تدوين- ناديا القطب
تسلط "مراسلون بلا حدود" الضوء على أعمال عباس عطار في كتاب جديد نشرته بالتعاون مع عائلة عباس وأصدقائه، ويلقي نظرة على الشخصية الرئيسية في وكالة ماغنوم، الذي توفي في أبريل 2018.
يتكون ألبوم مراسلون بلا حدود من 100 صورة عن حرية الصحافة العدد 72، كتحية لسيد النور الفرنسي-الإيراني عباس العطار.
ولد عباس العطار في 29 مارس 1944 في كاش، إيران، قبل أن يقضي طفولته في الجزائر ثم يهاجر إلى فرنسا. انطلق عطار في التصوير من خلال تغطية المعاناة الإنسانية في: فيتنام، تشيلي، أيرلندا الشمالية، جنوب إفريقيا. عاد إلى وطنه عام 1979 لتوثيق الثورة الإسلامية الإيرانية.
اللحظة المعلقة
في عام 1970، كان عباس العطار يصور عائلة في القاهرة حدادًا على وفاة الرئيس جمال عبد الناصر. في الصورة ينظر البعض مباشرة إلى الكاميرا، والبعض الآخر ينظر إلى ما ورائها ؛ يدا المرأة في المنتصف على وشك أن تستريح على إطار النافذة أو تبتعد عنها. إنها تمسك بمنديل بأصابع يدها اليمنى. الوجوه متوترة تستفسر. كتب عباس العطار عن هذه الصورة يقول: "لقد خلقت لحظة معلقة". "ولكن في ذلك اليوم، أمام لوحة رامبرانت [كنت قد حددت] الأسلوب الذي سيبقى يميزني لما يقرب من ستين عامًا."
الرجل والآلهة
تقول شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003، في معرض حديثها عن تغطية عباس للثورة الإيرانية عام 1979 "يمكن للصورة أن تخبرنا أحيانًا بأكثر مما يمكن للكتاب أن يفعل. وتتضح هذه القوة عندما تنغمس في أعمال عباس". لقد كانت الثورة الإيرانية حلقة رئيسية في تاريخ وطن العطار، والتي تركت انطباعًا عميقًا في نفسه.
متأثرًا بوصول الملالي إلى السلطة، اختبر عباس هذا المنعطف التاريخي كصدمة، حيث كما يقول: "كانت تلك اللحظة آخر مرة أكون فيها مصورًا صحفيًا حقًا".
وفي واحدة من مقابلاته الصحفية يقول: " إنَّ علاقتي مع الله علاقة عَمل خالصة. لذلك، لا حِصَّة لي في الأديان. أعني، أنّ الله لا يقول لي ماذا أفعل، وكيف أصوِّر، وأنا كذلك لا أقول له كيف يتعامل مع المؤمنين. لذلك فإنّنا على علاقة احترام متبادل.
ويضيف العطار: "لم يكن لدي رغبة في تصوير الأديان قبل الثورة الإيرانية، ولكن تغطيتي لأحداثها مدة سنتين أبانت لي أنّ أمواج المشاعر تصاعدت بسببها. وأنها لن تتوقف عند حدود إيران. وعندما وجدتني مهيأ عاطفيًا، في ما بعد، بدأتُ العمل على الإسلام مدة سبع سنوات – عن الإسلامويّة تحديدًا. عندها، وحال أن بدأت بمسألة الله، يمكنني أن أبقى معه، ثم أنتقل إلى المسيحية، وبعدها إلى عبادة الأوثان الغامضة. وكان آخر عمل قمتُ به عن الهندوسيّة، وحاليًا أشتغل على اليهوديّة – الديانة الأولى ستكون الأخيرة. في الواقع، إنّ ما يلفتني ليس الإيمان الشخصي، بل ماذا يفعل الناس باسم الله. أحيانًا الأعمال العظيمة، وأحيانًا الأعمال الغبية والعنيفة وباسمه – هذا ما يسترعي انتباهي أكثر."