تدوين- يحدث الآن
في منزله في بلجيكا، التقت صحيفة بروكسل الصباحية، الفنان الفلسطيني ماهر ناجي، وأجرت معه لقاءً، ناقشت فيه حياته المبكرة في غزة، وقراره بالانتقال إلى بلجيكا، وموهبته.
ولد ماهر ناجي في العام 1963 ونشأ في مخيم جباليا للاجئين بعد أن أجبر والديه على مغادرة منزلهما في قرية السوافير الشمالية قضاء غزة.
وانتقل إلى روسيا في سن الثامنة عشرة لدراسة الفنون الجميلة والتصميم الداخلي في أكاديمية البارون ستيجليتز للفنون في سانت بطرسبرغ.
وعاد إلى فلسطين عام 1994 بعد حصوله على الدكتوراه. في العمارة العربية، ليبدأ حياته المهنية كمحاضر، ومصمم، ومستشار، وفي تلك الايام لم يكن العمل في مجال الفن شيئا عاديا، بل أما مستهجنا، وكان ينظر إليه كانحراف.
وبعد نجاته من الحرب على غزة عام 2014، قرر ناجي الانتقال للعيش في بلجيكا، إذ قصف منزله في حينها ودمر جزئيا. وفي مقابلته قال ماهر ناجي إن: "غزة بلد صغيرة المساحة تعاني من مشاكل أكبر منها بكثير".
غزة بلد صغيرة المساحة تعاني من مشاكل أكبر منها بكثير
لم تكن دراسة ناجي في روسيا أمرا عابرا بالنسبة له، ذلك لبقائه فيها عقدين من الزمن، الأمر الذي يدفعه للحنين الدائم إلى الأيام التي أمضاها هناك، وجعل روحه مشبعة بالذكريات والصور، ما انعكس في لوحاته.
وليس الحنين إلى روسيا وحده موضوع لوحات ناجي، فللجوء أيضا نصيب وافر من أعماله، وعن هذا قال: "لقد لجأت مرتين، لذا في العديد من أعمالي أرسم الناس وهم يعيشون في الخيام، بهدف تذكير الجميع بأن الفلسطينيين ما زالوا لاجئين".
وأردف: "كما أرسم مشاهد الحرب لتصوير الماضي والقاء الضوء على التاريخ".
وبدأ ناجي بالرسم منذ الطفولة، إذ كان آنذاك يرسم ويلون على جميع الأسطح الحية، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف أبدا، حيث أن موهبته أخذت تتطور من خلال دراسته.
يقول ناجي إن الرسم بالنسبة له هو متعة وليس مجرد مصدر دخل، أو عمل،ـ إنما شغف يُزرع بالقراءات وهو نوع من الحاجات الملحة.
ويركز الفنان الفلسطيني في أعماله أيضا على تصوير الحياة الفلسطينية بشاعرية وواقعية، ذلك من خلال الحصاد، الطبخ، الملابس التقليدية، والرقصات الشعبية، رغبة منه في إبقاء كل هذه الذكريات حية.
فلسطين أصغر من أن تتحمل كل هذه الحروب لكنها قادرة على أن تحتمل كل الحب والسلام
كما يستخدم ماهر ناجي حسه الفني وتفسيره للتاريخ لإيصال رسالة إلى أوروبا والعالم، مفادها أن "العالم بحاجة إلى السلام، وفلسطين أصغر من أن تتحمل كل هذه الحروب لكنها قادرة على أن تحتمل كل الحب والسلام".
وبحسب المقال الذي نشرته صحيفة بروكسل الصباحية، يعمل ناجي في الوقت الحالي على إعادة تفسير عمل سلفادور دالي، "كريستوفر كولومبوس يكتشف أمريكا (1958)" من وجهة نظر "الآخر"، والتي غالبا ما تكون منسية؛ وعن مجتمع المسلمين في إسبانيا، وقائده طارق بن زياد.