ترجمة الحدث
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تميل إلى اعتبار معركة "سيف القدس" في مايو 2021، "دعوة للاستعداد" لمواجهة متعددة الجبهات ضد إسرائيل، رغم أنها في ذلك الوقت لم تشمل حزب الله.
وقالت الصحيفة إنه إذا كان الأمر كذلك، فيجب أن يُنظر إلى عملية مجدو في بداية الأسبوع على أنها ربما آخر "جرس إنذار"، قبل الحرب ضد حزب الله، والتي ستشمل على الأرجح ساحات أخرى مثل غزة والضفة الغربية وربما الداخل الفلسطيني.
واعتبرت الصحيفة أنه في ضوء عملية مجدو لم يعد هناك مجال لتزييف الواقع أو تجميله، ويمكن القول اليوم إن تحذيرات عامة كانت لدى الجيش الإسرائيلي من نشاط غير عادي على طول خط التماس مع لبنان، ولم يعرفوا في الجيش تفاصيل أكثر، لكنهم زادوا اليقظة وحاولوا إغلاق الحدود بشكل أفضل وأكثر صرامة.
وتابعت الصحيفة أن جيش الاحتلال رصد مؤخرا محاولات من قبل حزب الله لمساعدة الفصائل الفلسطينية في موجة التصعيد الحالية بالضفة الغربية.
ويدعي الجيش الإسرائيلي رسميًا أنه ليس من الواضح ما إذا كان منفذ عملية مجدو من حزب الله. وعلقت الصحيفة على ذلك، بأنه يجب أن لا يشعر أحد بالرضى، والافتراض هو أنه لا يمكن تنفيذ مثل هذه العملية الخاصة دون موافقة وتخطيط كبار مسؤولي حزب الله، وأن من يرسل شخصا عشرات الكيلومترات قنبلة قوية (كليمغور روسية) كان من المفترض أن تقتل عشرات الإسرائيليين، يأخذ في الاعتبار رد الفعل القاسي وحتى لو كان من شأنه أن يجره إلى عدة أيام من المعركة وربما حتى الحرب.
وفقا للصحيفة، أظهرت المعلومات الاستخباراتية المفتوحة للجميع أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد زادت رغبته مؤخرا بالمواجهة في ظل الواقع الإسرائيلي المعقد، وقد تآكل الردع الإسرائيلي في اتفاقية الغاز قبل حوالي ستة أشهر، والآن هناك واقع مختلف يقترب من لحظة الاصطدام، وهذه مواجهة ليست مع حماس والجهاد اللتان تحتفظان بـ 10 آلاف صاروخ فقط، ويمكن للقبة الحديدية اعتراضها، وإنما مع طرف يمتلك إمكانيات مختلفة.
وتابعت الصحيفة: "لدى حزب الله مخزون يصل إلى حوالي 150 ألف صاروخ طويل وثقيل وأكثر دقة. تبلغ قدرة الحزب على إطلاق الصواريخ بمعدل 2500 إلى 3000 صاروخ في اليوم، والقوات الخاصة للحزب ليست بجوار السياج بل على مقربة منه، ولا ينبغي أن يتفاجأ المرء من عمليات تسلل".
وبحسب الصحيفة، "يعرف حزب الله كل نقاط الضعف التكتيكية والاستراتيجية والاجتماعية لإسرائيل. الأزمة في إسرائيل تقربهم هم والأعداء الآخرين من تحقيق أملهم، وهو ما أكد عليه رئيس الأركان هرتسي هاليفي حين قال إن أعداءنا ينظرون إلينا ويقولون ربما في وقت مثل هذا يمكننا أن نرى للحظة، هناك فرصة للضعف".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل يجب أن ترد، لأن احتواء مثل هذا الحدث، يوسع نطاق عمل حزب الله. وإذا أدرك نصر الله أن إسرائيل لا تريد الرد، فإن رغبته في إيذائها أكثر ستزداد.
وأضافت الصحيفة "يضع الحادث، الردع الإسرائيلي على المحك، ليس فقط في مواجهة احتمالية نشوب حرب واسعة النطاق، ولكن أيضًا في سيناريو الاحتكاك اليومي مع حزب الله على خط التماس".
وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير أمس: "سنرد بدقة في الزمان والمكان المناسبين، وسيدفع المسؤول عن العملية ثمنا".