الحدث الصحي
مع الاستعداد لامتحانات الفصل الدراسي يوصي العديد من الأخصائيين والخبراء بالاهتمام بنوعية تغذية الطلاب وتنظيم وجباتهم كونها تلعب دورا مهما في مساعدتهم على التركيز والنجاح، فما أهم الأغذية التي يحتاجها الطالب؟ وما الأطعمة التي يجب أن يبتعد عنها؟ وكيف يتم تنظيم الوجبات؟
تؤكد أخصائية التغذية والتصنيع الغذائي شهد ياسين على أهمية عدم التقليل من شأن قوة الوقود الذي يستهلكه الطلاب عند استعدادهم لاختبار مهم في المدرسة، ولسوء الحظ فإن عددا كبيرا منهم يتخطون وجبة الإفطار في يوم الامتحان، أو يلتزمون بتناول الأطعمة السكرية التي تمنحهم طاقة سريعة، والتي يتبعها انهيار حاد.
وتضيف في حديث للجزيرة نت أن الأبحاث تظهر أن ما يأكله الطلاب في الساعات الـ12 التي تسبق الامتحان أمر مهم، لذا يجب على المتقدمين للاختبار البدء في التحضير وتناول الطعام بشكل جيد في اليوم السابق.
تشير ياسين إلى بعض أنواع الطعام التي يجب تناولها قبل الاختبار لتحسين صحة الدماغ، منها الأوميغا 3 وهي غذاء ممتاز للدماغ لإعداد الامتحان، للحفاظ على قدرات التركيز واليقظة العامة، كذلك الفواكه والخضروات الداكنة لمضادات الأكسدة، وكلما كانت الفاكهة أو الخضار أغمق، كانت أكثر صحة بسبب زيادة احتوائها على الصبغات التي تعد مضادة للأكسدة، إذ تشير الأبحاث إلى أن مضادات الأكسدة يمكن أن تحسن شيخوخة الدماغ والذاكرة، وتساعده في تذكر الحقائق والأرقام المهمة.
والأوميغا 3 توجد في المأكولات البحرية مثل الأسماك والمحار وزيت بذور الكتان وفول الصويا وزيت الكانولا وبذور الشيا.
ولزيادة مستويات مضادات الأكسدة لدى الطلاب، تنصح ياسين بتناول الأطعمة التالية قبل الامتحانات: التوت البر والعنب والفاصوليا الحمراء والفاصوليا السوداء والخرشوف والخوخ والتفاح.
تبين ياسين أن الدماغ يستخدم السكر كوقود، لكن السكريات البسيطة في المشروبات الغازية والحلوى تحترق بسرعة كبيرة جدًا، لذلك ولمنح الطالب طاقة ثابتة عليه اختيار كربوهيدرات معقدة، لأنها أطعمة تعطي الطاقة بثبات ولفترة أطول.
وتتضمن بعض الأطعمة النشوية المعقدة التي يجب تناولها قبل الاختبار وفق ياسين، الحبوب الكاملة ودقيق الشوفان الذي يعتبر خيارا رائعا لوجبة الإفطار قبل الاختبار، والفواكه والخضروات الطازجة، والفاصوليا والبقوليات الأخرى، بالإضافة للبروتين المهم للطاقة المستدامة، وهذا يعني أن الطلاب يحتاجون إلى غذاء دماغي عالي البروتين لأيام الاختبار، كالبيض والحليب.
ترى ياسين أن ترطيب الجسم مهم بنفس أهمية تناول الطعام في الامتحانات، وبالتالي تنصح الطلاب بشرب الكثير من الماء في الصباح وحمل زجاجة ماء معهم.
فالبقاء رطبا لا يساعد الطالب فقط على الشعور باليقظة والإدراك فحسب، إنما يقلل أيضا من قلق الاختبار عندما يكون متوترا.
تنصح أخصائية التغذية وعضو جمعية أخصائيي التغذية العلاجية الأردنية نورة الجعبري في حديث للجزيرة نت الطلاب بالابتعاد عن تناول:
تقول الجعبري إن الدراسات الحديثة أثبتت أن تناول الحلويات والشكولاتة بكميات عالية يؤدي إلى ارتفاع مستويات الغلوكوز بالدم، مما يساعد على تقليل مستوى الإدراك والتركيز عند الطالب وعجز في الذاكرة، كما يعيق القدرة العقلية.
كما يؤدي ذلك إلى فرط الحركة ونقص الانتباه، لأنه يقلل من إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهو أحد أهم أنواع التغذية العصبية في عمليات مثل التعلم والذاكرة والتفكير.
وتبين أن المستويات غير المناسبة من هذه المادة وفق الجعبري، تسبب الضعف الإدراكي ومشاكل المزاج، ناهيك عن ارتفاع السكر في الدم.
تدعو الجعبري الطلاب لتناول وجبات صغيرة من الطعام كل ساعتين، والتركيز على تنوع الأغذية الضرورية لصحة الجسم، مثل البروتينات والنشويات والدهون، والإكثار من شرب الماء والسوائل مثل العصائر الطازجة للوقاية من الجفاف، وتقديم الطعام لهم بطريقة تفتح الشهية وتشجعهم على الأكل.
وتنصح أيضا بإضافة المنكهات والتوابل على الطعام، لأنها تفتح الشهية، ومن الممكن تناول الحلوى والشكولاتة بكمية معتدلة، وعدم تناولها قبل موعد الوجبة، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، ويمكن تناول المكملات الغذائية حسب الحاجة، ولكن فقط بعد استشارة الطبيب.