الحدث- وكالات
يسود اعتقاد شائع بأن من الضار تناول المشروبات أثناء تناول الطعام، ويتم تفسير ذلك بأنه يخفف من أحماض المعدة، وبالتالي لا يمكنها هضم الطعام بشكل صحيح، ويؤدي إلى انسداد الأمعاء، فهل هذا الكلام صحيح؟
وليست هناك دراسات قوية تبين كيفية تأثير شرب المياه على حموضة المعدة أثناء تناول الطعام. ولكن عام 2004، درس الباحثون ما إذا كان شرب المياه على الريق يغير من الحموضة في معدة أشخاص يعانون من السمنة المفرطة.
وأظهرت الدراسة أن شرب المياه لا يؤثر على الحموضة، وذلك لأن حمض المعدة يكون أكثر حمضيةً بمليون مرة من المياه، وبالتالي فإن تخفيف حمض المعدة يحتاج إلى شرب كميات كبيرة للغاية من المياه، وهذا مستحيل لأن حجم المعدة محدود. وحتى حين تخف الحموضة في المعدة بعد الأكل، فإن مستوى هذا الحموضة يكون كافيا تماما لهضم الطعام.
علاوة على ذلك فإن المعدة تغيّر حموضتها وفق الحاجة، وحين تتوسع المعدة تزيد خلايا جدار المعدة من إنتاج الحمض تلقائيا، وفق ما ينقل موقع دير شبيغل الإلكتروني عن كريستيان تراوتفاين من الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي. كما أن المضغ يحفز إفراز الحمض، بل وحتى أن رائحة الطعام ورؤية وجبة لذيذة والتفكير في طعام لذيذ يجعل المعدة تفرز المزيد من الحمض.
ما الأفضل شربه أثناء الأكل؟
لكن التوتر والإجهاد والنيكوتين لا يكون في صالح التوازن الحمضي بالمعدة، والسبب أن هذه الأمور تحفز إنتاج الحمض. أما الماء والشاي وغيرهما من المشروبات المنخفضة السكر فهي تدعم عملية الهضم سواء أشربها المرء قبل أم أثناء أم بعد تناول الطعام، وذلك لأن الطعام المهضوم في هذه الحالة يتحرك بشكل أفضل من المعدة إلى الأمعاء عبر الجهاز الهضمي، وكذلك يمكن تحويله بسهولة أكبر إلى أقسام أصغر.
ويوجد سبب آخر أيضا يحفز على شرب الماء أثناء الأكل، وهو أن الشرب يقلل من الإحساس بالجوع، لأنه كلما زاد امتلاء المعدة يقل الشعور بالجوع، ولكن لم يتم إثبات أن شرب الماء أثناء تناول الطعام يجعل الإنسان أنحف أو أقل وزنا.
والخلاصة هي أن النصيحة القائلة إن شرب السوائل أثناء تناول الطعام يضر بالهضم كلام غير صحيح، بل العكس هو الصحيح: فالسوائل والمياه تساعد على الهضم، وما ينبغي الانتباه إليه فقط هو التقليل من شرب العصائر والمشروبات الغازية أثناء تناول الطعام