الحدث- وكالات
قد يصيب قصور عضلة القلب أشخاصًا من الأعمار كافة، إلا انه يزيد مع التقدّم في العمر، حيث يعاني منه ١٠ الى ١٣ في المئة ممن هم فوق الثمانين، وذلك بسبب التقدّم في الطبّ الذي أدّى الى زيادة عمر الانسان، وبالتالي إلى ارتفاع في انتشار قصور عضلة القلب. واكثر ما يسبّبه تصلّب الشريان الذي يغذّي منطقة العضل يؤدّي الى موت خلايا القلب التي يكون تلفها نهائيا مثل خلايا الدماغ. الا ان هناك علاجات ووقاية وتمارين رياضية تحمي المريض تحدث عنها الاختصاصي في قصور القلب وزرعه الدكتور هادي سكوري في لقاء دعت اليه "نوفارتس" للوقاية من قصور عضلة القلب في فندق "البيبلوس سور مير" في جبيل.
ما هو قصور القلب؟
القلب هو مضخّة لدفع الدم الى الأعضاء الحيوية، وعندما تعاني المضخة من خلل او ضعف لا تعود قادرة على أداء وظيفتها، ولا يعود القلب قادرًا على توزيع الاوكسيجين على الجسم ليتمكن من أداء وظائفه. ولتعويض هذا النقص ينبض القلب بطريقة أسرع ليتمكن من ضخ الدم فيتمدد أكثر وتزداد سماكة العضلة، وهذا يضعفه على المدى الطويل. والقصور مرتبط بأعضاء حيوية مثل الكلى والدماغ والشرايين، وهو مرض يتطوّر مع الوقت ليضعف القلب أكثر فأكثر، من هنا أهمية تداركه باكرًا وإيقافه بالوقاية والعلاجات.
القصور منتشر في كل العالم و٢ في المئة يعانون منه. في لبنان حسب هذه الإحصاءات هناك نحو ٧٢ الف مريض، يتوفّى منهم حوالى ٤٥ في المئة في السنة الاولى من دخولهم الى المستشفى، و٧ في المئة يتوفّون في المستشفى، وهذا يرتّب أعباءً على المريض وأهله.
نوعية الحياة لدى هؤلاء المرضى تتراجع مع الوقت، خصوصًا اذا أهملوا العلاج ونمط الحياة السليم، كما يختلف علاج كل مريض عن الأخر حسب تشخيص الحالة ومسبّباتها.
ومن أبرز أسباب قصور القلب تصلّب الشرايين والنوبات القلبية عند نحو ٧٠ في المئة من المرضى، والسبب الثاني ارتفاع ضغط الدم، لأنه يتعب العضلة فتحتاج الى مجهود اكبر، وكذلك الخلل في الصمامات والتهاب عضلة القلب، الى اختلالات خلقية في القلب بسبب عامل جيني، والسكّري والإفراط في تناول الكحول وتعاطي المخدرات والعلاج الكيميائي.
من أبرز الأعراض: ضيق النفس أثناء القيام بجهد جسدي وتسارع في دقات القلب، سعال وصفير نتيجة احتقان المياه في الرئة، تعب وإرهاق ودوخة وغياب القدرة على التركيز، كما تخفّ شهية الأكل، ويزيد التبوّل ليلاً، وتزداد الحاجة الى المزيد من الوسائد لنوم مريح، ويتورم الساقان والكاحلان زيادة سريعة في الوزن.
العلاج يبدأ بتغيير نمط الحياة، خصوصًا تخفيف الملح والسوائل والدخان والكحول ممارسة الرياضة والابتعاد عن الاسباب المؤدية الى المرض وتناول العلاجات بانتظام.
واعتبر الدكتور سكوري ان معدل الضخ الطبيعي في عضلة القلب هو ٥٥ في المئة، وتحت الـ ٣٠ في المئة يضع المريض في دائرة الخطر.
إنّه من غير الممكن توقّع حصول الجرحة القلبية، أمّا التخثر في الشرايين فيعرّض المريض لجلطات قلبية اكثر. والصورة الصوتية للقلب هي التشخيص الأفضل لقياس قصور العضلة ومعظم أسبابها. كما شدّد على أهمية العلاج المتعدّد الاختصاصات، لإدارة المرض.
وقال ان تصلب شرايين القلب مرتفع في الشرق الاوسط، وتحديدًا في الفئات العمرية الشابّة بسبب البدانة وارتفاع السكّري، وهو مرض قاتل اذا لم يتمّ تشخيصه وإدارته بشكل جيد.
ومن أبرز العلاجات الحديثة علاج فموي يساعد على تحسين عضلة القلب وتخفيض نسبة الدخول الى المستشفى وتحسين نوعية الحياة وإطالة العمر، الى العلاجات التقليدية المعتمدة والبطاريات. وفي حالات المرض المتقدّم يلجأ المريض الى أجهزة مساعدة للقلب كالقلب الاصطناعي او زرع القلب الطبيعي، من هنا ضرورة التوعية على أهمية وهب الأعضاء .