الأربعاء  20 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حادثة أم درمان تفتح ملف طائرات إسرائيل المسيرة بإفريقيا

2015-05-09 07:31:24 AM
حادثة أم درمان تفتح ملف طائرات إسرائيل المسيرة بإفريقيا
صورة ارشيفية
الحدث- إرم

تتناقل وسائل إعلام عربية تقديرات حول احتمال وجود مطار في دولة إفريقية انطلقت منه طائرة إسرائيلية دون طيار، مستهدفة مستودع أسلحة خاص بحركة حماس في مدينة أم درمان السودانية.

وكانت القوات المسلحة السودانية أعلنت الأربعاء 6 أيار/ مايو الجاري، “إسقاط طائرة دون طيار تسللت إلى المجال الجوي السوداني عبر البوابة الشرقية في ولاية البحر الأحمر”.

وقال المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة السودانية، العقيد الصوارمي خالد سعد: “جرى رصد دخول طائرة إلى المجال الجوى السوداني، وجرى توجيه ضربة جوية للطائرة التي سقطت في منطقة وادي سيدنا، وتبين أنها طائرة دون طيار، وكانت محملة بصاروخين، وهي تتبع سلاح الجو الإسرائيلي”.

وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام فإن “هناك احتمالات بأن الطائرة انطلقت من مطار داخل الأراضي السوادنية مع إعلان الخرطوم نجاحها في إسقاط طائرة دون طيار تحمل اسم (شوفال)، وهو الاسم الذي تطلقه إسرائيل على طراز (هيرون)، وهو واحد من أهم الفئات الاستراتيجية المسلحة، والذي نجحت إسرائيل في تصديره إلى العديد من الدول حول العالم”.

وباعت إسرائيل طائرات دون طيار للعديد من الدول الإفريقية خلال الأعوام الأخيرة. ويطلب إتمام هذه الصفقات إيفاد مرشدين وفنيين إسرائيليين لتدريب القوات المسلحة في هذه الدول على كيفية تشغيل هذا النوع من التكنولوجيا المعقدة وإعادتها سالمة. ويتم التحكم بالفئات المتطورة منها عبر الأقمار الاصطناعية، وتستخدم في تنفيذ مهام بعيدة المدى وعابرة للحدود.

وأنجولا هي واحدة من الدول الإفريقية التي اشترت طائرات إسرائيلية دون طيار، حيث تعتمد تلك الدولة على طائرات إسرائيلية من طراز “إيروستار” منذ عام 2003، وتسعى للحصول على طائرات من طراز “هيرون” الاستراتيجي، الذي تنتجه مؤسسة الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية.
وتعتبر نيجيريا واحدة من أكثر دول إفريقيا شراء للطائرات الإسرائيلية دون طيار، فضلا عن كينيا، وأوغندا، وتشاد، وإفريقيا الوسطى، وساحل العاج، وإثيوبيا، وتنزانيا.

ولا تقتصر الصفقات التي أبرمتها تلك الدول مع إسرائيل على تسلم الطائرات فقط، حيث تقول التقارير: “هناك احتمال كبير بأن إسرائيل هي التي تتولى مسؤولية تشغيل تلك الطائرات بواسطة أطقم تقيم في تلك الدول بشكل دائم. ومن المرجح أن التواجد الإسرائيلي في تلك الدول، يمثل غطاء أيضا لامتلاك قواعد تستخدم كمنطلق لعمليات مختلفة”.

وفي آذار/ مارس الماضي، قصفت طائرة دون طيار معاقل لحركة الشباب الصومالية في إقليم شبيلي السفلي، جنوب الصومال، وقيل إن الهجوم نفذته طائرات “أجنبية” دون تحديد هويتها.

وكشفت تقارير نشرت مطلع عام 2012، أن إسرائيل تمتلك قاعدة للطائرات دون طيار في كينيا، على مقربة من حدود الصومال، مشيرة إلى أن إنشاء تلك القاعدة جاء بناء على طلب رسمي كيني، بهدف شن هجمات داخل الأراضي الصومالية.

لكن ثمة احتمالات أخرى بأن الطائرة التي أعلنت القوات المسلحة السودانية إسقاطها انطلقت من إحدى قواعد الطائرات الأمريكية دون طيار في إفريقيا. حيث تمتلك الولايات المتحدة العديد من هذه القواعد، ويتم التحكم في الطائرات نفسها من قاعدة (كريتش) التابعة لسلاح الجو الأمريكي  في صحراء نيفادا، عبر الأقمار الاصطناعية.

وتمتلك الولايات المتحدة قواعد للطائرات دون طيار، خاصة طراز (براديتور) الاستراتيجي، في كل من إثيوبيا (قاعدة أربا مينش)، وفي جيبوتي (قاعدة كامب ليمونير)، والنيجر، وبوركينا فاسو. كما أنها تستخدم حاملات الطائرات كقواعد متحركة لانطلاق الطائرات دون طيار، حيث باتت مثل هذه الطائرات أداة رئيسية في حربها على الإرهاب، كما تقول.

وفي المجمل لا يمكن تحديد هوية الطائرات التي تنطلق من تلك القواعد، وإذا ما كانت أمريكية أو إسرائيلية، بيد أنه من المؤكد أنها تنتمي لإحداهما، حيث لا تمتلك غالبية دول العالم طائرات استراتيجية مسلحة حتى الآن، عدا أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، وما زالت العديد من الدول الأخرى تجد صعوبات في تشغيل مثل هذه الطائرات في ساحات عمل حقيقية خارج حدودها.