 

وتعتبر أراضي المنطقة العازلة من أجود أنواع الأراضي الزراعية، واشتهارها بانتشار مختلف أنواع الورود والأزهار. 


المصدر: وكالة الأناضول