الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الرباط ومدريد ينظمان قمة أعمال للترويج للاستثمارات المرتبطة بالطاقات المتجددة

2023-05-05 08:44:06 PM
الرباط ومدريد ينظمان قمة أعمال للترويج للاستثمارات المرتبطة بالطاقات المتجددة
الطاقة المتجددة

الحدث الاقتصادي

يدخل المغرب وإسبانيا، ابتداء من شهر يونيو المقبل مرحلة جديدة من تعزيز التعاون في مجال الاستثمارات والمبادلات، لاسيما مشاريع الطاقة المتجددة والربط بين البلدين، وذلك في إطار تثمين وتنزيل خارطة الطريق التي وضعها الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز منذ التحول التاريخي لموقفها الرسمي في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

وبحسب ما كشف معهد التجارة الخارجية الإسبانية “ICEX”، تستعد إسبانيا والمغرب لتنظيم قمة أعمال تحتضنها العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء خلال الفترة الممتدة ما بين 6 و8 يونيو المقبل، للترويج للاستثمارات المرتبطة بالطاقات المتجددة والبالغة قيمتها 5000 مليون أورو.

وأكد معهد التجارة الخارجية الإسباني على أهمية هذا الحدث، مشيرا إلى أن الرباط تتوفّر على استثمارات بأكثر من 5000 مليون على الطاولة، وتستعد لطرح خطتها الخضراء في هذا الإطار، سيّما وأنه لا يزال مزيج الطاقة في المغرب اليوم بعيدًا عن الأهداف التي يتطلع إليها الاقتصاد الأخضر، ذلك أنه يوفر 37.5 في المائة من طاقته من الفحم و 17.8 في المائة من المشتقات النفطية، فيما يأتي أكثر من نصف توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري، وفي الوقت نفسه، تمثل الطاقة المتجددة 37.1 في المائة (13.4 في المائة طاقة رياح ، 11.9 في المائة هيدروليكي، 7.6 في المائة شمسي، 4.2 في المائة طاقة كهرومائية عكسية).

وعلى الرغم من هذه المعطيات الضئيلة، يضمن المغرب، وفق المصدر ذاته أن يصل إلى 52 في المائة من توليد الكهرباء من مصادر متجددة في أفق عام 2030، مشيرا إلى أن الحكومة المغربية أكدت أن السبل التجارية المستقبلية لشركات الطاقة يمكن أن تأتي من خلال المناقصات العامة التي تديرها شركة Masen (وكالة الدولة المسؤولة عن تنسيق استراتيجية الطاقة المتجددة بأكملها) أو من خلال التعاون مع الشركات الخاصة الأخرى التي تصل إلى المناقصات والتي تحتاج إلى معدات أو مواد ( مثل خدمات الصيانة أو في تنفيذ المشاريع الكبيرة).

وفي هذا الصدد، أشار المعهد الإسباني إلى أن العديد من شركات الطاقة الإسبانية استثمرت في مشاريع رائدة في المغرب، سواء في مجال الطاقة الشمسية (في نور ورزازات) أو في مجال طاقة الرياح (في طنجة).

ويراهن المعهد الإسباني للدراسات الإستراتيجية في تقريره، على المغرب ليُصبح قوة وشيكة في مجال الطاقة “مع أكثر من 300 يوم مشمس في السنة في مناطقه الصحراوية الشاسعة وغير المأهلة، والتي يمكن استغلالها بتثبيت الألواح الشمسية، إلى جانب إمكانات الرياح عالية الأداء بسبب انتظامها، والتي يسع المغرب الاستفادة من وضعها المتميز للتحرك نحو الاستقلال في مجال الطاقة، وزيادة أمنه الطاقي، وفي الوقت نفسه سيُمكن هذا من إنتاج فوائض للتصدير إلى أوروبا بتكلفة تنافسية للغاية “.

ويرى المصدر ذاته، أن قدرة المغرب على تعزيز الطاقة الخضراء في مرمى نيران أوروبا، ومن شأنه أن يقلّل من دور إسبانيا في هذا المجال، خاصة وأنه وفي نهاية دجنبر الماضي، قدم الذراع الاستثماري للاتحاد الأوروبي – بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) – جنبًا إلى جنب مع التحالف الدولي للطاقة الشمسية والاتحاد الأفريقي تقريرًا عن إمكانات الهيدروجين الأخضر في إفريقيا، و تم تسليط الضوء على قدرات المغرب على الاستفادة من إمكانات الطاقة الشمسية وإنتاج الغاز النظيف الذي تلتزم به بروكسل.

وتفعيلا لمخرجات القمة المغربية الإسبانية الأخيرة، من المرتقب، أن تجتمع الشركات الإسبانية المهتمة بقطاع الطاقة، لعقد اجتماعات فردية مع شركاء محليين محتملين أو شركات إسبانية أخرى، وذلك خلال اجتماع العمل المرتقب بالدار البيضاء والذي تم التحضير له لعدة أشهر من طرف وزارة الصناعة والتجارة والسياحة الاسبانية ونظيرتها المغربية.

ولفت المصدر ذاته، إلى أن “المغرب يقدم للشركات الإسبانية فرصا مهمة يمكن استكشافها من خلال اجتماع عمل المذكور، ويتزامن أيضا مع لحظة مواتية في العلاقات الثنائية مع المغرب، مع صورة والنظرة الايجابية للمنتجات الإسبانية”.

وكان البلدان قد وقّعا مطلع السنة الجارية، على 19 اتفاقية تتناول مجالات مختلفة منها الهجرة والضمان الاجتماعي والماء والنقل، والبيئة والسكان والطاقة والتنمية المستدامة والزراعة والرياضة والتربية والتعليم والتكوين المهني والمقاولات الصغرى والمجال العلمي والثقافي والتشغيل والصحة والسياحة، وذلك على هامش الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى بين البلدين الذي لم ينعقد منذ ثماني سنوات بسبب توترات في الفترة الأخيرة.

وفي ختام الاجتماع الرسمي، أصدر البلدان بيانا مشتركا أعربا فيه عن “التزامهما باستدامة العلاقات المتميزة التي جمعتهما على الدوام” وأكدا على “رغبتهما في إثرائها باستمرار” وأشارا إلى “قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد باعتبارها لحظة تاريخية في علاقة الحلف مع الضفة الجنوبية التي يقوم فيها المغرب بدور مهم من خلال مشاركته في الحوار المتوسطي”.