الحدث- محمد مصطفى
باتت ظاهرة التسول من أكثر الظواهر إزعاجاً وإحراجاً للمواطنين، خاصة من رواد الأسواق، لاسيما وأن ممارسوها يتفننون في اختيار أوقات طلبهم للمال، ويضعوا المواطنين في موقف قد يجبرهم على منح المساعدة.
فلا يخلو سوق من عدد لا بأس به من المتسولين رجالاً ونساءاً، بعضهم يتخذ مواضع ثابتة، وآخرون يتجولون بين ممرات السوق، ويلحون في طلب المساعدة.
واللافت أن بعض المتسولين، خاصة المتنقلين، بدا وأكنهم يراقبون المواطن فور دخوله السوق، فبمجرد أن يخرج أحدهم المال لدفعه للبائع، يسارعون بمد أيديهم في وجه المشتري، لطلب مساعدة مالية، ما قد يحرج البعض.
ظاهرة مزعجة
المواطن إبراهيم يونس، أكد أنه بات يكره التوجه للسوق من كثرة المتسولين، فهو لا يحبذ رد سائل، لكنه لا يستطيع إرضاء كل هذا العدد.
وبين لـ"الحدث"، أن ظاهرة التسول ربما تكون ظاهرة أشبه بالعالمية، لكن في غزة تختلف عن كل المناطق، من حيث إلحاح ممارسوها في طلب المساعدة، عبر إطلاق عبارات توسل محرجة للشخص.
وأشار يونس إلى أن أوضاع الناس صعبة، فربما يتوجه المواطن للسوق ومعه القليل من المال، لشراء بعض احتياجات أسرته، وهذا قد يعرضه لإحراج من المتسولين.
أما المواطن أحمد بروهم، فأكد أنه وبمجرد أن يصل السوق يشعر وكأنه ملاحق من قبل المتسولين، فما إن يتركه احدهم حتى يمسك به الآخر، وإن فكر وأخرج نقود ليعطيها لمتسول، انطلق نحوه المزيد.
وأوضح برهوم لـ"الحدث"، أن التسول ظاهرة غير حضارية، ومزعجة، وهو يعتقد بأن بعض ممارسيها ليسوا فقراء، وإنما يتخذونها كمهنة، لجلب المال.
وبين أن الجميع يعرف من الفقراء الكثير، وفي حال رغب أي شخص بإخراج مساعدة، فهو يعلم وجهتها الأفضل، وسيعطيها بكل تأكيد لمستحقيها الحقيقيون.
أما المواطنة أم محمد، فأوضحت أن اقتراب شهر رمضان يحمل في طياته الكثير من الإزعاج، فالمتسولون يخرجون من الأسواق في اتجاه المخيمات والأحياء، ليبدؤوا بطرق الأبواب طلباً للمساعدة.
وأشارت لـ "الحدث"، إلى أن الشهر الفضيل يتحول لدى البعض لمناسبة من أجل جمع المال، وهي ظاهرة مزعجة، خاصة وأن بعضهم يطرقون الأبواب في وقت مبكر، حين يكون الناس مستغرقين في نومهم، وهذا يتسبب في إزعاجهم.
وأشارت "أم محمد" إلى أنها رغبت لو وضعت لافتة على باب المنزل من الخارج، تطلب من المتسولين عدم طرق الباب، من شدة ما يسببونه من إزعاج لها ولعائلتها.
رأي الدين
من جانبه رأى الشيخ والداعية محمد لافي، أن ظاهرة التسول مخالفة للشريعة الإسلامية، ومخالفة للنظم الحضارية والإنسانية المعمول بها لدى كافة الأمم والشعوب، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم، عنها في أكثر من حديث صحيح عن التسول، وبين بأن السؤال لا يحق إلا لمن حلت به كارثة مادية، وشهد له جمع من الناس بأنه صاحب حاجة".
واستشهد لافي في حواره مع "الحدث" في قوله بحديث النبي "ًص"، القائل "ليس المسكين الذي ترده اللقمة أو اللقمتان، إنما المسكين الذي لا يسأل الناس إلحافا"، موضحاً أن الحديث المذكور إنما يبين موقف الإسلام الرافض لظاهرة التسول.
وطالب لافي المواطنين بعدم إعطاء الصدقات للمتسولين، ممن قد لا يستحقون هذه الصدقات، داعيهم للبحث عمن يستحقها لمنحها له.