الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سحب "فرانكشتاين تونس" من المعرض الدولي للكتاب

2023-04-30 07:18:13 AM
سحب

تدوين- يحدث الآن

تم في معرض "تونس الدولي للكتاب"، سحب كتاب "فرانكشتاين تونس" للكاتب والروائي التونسي كمال الرياحي من معرض وغلق جناح "دار الكتاب للنشر" التي أصدرته.

ووفق مقطع فيديو نشرته "دار الكتاب للنشر" قال صاحبها الحبيب الزغبي: "تم الجمعة، إغلاق جناح دار الكتاب وسحب مؤلف فرنكشتاين تونس بدعوى أنه لم يكن ضمن القائمة الأولية للكتب المعلن عن عرضها خلال الفعالية".

وأضاف الزغبي: "كنا أرسلنا يوم الثلاثاء الماضي، قائمة تكميلية لإدارة المعرض تضم أسماء كتب ستتم إضافتها للجناح المخصص لنا، ومن بينها فرنكشتاين تونس".

وأردف: "القانون لا يمنع نشر أي كتاب في تونس مهما كان الموضوع المتناول إلا في حالة نشر محتوى يخل بقيم المجتمع التونسي".

وفي حركة تضامنية، قامت دور نشر أخرى بغلق أجنحتها بالمعرض.

من جانبها أكدت إدارة المعرض في بيان، أن "دار النشر المعنية خالفت القانون الداخلي للمعرض وذلك بعرض عنوان لم يقع إدراجه ضمن لائحة الكتب المسجلة للعرض وللحصول على جناح بالمعرض".

وأشار نص البيان، إلى أن الكتاب لم يكن ضمن الكتب المعروضة في الجناح بل كان في ركن مخفي وهذا ما يؤكد المخالفة وسوء النية".

رد الكاتب كمال الرياحي

وتحدّث كمال الرياحي عن محتوى الكتاب، في تصريحات صحفياً مبيّنا أنّ الكتاب ''يتناول الأحداث في تونس منذ 25 جويلية إلى اليوم، ويتضمّن مقالات رأي متنوعة حول الحريات العامة المُهدّدة وحرية التعبير وملاحقة المعارضين وموقف النخبة التونسية والمثقفين من إجراءات 25 جويلية'' ، فيما خُصّص الجزء الثاني من الكتاب للعودة إلى ما قبل وصول قيس سعيد إلى الرئاسة عبر مجموعة من المقالات ''المتخوفة من نكسة قد تحدث للديمقراطية والحريات في تونس''، وفق تصريحه.

وقال: '' الكتاب يسلّط الضوء على وحش صنعه الشعب ورباه في السر ثم أطلقه''.

كما يتضمّن الكتاب ''حديثا حول مسؤولية الساسة والنخبة في تونس من 2011 إلى اليوم مع التركيز على فترة قيس سعيد التي تسارعت فيها الأحداث لتدمير كل المكتسبات والاعتقالات التي شملت حتى الشعراء على غرار شيماء عيسى التي مكانها الطبيعي هو معرض الكتاب لا السجن''، وفق تقديره.

كمال الرياحي

وفي رده على وزارة الثقافة التي أكّدت أن الإشكال تنظيمي بحت ولا علاقة له بمحتوى الكتاب، قال ضيف نجوم إن ''الكتابة الساخرة مؤلمة وأن كتابه موجه مباشرة إلى السلطة'' ، متابعا: ''هي ألاعيب وزارة الثقافة التي عملت فيها في السابق واعرف أسلوبها جيدا''.

وأضاف: ''ذرائع وزارة الثقافة مضحكة ومن المؤسف أنها تأتي من جامعيين''.

وفي سياق آخر، نفى كمال الرياحي أي علاقة له بالصهيونية أو دولة الاحتلال قائلا: ''بعض الكتاب الفاشلين والحاقدين يقفون وراء هذه الإشاعات... ووزارة الثقافة لم تجد أي تهمة تتكئ عليها من اجل تحريك أتباعها واستهداف أي صاحب رأي فالتجأت إلى التشويه والكذب''.

من على غلاف الكتاب

وجاء على غلاف الكتاب على لسان الكاتب: "قبل أن يشقى فكتور فرانكنشتاين، في رواية ماري شيلي، وراء وحشه، كان يعيش قلقًا وحزنًا بسبب موت أمه، فانهمك في العمل على أبحاثه ليصنع الوحش".

وأضاف الكاتب أن "مشاعر اليتم الخلاقة هذه هي نفسها التي كان يتخبط فيها الشعب التونسي قبيل انتخاب (الرئيس التونسي قيس) سعيّد فقد فشل هذا الشعب في العثور على حل لتيهه التاريخي بعد إسقاط دكتاتور كان يعتقد أنه المعرقل الوحيد أمام إدراكه السعادة..".

وزاد: "فما هلّل هذا الشعب يوما لحاكم إلا وانقلب عليه، فلا نفعه الحقوقي والمناضل ولا حتى السياسي المحنّك.....".

وتابع الكاتب: "لم يكن أمام هذه الحشود من الجماهير ومن لم يقتنع بأحد سوى صناعة وحش من خيباتهم، شخص لا يعدهم بشيء لأنهم ملّوا الوعود الكاذبة، لم يكن أمامهم إلا صوت ذلك الأستاذ السوريالي الذي لا يضحك أبدًا لكي ينتقموا من الكل، من السيستم الذي ظل مستمرا رغم تغير الوجوه والقادة".

وكمال الرياحي هو كاتب وروائي وإعلامي تونسي مقيم بكندا، شغل منصب مدير "بيت الرواية" ومدير "دار الثقافة المغاربية ابن خلدون"، ومن كتبه "عشيقات النذل" و"المشرط" و"ألبيرتا يكسب دائما".

ومساء الجمعة، تم افتتاح الدورة 37 من معرض تونس الدولي للكتاب تحت شعار "لنحلق.. بأجنحة الكتاب"، بإشراف الرئيس قيس سعيد الذّي شدد في كلمته على "أهمية القراءة".

معرض تونس الدولي للكتاب

هذا وانطلق "معرض تونس الدولي للكتاب" في دورته السابعة والثلاثين تحت شعار "حلّق.. بأجنحة الكتاب" بمشاركة 330 دار نشر من 22 دولة، وذلك في الفترة من 28 أبريل حتى 7 مايو، والذى تنظمه وزارة الثقافة والمحافظة على التراث سنويًا، وينعقد فى قصر المعارض بالكرم شمال تونس العاصمة، بعد أن احتضنها قصر المؤتمرات بوسط العاصمة انطلاقا من سنة 1981.

ويأتي المعرض بأكثر من 500 ألف عنوان كتاب في مختلف مجالات الأدب والعلوم والفنون، وأكثر من 100 فاعلية.