الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما يجري في إسرائيل وعلاقته بنا| بقلم: نبيل عمرو

2023-04-07 11:08:54 AM
ما يجري في إسرائيل وعلاقته بنا| بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

حجم علاقتنا بإسرائيل، لا تحدده البيانات والتصريحات التي تعبر عن موقفنا منها، بل يحدده وبدقة، حجم التوغل الإسرائيلي ومدى انتشاره في حياتنا.

جذر التوغل والانتشار هو الاحتلال الذي بدأ عسكريا إذا ما نظر للأمر من زاوية حزيران 1967، وتطور استيطانيا وتشعب واتسع ليطال أذاه كل مكونات مجتمعنا.

ورغم التعاطي الاضطراري معه، إلا أن الملايين الفلسطينية الواقعة تحت احتلاله؛ نجحت في صياغة معادلة سليمة تنطوي على مواءمة واقعية بين الاضطراري من أجل الحياة، والثابت الإرادي من أجل الهدف الجمعي الراسخ.. الحرية والاستقلال، مانحة الأولوية القصوى للأهداف الوطنية، ومعيار النجاح هنا هو تمكن الشعب الفلسطيني من إفشال كل الطروحات والمشاريع الهادفة إلى إلغاء جوهر القضية والنضال.. باستبداله بحلول أقرب إلى الرشاوى.. ذلك منذ مشاريع التوطين، إلى التقاسم الإداري لمن يذكر، إلى الحل الاقتصادي. ورغم وقوف قوى ذات قدرات هائلة وراء هذه المشاريع إلا أنها تبددت في الواقع وظل الفلسطينيون ثابتين على مواقفهم الأساسية "حرية واستقلال".

هذه المقدمة أردتها ونحن نراقب ما يجري في إسرائيل، خصوصا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، لنطرح على أنفسنا سؤالا.

 هل ما يجري هناك شأن داخلي صرف لا صلة لنا به، أم أنه مؤثر مباشر على حياتنا وأهدافنا الوطنية؟

لا شيء في إسرائيل يعتبر شأنا داخليا، وكل ما يجري فيها لا بد وأن يؤثر علينا.. ما دام احتلالها قائما، وما دامت المساواة المنشودة لدى شعبنا حاملي الهوية الرمادية غير قائمة كذلك.

صحيح أننا لم نشارك كفلسطينيين في التظاهرات المهولة التي ملأت شوارع إسرائيل، إلا أن عدم المشاركة جاءت كما لو أنها أقوى المشاركات، من خلال إثارة سؤال.. لماذا اتخذت الملايين الفلسطينية هذا الموقف؟ وما السبيل إلى حملها على المشاركة المباشرة لو تجددت التظاهرات وصارت المشاركة الفلسطينية فيها ضرورة لتطوير مفعولها وإنجاحها في بلوغ مقاصدها؟

الإجابة عن هذا السؤال تستدعي سؤالا آخر.. متى يشعر الفلسطيني بأنه شريك حقيقي في التظاهرات وما تسعى إليه من أهداف؟

وهنا يكمن بيت القصيد.. وهنا كذلك يظهر المشترك بين الفلسطينيين داخل إسرائيل وأشقائهم داخل المناطق المحتلة..

في إسرائيل جمهور من مثقفين وسياسيين وأناس عاديين، يتبنون شعاراً يقول: "لا يصح استمرار قيام إسرائيل باحتلال شعب آخر"، ويرون كذلك أن ضرر الاحتلال وإن كان جسيما على ملايين الفلسطينيين داخل المناطق المحتلة وخارجها، إلا أنه لا يقل ضررا على إسرائيل ذاتها.. وقد عاش الإسرائيليون جميعا، ورأوا بأم العين.. كيف تفاعل فلسطينيو الخط الأخضر مع أشقائهم كلما وقعت حرب على غزة، وكلما جرى اقتحام للأقصى وكلما اتحد المستوطنون مع الجيش في التنكيل بأشقائهم، "وحريق حوارة لم يكن استثناءً".

أما الحراك الراهن فبوسع المراقب رؤية البعد الفلسطيني فيه.. وهو بعد مباشر يتحدد في استبعاد المع، وحضور الضد بكل قوة.

لقد استبعد شعار لا لاحتلال شعبا آخر، واستبعد شعار نعم للديموقراطية والمساواة، وهذان أمران لا غيرهما، ما يستقطب الفلسطينيين ويضعهم في قلب الحراك وربما بكثافة غير متوقعة.

أما حضور "الضد" فلم يتجلّ فقط في استبعاد "المع" بل ظهر كمخرج للأزمة، فلمن ستتأسس ميليشيا بن غفير، وإسرائيل متخمة بالجيش وقوى الأمن والمستوطنين المسلحين الذين لا هم لهم يفوق هم إخضاع الفلسطينيين بإرهابهم وخنقهم؟

هل وبعد كل هذا وهو مختصر إلى أضيق نطاق، يتواصل اعتبار ما يجري في إسرائيل شأنا داخليا؟  في الحقيقة إنه يخصنا لاتصاله المباشر بكل شؤون حاضرنا ومستقبلنا..

أخيراً... ما دام الاحتلال قائما.. وهو احتلال من صُنع الدولة، فكل ما يجري في إسرائيل يهمنا بل ومن أشد عوامل التأثير على حياتنا.