الحدث- القدس
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن وصول مسؤول في الحكومة الكردية لتل أبيب، مطالبًا إسرائيل بتزويد إقليم كردستان العراقي بالأسلحة الثقيلة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة إعلاميًا بـ"داعش"، واستغلال جماعات الضغط اليهودية في الوﻻيات المتحدة للدفع باتجاه إقامة دولة كردية مستقلة.
وقالت الصحيفة، السبت، إنَّ الدكتور نهرو زاجروس، مستشار الحكومة الكردية بالعراق، ونائب رئيس جامعة "سوران" في أربيل، قد حلَّ ضيفًا على البروفيسور، عفرا بنجو، الخبيرة في الشؤون العراقية بمركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب، وبالتنسيق مع الخارجية الإسرائيلية.
وقال المسؤول الكردي، خلال محاضرة ألقاها بالمركز، إنَّ الكثير من الدول استجابت لطلب حكومة كردستان، وزوَّدتها بالسلاح للتصدي لتنظيم الدولة، كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها، لكن معظم هذه الإمدادات كانت عبارة عن أسلحة خفيفة.
وأشار إلى أنَّ إيران أيضًا من بين موردي الأسلحة لكردستان، لكن السلاح الإيراني مخصص فقط للميليشيا التي تسيطر عليها عائلة الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، وحزبه، وليس لكل المقاتلين الأكراد "البشمركة"، لافتًا إلى أنَّ عائلة طالباني مقربة من نظام الملالي في طهران بعكس عائلة رئيس الإقليم مسعود برزاني والحزب الديمقراطي الكردي، والتي أقامت علاقات وطيدة مع إسرائيل في الستينيات والسبعينيات، وحصلت منها على مساعدات عسكرية وطبية.
وتابع زاجروس: ”حدث ذلك خلال التمرد الكردي للحصول على الاستقلال أو على الأقل الحكم الذاتي، بقيادة مصطفى برزاني والد مسعود، ضد الحكومة العراقية، وفي مقابل المساعدات الإسرائيلية، التي كان يتم تقديمها من خلال الموساد، بالتنسيق مع الوﻻيات المتحدة ونظام الشاه في إيران، ساعد رجال برزاني الموساد في الحصول على معلومات عن الجيش العراقي وتهريب نحو 3000 من يهود العراق، عبر إيران إلى إسرائيل”.
وأوضح أنَّ العلاقات بين إسرائيل وعائلة برزاني وحزبه وحكومته مستمرة إلى اليوم، لكن على نار هادئة، فخلال الشهور الماضية نشرت وسائل إعلام دولية من بينها وكالة "رويترز" أنباءً عن بيع إقليم كردستان كميات من النفط لمصافي أشدود الإسرائيلية.
مع ذلك، فإنَّ العلاقات الإسرائيلية الكردستانية معقدة بعض الشيء، فبحسب تقارير أجنبية، هناك علاقات استخبارية بين الجانبين، ومنذ عدة سنوات عمل في كردستان العشرات من المستشارين الأمنيين لدى شركات إسرائيلية ودولية، معظمهم ضباط سابقون بالموساد والشاباك "جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي"، أبرزهم رئيس الموساد السابق ” داني ياتوم”.
لكن في السنوات الماضية كثَّفت الشرطة والشاباك الرقابة على الإسرائيليين الذين يسافرون إلى كردستان، كون الإقليم جزء من العراق الذي يصنف في إسرائيل "بلد عدو"، وبالتالي يحظر السفر إليه.
وأضاف المسؤول الكردي، الذي يزور إسرائيل حاليًا، خلال المحاضرة: ”يخشى بعض السياسيين لدينا من ردود الدول العربية حال كشف العلاقة مع إسرائيل، لكن الشعب الكردي وكذلك إعلامنا يعربان علانية عن تأييدهم لإسرائيل، نعلم أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط التي تدعم بشكل غير مباشر إقامة دولة كردية مستقلة”.
وذَكَر في هذا الصدد بتصريحات لمسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، ووزير الخارجية، أفيجدور ليبرمان، ومندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، رون بروسور.
وبحسب ”زاجروس”، فبخلاف المساعدات العسكرية التي يمكن لتل أبيب تقديمها لكردستان، فإنَّ المطلب الأكثر أهمية هو أن تستغل إسرائيل جماعات الضغط الخاصة بها في العالم وتحديدا في الوﻻيات المتحدة "اللوبيات" للدفع باتجاه ما وصفه بـ”الاستقلال الكردي”.