الحدث - رام الله
احتفلت ضاحية الريحان، اليوم الخميس، بوضع حجر الأساس لمدرسة الريحان الأميركية، من تطوير شركة لاكاسا للاستثمار والتطوير العقاري، وبحضور ومشاركة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام.
وقال رامي الحمد الله إن مدرسة الريحان الأمريكية، التي ستشكل إضافة نوعية هامة للعملية التعليمية في فلسطين، وستوفر الكثير من فرص العمل، تعد نموذجا ملهما يحتذى به للشراكة الحيوية بين القطاع الخاص الفلسطيني ورجالِ الأعمال المغتربين، والمستثمرين العرب والدوليين، فإنشاء هذه المدرسة، يأتي استمراراً للجهود المبذولة، على كافة المستويات الرسمية والشعبيةِ، لضمان ترسيخ جاهزية بُنيتِنا المؤسساتية، لِرعاية مصالح شعبنا، وإدارة شؤون حياته في كُل شبر من أرضِ وطننا".
وأضاف الحمد الله، أن هذه المبادرة تَصنع الأمل والتغيير في بلادنا، وتنمي قُدرة شعبنا على البَقاء والصمود، والانخراط الفاعل في مَسيرة البِناء والتنمية، وكلنا أمل بأن يبصر هذا المشروع النور قريباً، ليُباشر مهامه التربوية والتعليمية التي نعول عليها كثيراً، معربا عن استعداد الحكومة التام لِرَفد هذه المدرسة، بما تحتاجه من كوادر وخبرات لضمان انطلاقِها، وإطلاقِها لإمكانيات وطاقات أبناء فلسطين".
وشدد على أن المشاريع الرائدة التي ينفذها رِجال الأعمال على أرض فلسطين، دليل واضح على تحمل أبناء شعبنا المُغتربين لمسؤولياتهم الإنسانية والوطنية في تعزيز صمود المواطنين.
وأشار إلى أن مساهمة رِجال الأعمال والمستثمرين العرب والدوليين من خِلالِ استثماراتِهم الهامة والنوعية برَفد مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال وبناء الدَولة، داعيا إلى بلورة وتنفيذ المزيد من المشاريع التنموية والاستثمارية التي تَستنهض اقتصادَنا الوَطني وتُطلق إمكانياته الكامنة، وتُعَزِز استقلاليتَه، وتُشغل أبنائَنا وبناتنا.
وقال الحمد الله: "أتطلع إلى مشاركتكم لنا في جهود إعادة الحياة والبِناء والإعمار إلى قطاع غزة، لنجدة أهلنا فيه وتوفير احتياجاتهم الأساسية والطارئةِ، وانتشالهم من الموت والمعاناة والألم، فبلادنا بحاجة إلى كل جهد بنّاء، يستنهض الطاقات ويصقِل الإمكانيات على طَريق تَجسيد دولة فلسطين المُستقلة، كاملة السيادة، عَلى حُدود عام 1967، وعاصمَتها القدس الشرقية، وغزة قلبها النابض بالحياة والأمل".
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة عمار العقارية منيف طريش، إن ما ترونه اليوم من انجازات على أرض الواقع يدل بلا شك على نجاح هذا البرنامج الطموح الذي امتد على جزء من محافظات الوطن، وإضافة إلى هذا المشروع نفذت عمار مشروعا مماثلا في محافظة جنين هو ضاحية الجنان، ويتم الآن تنفيذ مشروع مدينة القمر في محافظة أريحا والأغوار من خلال نموذج آخر للتطوير العقاري أطلق عليه "ابني بيتك بنفسك".
وأضاف أن وضع حجر الأساس لمدرسة الريحان الأمريكية يأتي تتويجاً لمرحلة هامة من مراحل تطوير هذه الضاحية التي شملت حتى الآن بناء أكثر من (700) وحدة سكنية تمّ بناؤها من قبل شركة الريحان للاستثمار العقاري، إحدى شركات مجموعة عمار العقارية ومن قبل شركات تطوير عقاري أخرى من القطاع الخاص، قامت ببناء مكونات أخرى من مكونات هذه الضاحية تجسيدا للاستراتيجية التي خطها صندوق الاستثمار الفلسطيني في نسج علاقة شراكة بنّاءة مع القطاع الخاص وتمكينه من الاستثمار في قطاع الإسكان من أجل توفير سكن ملائم للعائلة الفلسطينية، توفر له كافة مستلزمات الحياة العصرية من بنية تحتية تمت وفق أحدث المواصفات العصرية، وخدمات أساسية مثل السوق التجاري ومسجداً وحضانة أطفال وحدائق عامة وملاعب ومستشفى تخصصي لتقديم خدمات صحية لسكان الضاحية وباقي المناطق الذي سيكون الأول في فلسطين من حيث قدرته على تقديم خدمات صحية على مستوى عالي والذي سيتم افتتاحه إن شاء الله هذا الصيف والذي سيتسع لأكثر من (250) سريرا.
وأشار إلى أن إنشاء مدرسة الريحان الأمريكية يشكل تأكيدا إضافياً لنجاح استراتيجية برنامج السكن الملائم ونموذجا آخر للتعاون البناء ما بين صندوق الاستثمار الفلسطيني وشركاته التابعة وما بين المستثمرين من القطاع الخاص في تنمية الاقتصاد الفلسطيني بكل مكوانته وقطاعاته.
وأكد أن مشروع مدرسة الريحان يشكل رافداً جديداً لتنمية هذا الاقتصاد وذلك من توفير بيئة تعليمية مناسبة لأحد أهم مكونات اقتصادنا وهو مواردنا البشرية وطلابنا.
وأوضح أن مجموع ما تمّ استثماره في هذا المشروع سواء من مجموعة عمار أو من المطورين الآخرين فاق (140) مليون دولار من خلال بناء حوالي ربع مليون متر مربع من الأبنية والإنشاءات حتى الآن، إضافة لثمن الأرض التي تمّ شراؤها من مالكيها والبنية التحتية العصرية من طرق وشبكات مياه وكهرباء ومجاري واتصالات تم تنفيذها تحت الأرض ومحطة تنقية المجاري وتكاليف التخطيط والإشراف الهندسي، كما وفر هذا المشروع أكثر من (540) ألف يوم عمل للعامل الذي عمل داخل حُدود المشروع وعدد مماثل من أيام العمل في المصانع والورش للشركات التي قامت بتوريد مواد البناء بأشكالها المختلفة كما حرصنا منذ البداية على دعم المنتج الفلسطيني وأعطينا الأولوية لهذا المُنتج طالما تمتع بالمواصفات المطلوبة.
من ناحيته، قال مدير عام شركة لاكاسا القابضة، عماد عبد الجابر شلبي إن استثمارات القطاع الخاص له أهمية في دعم مسيرة البناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، من أجل تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا المشروعة، لأن الاستثمار على اختلاف توجهاته يصب في عجلة الاقتصاد، ويرفع على كاهل الحكومة أعباء وإن كانت صغيرة لكنها مؤثرة في استكمال البنية التحتية اللازمة، إضافة لتوفير فرص عمل تساهم في تخفيض نسبة البطالة.
وأضاف أن الاستثمارات الفلسطينية في الوطن تؤسس لاقتصاد فلسطيني مستقل، وتساهم في فك ارتباط اقتصادنا باقتصاد الاحتلال، لنملك القرار الاقتصادي الحر.
وأشار إلى أن هذا المشروع وغيره من المشاريع هو جزء من كفاحنا المستمر في أرضنا من خلال توفير مستوى معيشة للمواطن تجعله جزءا من مكونات النضال لا عبئا عليها، ويعطي لنا فرصة حقيقية لبعث رسالة إلى العالم أن شعبنا بإمكانياته وقدراته البناءة قادر على أخذ زمام المبادرة بالبدء بأبدي أبنائه المخلصين في إطلاق تنمية اقتصادية حيقيقية.
وشدد على أن الاستثمار في كل دول العالم ولسنا باستثناء هو الإنسان بالدرجة الأولى، وبناء الإنسان.
ولفت إلى أن العملية التربوية والتعليمية تقوم على أربع أسس هي؛ الإدارة، والمدرسين، والمناهج، والمباني المدرسية، لنصل إلى مخرجات تلبي طموحنا، لذلك تعاقدنا مع شركة أميركية متخصصة في إدارة المدارس الأميركية، كما سيتم تعيين 30% من المدرسين من ذوي الخبرة في من خارج الوطن، و70% من المدرسين أصحاب الكفاءة الفلسطينيين في الوطن، وتم اعتماد المنهاج الأميركي (High School Diploma) وستحصل المدرسة على (International Bachelor) المعروفة على مستوى العالم، فيما سيتم اعتماد اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية حسب المنهاج الفلسطيني.
وأوضح أن المدرسة ستكون على أرض مساحتها 17000 متر، بمساحة بناء اجمالية تقدر بـ30 ألف متر مربع، وطاقة استيعابية لـ220 طالب من مرحلة الروضة الأولى إلى الصف الثاني عشر وباستثمارات تقدر بـ28 مليون دولار، وستوفر المدرسة مكتبة من طابقين بمساحة 800 متر، وملاعبا متكاملة داخلية وخارجية.
وأشار إلى أن افتتاح المرحلة الأولى من المدرسة سيكون في 1/9/2016.