الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الباحثة خديجة حباشنة: السينما الفلسطينية شكلت رافعة للنضال الفلسطيني

مجموعة وحدة أفلام سينما فلسطين اقتدت بالفدائي.. فصاروا فدائيين

2023-05-07 08:52:34 AM
الباحثة خديجة حباشنة: السينما الفلسطينية شكلت رافعة للنضال الفلسطيني
خديجة حباشنة

تدوين- سوار عبد ربه

اهتمت السينما الفلسطينية منذ نشأتها بالقضية الفلسطينية، وكانت من بين التجارب الفريدة وبالغة الأهمية التي اتخذت شكلا مختلفا من النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، تجربة وحدة أفلام فلسطين، التي شكلت رافعة لمسار النضال، وكذلك إعادة تعريف لمعنى الفن المراد تقديمه فلسطينيا، فسخرت قواها وطاقاتها ومواهبها خدمة للقضية الفلسطينية، وتمكنت من إعادة فلسطين إلى الخريطة السياسية وإلى الحياة أيضا بعدما عمل الاحتلال على مدار عشرين سنة على تغييبها ومحوها.

ولهذا، التقت تدوين بالسينمائية والباحثة والمناضلة خديجة حباشنة، وأجرت معها حوارا شاملا وقفت فيه عند نشأة السينما الفلسطينية، بالإضافة إلى وحدة أفلام سينما فلسطين التي شكلت ظاهرة حول القضية الفلسطينية بعدما كان اسم فلسطين مغيبا لأكثر من عشرين سنة، كما عادت معها إلى دور السينما في مسار النضال الفلسطيني آنذاك، إلى جانب التطرق لمحطات في حياة الشابة التي حولت عملها من الطب النفسي إلى المجال البحثي، ثم انخراطها بالعمل السينمائي، وصولا إلى الكتاب الذي أصدرته تخليدا لدور فرسان وحدة أفلام سينما فلسطين وتقديرا لخصوصية التجربة المهمشة.

السينما الفلسطينية قبل النكبة

تقول الباحثة خديجة حباشنة في لقاء خاص مع تدوين إن فلسطين قبل النكبة لم تعرف السينما بمعناها الفعلي، إذ لم تكن هناك صناعة للسينما بل اقتصر الأمر على الاهتمام في هذا المجال، من خلال استقبال دور العرض التي بلغ عددها في الثلاثينات 35 قاعة عرض في مدن فلسطين الخمس الرئيسية، القدس، بيت لحم، يافا، حيفا، وغزة.

فلسطين قبل النكبة لم تعرف السينما بمعناها الفعلي، إذ لم تكن هناك صناعة للسينما بل اقتصر الأمر على الاهتمام في هذا المجال

وبحسب حباشنة؛ بدأت السينما في العالم العربي في مصر بشكل أساسي، نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات، وأخذت فلسطين تستقبل الأفلام وتعرضها في دور العرض، إذ كانت مواكبة لتطور الثقافة والإعلام، كما كانت تستقبل أهم مطربي العالم العربي كأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما. 

وخلصت حباشنة إلى أنه في تلك المرحلة لم يكن هناك إنتاج سينمائي في فلسطين، مستدلة على ذلك بأن الأخوين لاما (بدر وإبراهيم)، المولودان في تشيلي، وضعا نصب أعينهما هدف صناعة فيلم في فلسطين، إلا أنهما صنعاه في مصر بسبب غياب هذا المجال عن فلسطين، وأنتجا أول أفلامهما عام 1926 تحت اسم "قبلة في الصحراء".

أما بعد النكبة، فإن "الحالة لم تكن تسمح بالاستقرار والإنتاج، ومن تعلم السينما، صنع أفلاما مع الدول العربية، بينها مصر ودول الخليج وليبيا"، وفقا لحباشنة.

النضال بالسينما

شكلت السينما الفلسطينية منذ مطلع الستينات رافعة للنضال الفلسطيني، وتبلورت هذه الحالة بعد هزيمة حرب عام 1967، وسيطرة شعور الذل على جيل الشباب آنذاك، ما دفع بالعديد من الشبان للالتحاق بالعمل النضالي، وكان من بينهم السينمائيون، بدءا من سلافة جاد الله التي تخرجت عام 1964، وأخذت لها مكانا في وزارة الإعلام الأردنية، ليلحق بها هاني جوهارية، ومن ثم مصطفى أبو علي.

سلافة جاد الله ومصطفى أبو علي 1968

تقول السينمائية إن هؤلاء الشبان الثلاثة هم من اخترع فكرة النضال بالسينما، ذلك لأنهم فور تخرجهم والتحاقهم في صفوف العمل، بدأوا يفكرون في إنشاء قسم للسينما، وكانت سلافة جاد الله من أوائل من اقترح على الفدائيين أن تبدأ بالتوثيق الفوتوغرافي وعمل الملصقات للشهداء، وبعد التحاق جوهارية وأبو علي في ركب الثوار، اقترحوا على وحدة الإعلام في حركة فتح افتتاح قسم للتصوير، التي بدورها أعطت الموافقة وطلبت منهم البدء بالإمكانيات البسيطة المتوفرة، فأخذوا يوثقون العمليات والنشاطات والمؤتمرات الصحفية والمسيرات والاجتماعات ثم يوزعونها على الإعلام، وهكذا كانت البداية. 

أما النقلة الفعلية لعمل هذه المجموعة فحصلت بداية عام 1968، في معركة الكرامة، بحسب حباشنة، إذ عملت "إسرائيل" آنذاك على محاولة ضرب الثورة والقضاء على قواعدها، إلا أن الفدائيين قرروا المواجهة وصمدوا في معركة كبيرة أخذت صدى كبيرا في العالم، وأثارت فضول العالم للتعرف على الفدائيين الذين تمكنوا من المواجهة والصمود أمام الآليات العسكرية، بعد أقل من عام على هزيمة الجيوش العربية في حرب عام 1967.

وفي حينها، بدأ الطلب على الصور، وأخذ قسم التصوير بالتطور شيئا فشيئا، وتم تزويد المجموعة بالآلات اللازمة والبحث عمن له القدرة على الانضمام لهم لتطوير العمل أكثر، ومع نهاية عام 1968 قررت المجموعة أن توثق الأحداث سينمائيا، فاستعارت كاميرا وأخذت بتوثيق كل ما يجري، فصارت وحدة أفلام فلسطين، التي تمكنت من صناعة أول فيلم لها نهاية عام 1969 بكاميرا خاصة بها.

ومنذ تلك الفترة، بدأت وكالات الأنباء والصحفيون بنقل الصورة الفلسطينية، وأخذت فكرة القضية الفلسطينية والثورة الفلسطينية تنتشر حول العالم، كما أن الفلسطينيين اهتموا آنذاك بحمل الأفلام معهم أينما ذهبوا في المحافل الدولية لتعريف الناس بالقضية الفلسطينية، إلى جانب أن الأفلام كانت تعرض في المدارس.

يقول هاني جوهارية عن تجربة وحدة أفلام سينما فلسطين: "باشرنا العمل قبل إيجاد المكان والمعدات اللازمة، واقتصر العمل في البداية على توثيق صور الشهداء وبعض الأعمال الخاصة بالثورة، ولكن بعد معركة الكرامة شهدت الثورة هجوما صحفيا عالميا، فجاءت الحاجة إلى الصورة الفوتوغرافية وحصلنا على مكان للعمل عبارة عن مطبخ في أحد البيوت الذي كان في ذلك الوقت يضم معظم أجهزة الثورة، فتحول المطبخ إلى معمل للطبع والتحميض وللتصوير أيضا، وبدأ العمل بكاميرا بسيطة جدا وجهاز تنشيف بدائي بالكاروسين. وأصبح قسم التصوير يزود جهاز إعلام الثورة بصور الأحداث الفلسطينية والعمليات الفدائية لتوزيعها على وكالات الأنباء وأخذت صورة الفدائي الفلسطيني تغزو العالم.

بعد معركة الكرامة شهدت الثورة هجوما صحفيا عالميا، فجاءت الحاجة إلى الصورة الفوتوغرافية

ووفقا لحباشنة، رافق هذه الوحدة التي درس مؤسسوها السينما الغربية، سؤالا عن نوع السينما التي يرغبون بصناعتها، وكانوا دائما يبحثون عن لغة خاصة بهم لمخاطبة الشعب الفلسطيني أولا، لأنه كان مغيبا لحوالي عشرين سنة، من العام 1948 حتى 1967، عن القضية والتعامل معها.

فلسطين مغيبة

وليس الشعب الفلسطيني وحده من كان مغيبا عن قضيته كما أوضحت حباشنة، بل فلسطين ككل كانت مغيبة عن العالم أجمع، هذا ما لاحظته أثناء تواجدها في الاجتماعات التي واظبت على حضورها ضمن تواجدها في اتحاد المرأة.

تقول السينمائية: "كان يثير استغرابنا أثناء تواجدنا في الاجتماعات الدولية غياب اسم فلسطين عن وثائق المؤتمرات بما فيها التابعة للأمم المتحدة، إذ كانت القضية الفلسطينية آنذاك تعرف على أنها قضية الشرق الأوسط، دون الإشارة إلى فلسطين التي كانت مغيبة تماما".

وبحسب حباشنة، بدأت تظهر فلسطين مع ظهور السينما، إذ أنها استطاعت خلق قاعدة شعبية للمنظمة التي كانت تقود المظاهرات وتتحرك في العالم وتنتشر من خلال اتحادات أو تجمعات أو روابط.

وترى الباحثة أن السينما شكلت واحدة من أهم وسائل النضال الفلسطيني، التي تنبهت الوفود القيادية لأهميتها، وكانت بدورها عند ذهابها للمؤتمرات أو لقاءات دولية تأخذ معها هذه الأفلام والصور وتعرضها لتعرف الناس بالقضية الفلسطينية.

فرسان وحدة أفلام السينما

عام 2019 صدر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في ‏عمان‏ كتاب بعنوان "فرسان السينما- سيرة وحدة أفلام فلسطين- أول مجموعة سينمائية ترافق بدايات حركة تحرر وطني"، من تأليف وإعداد الباحثة والسينمائية خديجة حباشنة. 

وضم الكتاب بين دفتيه سبعة فصول هي: مشاهد وروايات، تطور قسم التصوير، انطلاق فكرة "وحدة أفلام فلسطين"، "وحدة أفلام فلسطين" ولبنان، الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان وحصار بيروت، والبحث عن أفلام مؤسسة السينما الفلسطينية المفقودة.

وفي لقائها مع تدوين قالت حباشنة إن هذه المجموعة كانت من الثوار الفنانين الموهوبين الذين تخرجوا في مجال السينما من معاهد متقدمة، كان همهم أن يخدموا قضيتهم واضعين اهتماماتهم الشخصية على جنب، رغم أن من يدرس السينما يكون شخصا صاحب تطلعات ورغبة في التعبير عن مشاعره وأفكاره وآرائه، إلا أن هذه المجموعة آثرت قضيتها وسخرت علمها في سبيلها، فكان مثلهم الأعلى الفدائي الذي يقدم حياته، حتى صاروا مثله، وقدموا حياتهم وهم يوثقون الأحداث في أرض المعركة.

وقال مصطفى أبو علي: تميزت تجربة سينما الثورة بالابتعاد عن طريق السينما السائدة، والبحث عن لغة وجماليات سينمائية خاصة بها، بسيطة وواضحة ومحسوسة للجماهير، تصور الواقع الذي تعيشه الجماهير الشعبية لتساعدها على فهم أوضاعها ومشاكلها، وتشجعها على مواصلة الكفاح وكشف أساليب الاستعمار والاحتلال السياسية والعسكرية والثقافية، ولجأت إلى أساليب مستوحاة من كفاح وثقافة الشعب، وبالقدرة على الإبداع المقترن بالانتماء الصادق لقضية شعبهم، والعمل بروح الجماعة بإهمال مبدأ التخصص الصارم في عمل الفريق.

رأت حباشنة في هذه المجموعة، فريقا مناضلا قدم تجربة لها خصوصية، واعتبرت أنهم مؤسسو السينما الفلسطينية، بخلاف من يروا أن السينما الحقيقية بدأت في فلسطين بعد الثورة، وأن وحدة أفلام سينما فلسطين هي من أسست سينما الثورة فقط.

وعللت السينمائية قولها بأن فلسطين بدأت تعود إلى الحياة وإلى الخريطة السياسية والعالمية في حضورها الفعلي والسياسي من خلال الثورة، فالثورة هي بداية فلسطين وهي التي أطلقت فلسطين وأعادتها إلى الحياة، مستشهدة بقول الفدائيين: "إحنا اللي دهنّا الهوا بويا"، أي أنهم من اللاشيء استطاعوا اختراع الأحداث بدمهم وجهدهم ومواهبهم وقدراتهم.

فلسطين بدأت تعود إلى الحياة وإلى الخريطة السياسية والعالمية في حضورها الفعلي والسياسي من خلال الثورة

وبحسب حباشنة، فإن هذه المجموعة لم يهتم بها أحد كما يجب، بل اعتبرت أنهم مهمشون، ولا يتذكرهم أحد إلا بالمناسبات، لذا ارتأت أن توثق تجربتهم في كتاب، تقديرا خاصا لهم وكي تكون تجربتهم عبرة للأجيال القادمة.

وأكدت مؤلفة الكتاب أنه جاء ليحفظ التجربة للأجيال، وكي ينصف هذه المجموعة، التي صنعت سينما للشعب، إذ كانت هذه المجموعة تنسق عروضا في المخيمات والقواعد والمدارس، لتنوير الشعب بقضيته، والحلول المقترحة، كذلك للعالم، وكان همهم صناعة أفلام بسيطة وجميلة وتقدم القضية بشكل صحيح.

التحاقها بالوحدة

لم تكن حباشنة سينمائية، أو باحثة، بل بدأت عملها في مجال الطب النفسي، إذ عملت في العيادات أولا، ثم في مدارس أبناء الشهداء، ثم انتقلت لمجال البحث، ذلك لأنها ترى في طبيعة عالم النفس، باحثا يسعى للخوض في الأبعاد الإنسانية والاجتماعية لتشكيل الشخصية الوطنية وشخصية الإنسان العربي.

وخدمت حباشنة بهذا العلم من خلال معرفتها لقيمة الذاكرة في الإنسان وأهميتها في بناء الشخصية الإنسانية والوطنية، تقول حباشنة: الإنسان بدون ذاكرة يفقد جزءًا كبيرا من إنسانيته وهويته.

وإلى جانب اهتمامها في مجال البحث، كانت حباشنة هاوية للمسرح، إذ التحقت في سنوات الدراسة في أول فريق مسرحي تشكل بالأردن، وهذا ما أهلها لتقديم المساعدة إلى مجموعة وحدة أفلام السينما، فكانت تقدم لهم المعونة بين الفترة والأخرى بطلب من مصطفى أبو علي الذي كان جارها آنذاك، والذي سيصبح زوجها فيما بعد، في الأوقات التي تنشغل بها المجموعة كاملة، ولاحقا حصلت على وظيفة كاملة مع المجموعة.

مسرحية تشارك فيها خديجة حباشنة| 1958

من وحدة إلى مؤسسة

التحقت خديجة حباشنة في دورة لتوثيق المعلومات، نظمها مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومنها انطلقت في ترتيب وتصنيف مواد وحدة أفلام السينما، لتبدأ بعدها الأفلام الفلسطينية بالعرض في المهرجانات الدولية بدءًا من دمشق ثم تونس، فالقاهرة، وكذلك في ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا، وفي تلك الفترة أخذ المخرجون العالميون يحضرون إلى فلسطين لصناعة أفلام من داخلها، فكان للوحدة دور هام في تزويدهم بالمواد التي يحتاجونها.

وتروي حباشنة لتدوين: مع هذا التطور، تحولت الوحدة إلى مؤسسة، وأصبحت تشمل عدة فرق سينمائية، وتمتلك العديد من المعدات، وأصبح لديها أرشيف ومكتبة سينما الأفلام، كما أخذت تتبادل أفلاما مع دول أخرى كفيتنام والاتحاد السوفييتي، والصين، وكوبا، ودول أمريكا اللاتينية.

وفي العام 1971، زار فريق سينما العالم الثالث من دول أمريكا اللاتينية، المؤسسة، في مقر عملها في لبنان، وصنعوا فيلما حمل عنوان: "فلسطين فيتنام أخرى"، بمساعدة المجموعة التي زودتهم بالمواد اللازمة، ومن هنا بدأت تنتشر حالة من ظاهرة سينمائية حول القضية الفلسطينية.

كما أخذت التنظيمات الفلسطينية كالجبهتين الشعبية والديمقراطية تعملان على قسم للسينما، بالإضافة لدائرة الثقافة في منظمة التحرير.

ولعبت مؤسسة السينما الفلسطينية دورا هاما في استقطاب خريجي السينما حول العالم، وكذلك الهواة، ما أسفر عن إنتاج ما يزيد عن ألفي فيلم حول القضية الفلسطينية، إلا أنه مع اجتياح لبنان عام 1982، وخروج المقاومة الفلسطينية منها، لم تعد المؤسسة قائمة، لكن إرثها ما زال موجودا، رغم أن قسما كبيرا منه اختفى في ظروف غامضة منتصف الثمانينات أثناء حرب المخيمات.

وتأتي أهمية العمل الذي قامت به السينمائية كون هذه المجموعة ناضلت واستطاعت أن تخلق ظاهرة عظيمة حول فلسطين، حتى أصبح عملها مهددا بالضياع، واستشهد جزء كبير منهم، وتبعثرت قواهم في أكثر من بلد.

تجربة إنقاذ الأرشيف

تشير حباشنة في حديثها أن مهمتها كانت جمع الأفلام وليس الأرشيف، ذلك لأن الأخير بحاجة إلى دولة قوية تقوم برفع قضية لتحصل على أرشيفها.

وتقول إنه يوجد ما يزيد عن 1500 فيلم حول القضية الفلسطينية، من أفلام القوى المختلفة ومخرجي العالم، إلى جانب أفلام المجموعة.

وتردف: "بحكم وجودي بالمؤسسة كنت على اطلاع على تراثها، لذا كان سهلا عليّ أن أجمع المعلومات، والصعوبة اقتصرت على السفر والتنقل والاتصالات، لكني كنت أملك المداخل والمخارج سواء لجمع الأفلام أو المعلومات حول التجربة.

وتضيف: "بمجرد أن جمعت القدر الكبير من نسخ الأفلام، بحثت عن شركاء للمساعدة في صيانة الأفلام ورقمنتها، لإتاحاتها للناس، وكذلك للمهرجانات الدولية".

ويوجد في الوقت الحالي نحو 35 مهرجانا حول القضية الفلسطينية بالعالم، وفي المناسبات التي تجري لتأييد القضية، تطلب بعض هذه الأفلام.

رسالة إلى الأفراد المهتمين بجمع التراث

ترى حباشنة أن فكرة الاهتمام بالأرشيف بدأت تنتشر، وأخذت تستحوذ على اهتمام أكثر من طرف، وما استطاعوا الوصول له هو الأفلام الحديثة، وبعض الأفلام القديمة المتاحة للعامة، إلا أن الأرشيف له أصول علمية، ومجموعة الأفلام ككل يجب أن تلقى رعاية من مؤسسة أو مكتبة وطنية.

وترى حباشنة أن على الأفراد المهتمين بهذا المجال الاطلاع على مفهوم الأرشيف وأن يتواصلوا مع بعضهم ليكملوا عمل بعضهم، بدلا من أن يكرروه،  كذلك توصي حباشنة بوجوب تحسين الأفلام قبل نشرها، مشيرة إلى أن فكرة الجماعية معدومة بهذا المجال.