الحدث- غزة
يُنتج مزارعو قطاع غزة العنب "اللا بذري" المشهور باسم "البناتي"، مبكرًا وبكمياتٍ وفيرة، بعد أن ازداد توجههم بالسنوات الأخيرة نحو زراعته، نتيجة الكساد الذي تشهده أسعار الخضروات.
ويقول المزارع فاير البرّاوي "45 عاما"، إنه يستأجر من الحكومة، كل عام مساحات كبيرة من الأراضي لزراعتها بالعنب اللا بذري.
ويُمسك البرّاوي بحاويات بلاستيكية وكرتونية صغيرة لتعبئة "العنب"، داخل الدفيئات التي استأجرها، في منطقة غرب مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، ويساعد العمال في الإسراع بجمع المحصول قبل أن تشتد حرارة الشمس، ويصعب عليهم القطف، فيما ينشغل عامل آخر بنقلها لمركبته التي تقف أمام الدفيئة، منذ أن بدأوا عملهم بحدود الساعة 6 صباحًا.
ويضيف البرّاوي" منذ حوالي أسبوعين، نقطف العنب المزروع داخل الدفيئات الزراعية، ونقوم ببيعها بالسوق المحلية ".
ويضيف:" رغم وفرة الانتاج وكثرة المساحات المزروعة داخل وخارج الدفيئات، إلا أن الانتاج هذا العام أقل من الأعوام الماضية، بسبب الأحوال الجوية، وموجة المطر والبَرَد التي ضربت الأراضي الفلسطينية الشهر الماضي، والتي تسببت بتضرر المحاصيل، وخاصة المكشوفة منها ".
ويتابع البراوي وهو يجفف العرق الذي سال على وجهه:" "كنت أتوقع أن يُنتج الدونم (ألف متر مربع) طنا من العنب، لكنا لم نتمكن سوى من جمع نصف الكمية المتوقعة".
وأشار إلى أن إغلاق المعابر من قبل إسرائيل يحول دون تصدير منتوجاتهم للخارج.
ويوضح إلى أن ثمن الكيلوجرام الواحد من العنب اللابذري، يباع للمستهلك في غزة بـ (7شيقل ).
وأضاف:" السعر ينخفض رويدا رويدا، مع ازدياد الكميات المعروضة في السوق، وبسبب منعنا من التصدير".
بدوره، يوضح نائب مدير قسم الإرشاد في وزارة الزراعة بغزة، فتحي أبو شمالة أن مساحة الأراضي المزروعة بالعنب اللا بذري، تصل إلى (1400 دونم).
ويتوقع أبو شمالة، انخفاض نسبة المحصول هذا العام، بسبب الظروف الجوية الباردة التي مرت بها الأراضي الفلسطينية، الشهر الماضي.
ويلفت إلى أن مزارعي العنب داخل الدفيئات يعتمدون في تعويض خسائرهم، وتكاليف الزراعة بدرجة كبيرة على بيع (ورق العنب)، في الأسواق، والذي يفضله السكان كأحد أنواع المأكولات.
ويبدأ جني محصول العنب اللا بذري منتصف إبريل/نيسان، ويستمر حتى نهاية مايو/أيار، وأما العنب البذري فيبدأ جنيه في منتصف يونيو/حزيران، ويستمر حتى يوليو/تموز، حسب أبو شمالة.
ويؤكد أن قطاع غزة، حقق اكتفاءً ذاتيا من زراعة العنب خلال السنوات الماضية.
وينوه المسؤول في وزارة الزراعة أن المزارعين، يعانون من مشكلة توفر المياه العذبة.
وأضاف:" نُشجع على زراعة العنب اللا بذري، فهو مُجدي اقتصاديا، لكن صعوبة توفير المياه تقف عائقا أمام المزارعين".