تدوين- تغطيات
فاز الشاعر السنغالي أمادو لامين صال، بالجائزة الكبرى للشعر الإفريقي في دورتها الأولى، التي يمنحها بيت الشعر في المغرب، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ويتم إطلاقها بمناسبة مهرجان الشعر الإفريقي في 5 مايو 2023، في إطار الاحتفال بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية.
وتهدف جائزة الشعر الأفريقي، إلى“تثمين المنجز والمسار الشّعري لأحد الشعراء الأفارقة المتميزين الذين واظبوا على الوفاء للشعر، ولوعوده الجمالية والفنية والرؤيوية، كما تسعى إلى تقدير دورهم في تمْتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعريات أفريقيا وشعريات العالم، وترسيخ قيم الحوار الثقافي المنتج عبر بوابة الشعر.”
من جهتها، أبرزت لجنة بيت الشعر في المغرب في تقريرها أنّ الشاعر السينغالي أمادو لامين صال “استحق الجائزة الكبرى للشعر الأفريقي، لكونه أحد المبدعين الذين نجحُوا في صوغ ملامح أدب أفريقي جديد، حتى وهو يكتب من خارج لغته الوطنية.”
وأضاف تقرير اللجنة، أن تتويجه يأتي تقديرا لممارسة إبداعية تغذّت من التقاليد الشعرية الأفريقية الشفوية والمكتوبة، فشِعرُه ظلَّ على مدى مسارٍ شعري طويل وممتّد يحملُ الشخصية السينغالية والروح الأفريقية الحريصة على الدّفاع عن تربة أفريقيا ومائها وحرية أبنائها وكرامتهم.”
ولأمادو لامين صال عدد من المؤلفات الشعرية، منها، “لون النشوة” و”النوم الطويل للعيون”، و”أوديس عارية” و” في أماكن أخرى”، و”حلم بامبو”.
أما على صعيد آخر، تقلّد الشاعر الفائز عدّة وظائف حكومية، وهو يشغلُ حاليا المندوب العام لإنجاز النّصب التذكاري لجزيرة جوريه لفائدة وزارة الثقافة السنغالية، كما يشغلُ وظيفة الكاتب العام للمؤسّسة الدّولية من أجل النصب التذكاري وإنقاذ جوري.
كما أسس الشاعر أمادو لامين صال الدار الأفريقية للشّعر الدّولي والبيناليات الدّولية للشعر بالعاصمة السينغالية. إضافة إلى تأسيسه دار النشر الشّهيرة feu de brousse، التي حازت سنة 2007 على جائزة وزارة الثّقافة والفرانكفونية من أجل دعم النشر.
وحاز أمادو لامين صال على عدة أوسمة أكاديمية، منها وسام السعفات الأكاديمية لدولة السنغال، فقد نال صفة ضابط كبير من درجة الاستحقاق بالسينغال. فضلا عن خطفه الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية، مع الميدالية القرمزية لإشعاع اللغة الفرنسية، وجائزة “تشيكايا أوتامسي” لمنتدى مدينة أصيلة بالمغرب، والجائزة الكبرى للشعر بمدينة تريستي في إيطاليا، والجائزة الخاصة بالمهرجان الدّولي للشعر ميهاي إيمينيسكو التي تقام بمدينة كرايوفا الرومانية سنة 2014، وجائزة “سيدار” الخاصّة بالثقافة والفنون بالسنغال لسنة 2008.
تجدر الاشارة أن مهرجان الشعر الأفريقي الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبيت الشعر في المغرب يروم منذ تأسيسه الاحتفاء بعطاءات التجربة الشعرية الأفريقية من خلال أهم رموزها وأسمائها وأصواتها المتعددة لغةً ورؤيةً وحساسيةً، ما يجعل المهرجان تكريما من المغرب لأفريقيا الشاعرة في اللحظة التي ينتصرُ فيها الشعر للإنسان ولحقّه في الحلم والعيْش الحرّ والكريم فوق أرض أفريقيا بعيدا عن طبول الحرب والاقتتال وشعارات الانفصال، قريبًا من الحياة، ومن الشّعر.
هذا ومن المنتظر بحسب بلاغ المنظمين أنْ يشهد مهرجان الشعر الأفريقي عددا من الفعاليات الشعرية والموسيقية والندوات الفكرية، وورشات في الكتابة والإلقاء الشعري لفائدة تلاميذة المؤسسات التعليمية، علاوة على تكريم عدد من شعراء أفريقيا. كما يصدر بيت الشعر في المغرب، بمناسبة مهرجان الشعر الأفريقي، عددا خاصا من مجلته "البيت" يقدم صورة وافية عن راهن الشعر في أفريقيا من خلال أهم الأصوات الشعرية المؤسسة لحداثة الشعر الأفريقي، وعبر أجياله المتعاقبة أنشأت لنفسها وللغاتها قوّة الحضور ليس في أفريقيا فحسب، بل في العالم.