الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"مناجاة الروح" عرض صوفي موسيقي متنوع للفنان رائد سعيد

2023-04-02 10:25:43 AM

تدوين- سوار عبد ربه

في عرض يمتزج فيه المنطوق بالمرئي، ويأخذ الروح إلى أسمى حالات التجلي، يقدم الفنان المقدسي رائد سعيد على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني، الأحد القادم 9 نيسان، عرضا صوفيا موسيقيا متنوعا.

وفي لقاء خاص مع تدوين قال سعيد إن العرض يشمل رقصا صوفيا، قدودا حلبية، أناشيد دينية، بالإضافة لمقطوعات موسيقية خاصة بشهر رمضان.

وللعام الثاني على التوالي يقدم الفنان رائد سعيد عرض "مناجاة الروح"، في شهر رمضان من إنتاج بيت الفن المقدسي، أما الإضافة هذا العام فستكون بعدد الفنانين، إذ سيعتلي خشبة المسرح ما يزيد عن 20 فنانا بينهم راقصين، ومنشدين، بالإضافة إلى طاقم للتقنيات المنوعة الصوتية والمرئية كشاشة العرض والإضاءة وغيرها.

وسعيد هو، موسيقي يحترف العزف على عدة آلات موسيقية والرئيسية هي الإيقاع، يلحن موسيقى للمسرح، والسينما، كما يعزف في عروض متنوعة، وهو مؤسس بيت الفن المقدسي والمدير الفني لجمعية أبواب القدس للفن والتراث، وعزف في فرق أوروبية كبيرة.

الإنشاد الصوفي والقدود الحلبية

أما عن الجمع بين الإنشاد الصوفي والقدود الحلبية، فيأتي انطلاقا من التشابه بين هذين النمطين، إذ يوضح سعيد أن القدود الحلبية هي فلكلور سوري، فيه من الروحانيات الكبيرة القريبة من الإنشاد الصوفي.

والقدود الحلبية هي من الفنون الموسيقية السورية الأصيلة التي اشتهرت بها مدينة حلب منذ القدم، إذ تعود إلى زمن القس السرياني مار أفرام (306م) الذي كان يدعو الناس ويرغبهم من خلالها للحضور إلى الكنيسة ضمن قداس يوم الأحد في الكنيسة السريانية.

أقدم وثيقة تاريخية لنشأة القدود الحلبية، ترجع إلى الشاعر الحمصي أمين الجندي، الذي طور على الموشحات وجددها وزنا وشكلا، ونقلها إلى حلب

كما أن أقدم وثيقة تاريخية لنشأة القدود الحلبية، ترجع إلى الشاعر الحمصي أمين الجندي، الذي طور على الموشحات وجددها وزنا وشكلا، ونقلها إلى حلب، حيث تأثرت بالتيار الصوفي، فنسبت إليها.

وتقسم القدود إلى نوعين، منها القد الشعبي وهو عبارة عن منظومات غنائية متوارثة عن الأجداد، والقسم الأكبر منه لا يُعرف كاتبه أو ملحنه. والنوع الثاني عادة يكون مبنيا على نظام الموشح القديم من حيث الشكل الفني، وبصياغة جديدة، وله ثلاثة مصادر: الموشحات والأناشيد الدينية المتداولة في الموالد والأذكار، الأغاني الشعبية والفولكلورية والتراثية، والأغاني والموشحات الأعجمية التركية والفارسية على وجه الخصوص.

وفي سؤال الفنان رائد سعيد عما يميز الإنشاد الصوفي عن غيره من الأجناس والسياقات الفنية، قال إن الأناشيد الدينية فيها روحانيات عالية، سواء من ناحية كلمات المعتمدة على الصوفية، وفيها ذكر لله ومديح للنبي محمد، أو من ناحية النغم والإيقاع، فالأناشيد تعتمد بشكل أساسي على الإيقاعات أكثر من أي نمط موسيقي آخر يعتمد على الآلات الوترية والنغم.

النشيد الديني والشباب

ولا عجب في أن جيل الشباب هو أكثر من يتماهى مع هذه الحالة الروحية، وهذا النمط الموسيقي. إذ يقول سعيد في هذا الجانب إنه من خلال عمله في بيت الفن المقدسي، وتقديمه للعديد من الفعاليات والأنشطة الدينية في حارات القدس القديمة، استطاع أن يلمس حب الشباب للنشيد الديني الصوفي، الذي يرددوه وراء المنشد عن ظهر قلب.

وبحسب سعيد "كما أن شهر رمضان هو شهر للعبادة، تكون فيه الروحانيات عالية، فهو أيضا شهر للفرح والبهجة، وحفظ الشباب للنشيد الديني أمر مذهل ورائع، وتقبلهم لهذا الفن ملحوظ".