الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المذكر يكتب ذكريات عن رمضان ...أنشودة رمضان "يا حالية"

2023-03-26 11:25:26 AM
المذكر يكتب ذكريات عن رمضان ...أنشودة رمضان

 

تدوين- ذاكرات/أرشيفات

نشرت صحيفة الكفاح الفلسطينية، الصادرة بتاريخ 17 كانون الأول 1935 الموافق 21 رمضان 1354، مقالاً كتبه "المذكر" في الصحيفة على صدر صفحتها الأولى. 

وجاء فيه تذكير بعادات رمضانية قديمة كما التذكير بأغنية يا حالية التي كان يتم ترديدها خلال شهر رمضان وفيها نقد للانتداب البريطاني والحركة الصهيونية. 

وفيما يلي نص المقال:

كان لرمضان المبارك قبل الحرب العظمى الماضية رونقا وبهجة، ولكنهما ذهبا مع هناء تلك الأيام الذي أزاله الاحتلال.

فبعد الإفطار كنت ترى المدينة القديمة كأنها في عرس، الأطفال بمصابيحهم الملونة الجميلة يروحون ويجيئون، والرجال يملأون الجوامع ومشارب القهوة، والسيدات يتزاورن. ويتبادل الناس نعيم الحياة الاجتماعية بهناء ولذة.

فساحة حمام سلاخة التي تقع الآن بركة النوفزة وسوق الفرج الذي كان يقع بين السبيل الموجود أمام دار الأوقاف والباب الكبير للجامع وسوق الهنود والبوابة كانت عبارة عن مراتع للهو البريء ومرابع الأطفال فكانت دكاكين باعة الحلوى وباعة السحلب والمرطبات والخشاف تزين تلك البقاع التي أصبحت اليوم قفراء ابتداء من الغروب. ويالله ما أجمل أطفال الأمس وهم يهتفون لرمضان ويشعلون احتفالا به "كبرت الموضة الملون" ويضربون الأرض "بالطقاقيع" ويداعبون بسطاء القرويين بالسواريخ الصغيرة يعلقونها في أطراف ملابسهم!!

وإن أنسى فإني لا أنسى أنشودة رمضان الخالدة التي كانت تختم بكلمة "يا حالية".

وهي:

لولا فلان وفلان وفلان ما جينا يا حالية!

ولا تعبنا ولا شقينا!

يالحالية!

ولا تودونا عالشام!

يا حالية!

الخ الخ الخ

وهذه الأنشودة الشعبية الرمضانية الجميلة لو أردنا أن نترجمها بلسان الحال اليوم لكانت هكذا:

لولا المندوب السامي وبريطانيا والصهيونية ما جينا!

يا حالية....

ولا عشنا ولا بقينا

يا حالية!

ولا تودونا بداهية!

يا حالية!

الله يسم جمعية الأمم!

يا حالية!

ولا يعمر لها بيت ولا يخليها!

يا حالية!

لا بقشعنا الخير إن سكتنا!

يا حالية!

واللي يخون بلاده الله يخرب بيته!

يا حالية!

واللي بينتقد غيره وفي ساعة العمل الله يغث باله!

يا حالية..

يافا

 

متذكر