ترجمة الحدث: ميليشيا كاهانية لنتنياهو

الحدث الإسرائيلي

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في افتتاحيتها، نقداً لعزم نتنياهو إنشاء ميليشيا تابعة لوزيره المتطرف بن غفير. 

وجاءت الافتتاحية على النحو التالي: 

في خطابه مساء الإثنين، حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا من حرب أهلية. ,وبحسب ما يليق بمحرضنا الوطني، فقد فعل ذلك حتى وهو يشوه ويشهير بخصومه. إذ قال متهماً: "هناك أقلية متطرفة مستعدة لتمزيق البلاد ووتأجيج حرب أهلية"، مضيفًا أن هذه الأقلية "تستخدم العنف وتشعل الحرائق وتهدد بإيذاء المسؤولين المنتخبين وتشجع على الحرب الأهلية وتدعو إلى رفض [أداء الخدمة العسكرية]، وهي جريمة مروعة ".

لكنه لم يقل كلمة واحدة عن دوره في دفع إسرائيل إلى شفا حرب أهلية. على العكس من ذلك، أصر نتنياهو في خطابه على أنه، على عكس معارضي الانقلاب على نظام حكومتنا، "ليس على استعداد لتمزيق الأمة إلى أشلاء". لكن كالعادة، كلماته لا علاقة لها بأفعاله. قبل وقت قصير من مخاطبته للأمة قال إنه على استعداد لتجميد قوانين الإصلاح القانوني حتى الجلسة الصيفية للكنيست من أجل إتاحة المجال أمام "الحوار" ، كما وقع تعهدًا بإنشاء حرس وطني يكون تابعًا لوزير الأمن القومي إيتامار بن- غفير. أو بلغة إنجليزية بسيطة، قوة شرطة خاصة ببن غفير.

بن غفير، أحد تلاميذ مئير كهانا، مجرم عدواني ومتطرف ومدان. إن تشكيل ميليشيا تابعة له بدلاً من الشرطة هي خطوة غير مسؤولة ستعرض بالضرورة الإسرائيليين الذين لم يرتكبوا أية جريمة للخطر. لا يُنشئ زعيم سياسي غير مهتم بالحرب الأهلية بتمويل قوة شرطة خاصة مسلحة لأكثر أعضاء حكومته تطرفاً. تظهر هذه الخطوة بشكل كبير أن نتنياهو يستعد لحرب أهلية.

لقد اشترى نتنياهو الوقت حتى الصيف لقمع الاحتجاجات والدخول في "حوار". لكنه يعتزم على ما يبدو استغلال هذا الوقت بشكل أساسي ليكون مستعدًا بشكل أفضل للموجة التالية من الاحتجاجات. وسيقابل هو وشريكه الكاهاني تلك الموجة مع قوة شرطة خاصة تحت تصرفهم تخضع مباشرة لوزير الأمن القومي، ولا تتبع لمفوض الشرطة كوبي شبتاي. علمها لن يكون العلم الإسرائيلي، بل علم حركة كاهانا كاخ. بالحكم على أفعاله، نتنياهو لا يتجه نحو السلام، بل نحو الحرب.