الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في استحضار تجارب الآخرين.. حوار مع "الشين فين"| بقلم: عوض عبد الفتاح

2023-05-29 11:57:44 AM
في استحضار تجارب الآخرين.. حوار مع
عوض عبد الفتاح

تساءلتُ أكثر من مرة، لماذا نرغب، نحن الفلسطينيين، وتحديداً المنخرطين بالنضال، أو بالعمل السياسي، بالوصول إلى بلادٍ مرّت أسوةً ببلادنا، فلسطين، بتجربة استعمارية وحشية، ونميل بشدة لاستحضارها، في أحاديثنا، وفي كتاباتنا، كأحد مصادر الإلهام في النضال التحرري الفلسطيني، مع أن التجربة الفلسطينية ضاربة جذورها في وعي حركات التحررية العالمية والشعوب. بل أن الفلسطيني المناضل كان تحوّل إلى أيقونة عند هذه الشعوب منذ أواخر الستينات وامتداداً إلى أوائل الثمانينات، ليعود مؤخراً إلى التألق بعد تجدّد فعله المقاوم. ولماذا نُكثر من الإشادة بقيادات التجارب الثورية الأجنبية، وبشعوبها، في حين نحن نشيد بشعبنا، ومناضليه وبأسراه، ونتحفظ، تجاه قيادات شعبنا، بل نعبر، يومياً، عن خيباتنا المريرة منها، ونفورنا الشديد من بعضها. وفي نفس السياق، أو امتداداً له، نكثر من مقارنة قيادات الدول العربية، المفلسة والفاسدة، والوراثية، مع قيادات الدول الغربية، المنتخبة ديمقراطيا، وكذلك الشرقية، رغم اختلافاتنا مع الكثير من أنظمة تلك الدول الأجنبية، فنعبر عن اشمئزازنا من الأولى ونعجب بالثانية. وأشير هنا إلى آخر تجربتين، في كل من جنوب أفريقيا وأيرلندا، حيث حققت قيادتا الشعبين، هناك، انتصارات حقيقية، قادت هذين الشعبين إلى مرحلة حاسمة من النضال الطويل، الذي يتجدد بطرق أخرى غير عنيفة، في مواجهة الإرث الاستعماري، الطويل، في إطار ما يسمى بحقبة ما بعد الاستعمار.

نُدرك تماماً، أنه رغم أوجه التشابه والاختلاف لتجارب الشعوب التي خضعت، والتي لا تزال تخضع للكولونيالية، أو لإرثها الممتد في الحاضر، أن تلك الانتصارات، تحققت بفضل توفر عدة عوامل، ومنها ما كان، وما زال مفقوداً في الحالة الفلسطينية، ألا وهو العامل الدولي، حيث لعب في كلا التجربتين دوراً نوعياً، في إجبار القوى المتورطة في السيطرة والقمع، على التخلي، أو التنازل، كليا أو جزئياً، عن سيطرتها، في حين أن هذه القوى، أي هذا النظام الرأسمالي الكولونيالي، هو الذي خلق مأساة فلسطين وتخلص من معظم يهود أوروبا، بوحشية منقطعة النظير، وبدون ذرة أخلاق، وهو الذي ما زال يدعم ويساند مشروعه الاستعماري الصهيوني في وطننا. ولكن هذا كله، أى تحرر الشعبين في جنوب أفريقيا وأيرلندا، لم يكن ليحصل بدون توفر قيادة مختلفة؛ قيادة حكيمة، جريـئة، صلبة، وحازمة، ومثابرة، وغير متأرجحة ومتقلبة، في مواقفها، وسلوكها؛ قيادة ثابرت في نضالها، وعملت على تصويب الكثير من أخطائها، ونجحت في إعادة تعبئة شعبها، ومخاطبة العالم بطريقة عصرية وبلغة يفهمها أو بالقيم التي يعلن أنه يتبناها. نقول ذلك ونحن ندرك أن بعض شرائح تلك القيادات، في كلا البلدين، طالها وباء ما بعد الحقبة الاستعمارية، من فساد، وتكيف مع النظام النيوليبرالي، بحيث يعاني البلدان، فجوات اجتماعية، أكثر اتساعا وخطورة في جنوب أفريقيا.

وهنا يكمن الفرق الأساس، في حالتنا الفلسطينية، أي في مستوى ونوعية القيادة. من ناحية، أثبت شعب فلسطين، للصديق والعدو، أنه أسطوري في صموده، وتضحياته، ومن ناحية أخرى، يفتقر للقيادة المؤهلة لتأدية دور يرتقي لمستوى هذه التضحيات. فالقيادة القديمة، العاجزة والفاسدة، والمتواطئة، وبعض القيادات الجديدة، التي لا تزال تتحكم بالقرار، شكلت وتشكل حائلا دون تجديد وولادة حالة فلسطينية جديدة تتأطر في هيئة تحررية وطنية وديمقراطية، جامعة وشاملة، وهو نقص كارثي ومدمر.

في إحدى محاضراتي، في أيرلندا، في مدينة دبلن، هذا الشهر، شهر أيار ٢٠٢٣، وفي سياق الأسئلة الموجهة من الجمهور، جزم ناشطٌ راديكالي بأن كلا اتفاقي الجمعة العظيمة، الأيرلندي، الذي وقع عام ١٩٨٨ واتفاق أوسلو الفلسطيني، متشابهان من حيث خطورتها وقال إنهما ببساطة "صفقة بيع" ( sell out) للقضيتين، الفلسطينية والأيرلندية. والحقيقة أني فوجئت بهذا التقييم المتطرف، لأن منظوري الذي بنيته من خلال متابعاتي، عن اتفاق الجمعة العظيمة، مختلف جوهريا، ولا أرى فيه نسخة لاتفاق أوسلو. هذه المحاضرة وغيرها من النشاطات، كانت ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، التي نُظمت في في مدينة دبلن عاصمة جمهورية أيرلندا الجنوبية، وكذلك في مدينتي بلفاست وديري.. ويُذكر أن أيرلندا الجنوبية تحررت من الهيمنة البريطانية عام ١٩٢٢، بعد ثورة دامية، ونضال سياسي وبرلماني طويل، انتهى في حينه إلى تقسيم الجزيرة الأيرلندية، وإلى التخلي البريطاني عن الجزء الأكبر منها، والذي انتزع استقلاله السياسي الكامل بعد الحرب العالمية الثانية.

أما في الشمال، حيث تعيش أغلبية بروتستانتية موالية لبريطانيا تشكلت بفعل الاستعمار الاستيطاني على مدار قرون، فقد واجهتُ نفس الموقف لدى فئة منشقة عن حزب الشين فين، وهو الجناح السياسي، لمنظمة الجيش الجمهوري الأيرلندي، الذي اعتمد العنف الثوري، ضد الوجود الاستيطاني البريطاني، والأغلبية البروتستانتية، ابتداءً من عام ١٩٦٩ حتى عام ١٩٩٢، وهو العام الذي بدأت فيه المفاوضات بين "الشين فين" برعاية الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية. فكان لا بد أن أقابل قيادات من حزب "الشين فين"، وهو أمر كنت قررته قبل الزيارة، بهدف فهم الصورة الأقرب للواقع، لمعرفة ردهم على هذا التقييم وهذه القراءة. فنحن، كفلسطينيين، وخاصة الأجيال الجديدة، والصاعدة، المرشحة لقيادة المشروع الوطني المستقبلي، وفي إطار نضالنا التحرري، الذي لم يصل إلى أهدافه حتى الآن، نحتاج للإفادة من هذه التجربة الغنية، واللافتة، بقدر الإمكان، حتى وإن اختلفت آراؤنا وتوجهاتنا، سواءً فيما يتعلق بالحلول، أو طريقة إدارة النضال، أو إدارة المفاوضات السياسية، وهي الأهم في هذه الحالة.

وأصريتُ، رغم سحر التحليل الاجتماعي التقدمي والمناهض للنيوليبرالية، والموقف المبدئي الصلب تجاه إسرائيل، لهذه الجماعات الأيرلندية الراديكالية، أنه لا يجوز شطب حزب كبير كالشين فين، بل أكبر الأحزاب انتخابيا، بجرة قلم، واعتباره باع القضية، رغم، قصوراته، وعيوب سياساته الاقتصادية، وإن أغضبنا في السنوات القليلة الماضية بسبب تطرية علاقاته مع إسرائيل التي يحكمها نظام أبرتهايد استعماري، واستقباله وفودا من الليكود.

ولذلك تعيّنَ علي إبداء موقفي، من هذه المقارنة التعسفية، والقول إن اتفاق الجمعة العظيمة أفضل بكثير من اتفاق أوسلو. وكان عليّ أن أوجّه كل هذه الانتقادات والأسئلة الصعبة، وبطريقة محترمة، لأحد أهم قيادات حزب الشين فين، بات شيهان، في مكتبه وبحضور مدير مكتبه، في العاصمة، بلفاست. والسيد بات شاهين، وهو حاليا أيضا عضو برلمان، كان أحد المضربين عن الطعام، عام ١٩٨١، مع الشهيد بوبي ساند، وقضى في السجن ١٨ عاما، وكان مُمكن أن يكون مصيره كالشهيد ساند، كما قال لي. وجرى هذا اللقاء في أوج المعركة الانتخابية للسلطات المحلية، في يوم ١٨ من شهر أيار الحالي، والتي خرج منها "الشين فين" أقوى الأحزاب.

وفيما يلي ملخص لأجوبة على جزء من الأسئلة ومن الحوار الذي دار معه، في لقاء استمر ساعة ونصف، بعد أن قدمتُ له خلفية عن واقع فلسطينيي الـ ٤٨، وموقعهم في القضية الفلسطينية، وكيفية تعامل إسرائيل معهم في الماضي والحاضر. وقد تعمدتُ التركيز على علاقة إسرائيل بمواطنيها العرب، فلسطينيي الـ ٤٨، في محاولة لإيصال رسالة لمن تراجعت نظرتهم لإسرائيل، ولإعادة الوعي بكونها نظام أبرتهايد، وفصل عنصري، ونظام استعماري استيطاني منذ الولادة، ولإشعاره بصورة غير مباشرة بالضرر الذي ينتج عن العلاقة مع نظام كهذا، يُجدد ويعمق منظومته القمعية الوحشية والفاشية كل يوم.

السؤال الأول: أنا هنا كسياسي فلسطيني سابق حيث شغلت موقعا قياديا لفترة طويلة في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وقبلها في حركة أبناء البلد، من داخل المنطقة التي احتلتها الحركة الصهيونية عام ١٩٤٨، أي أنني أحمل المواطنة الإسرائيلية، ومع ذلك نعيش تحت حكم دولة تعلن أنها دولة لليهود وتمارس يهوديتها في إطار سياسات كولونيالية عدوانية عنصرية منهجية، بحيث تجعل هذا الجزء من شعب فلسطين في حالة من الخوف على مصيره في وطنه. وكما تعرف أننا، أنتم ونحن، ضحية جريمة استعمارية ارتكبتها نفس الإمبراطورية - أي البريطانية، والتي لا تزال تدعم وتساند نظام الأبرتهايد في إسرائيل، الذي يجدد نفسه ويوسع ويعمق سيطرته على كل فلسطين التاريخية. وأنا حاليا منسّق لحملة تدعو لدولة ديمقراطية واحدة في كل فلسطين، على أنقاض نظام عنصري ظالم، وأرغب في التعرف إلى أوجه التشابه، وأيضا إلى التباين في الطريق السياسي الذي اعتمدتموه مقارنة بالطريق السياسي الذي اعتمدته القيادة الفلسطينية. بمعنى أنه، لأوّل وهلة، يظهر اتفاق "الجمعة العظيمة" كأنه حل دولتين وليس دولة واحدة، أي كأنه بديلٌ عن استرجاع كل الجزيرة وتوحيدها تحت سيادة واحدة مشتركة. فهل توضح لي ذلك..

وسؤال مكمل له، في الشهر الماضي احتفلتم بمرور ٢٥ عاما على اتفاقية الجمعة العظيمة، هل تحقق ما سعيتم له خلال هذه الفترة الطويلة، إذ هناك من يقول إن الاستقطاب الطائفي ازداد بدل أن يتلاشى، وما زالت معظم المدارس مقسمة على أساس طائفي، وهناك جدران عنصرية باقية، ورأيتها أنا اليوم، ويقال أيضا إن التخلص النهائي من الهيمنة البريطانية لم يتحقق؟

جواب؛ هذه بالطبع ادعاءات خصومنا. نحن واقعيون، ولا ننظر إلى الأمور في إطار أبيض وأسود كما يفعل غالبية من مارس العمل العسكري لفترة طويلة، مع أني أنا أيضا مارست هذا العمل. صحيح أن الاستقطاب الطائفي لم يختف ولكنه لم يرتفع. ولا يمكن أن ينتهي إرث استمر ٨٠٠ عام من السيطرة البريطانية بعقدين أو ثلاثة. ولكن الإحصائيات تشير إلى أن جزءا كبيراً من الجيل الجديد لم يعد يصوت وفقا للخلفيات الطائفية. وهذا معطى مهم.

سؤال؛ كان من ضمن اتفاق الجمعة العظيمة أن يجري استفتاء على مطلبكم بتوحيد أيرلندا الشمالية مع الجنوبية، لتصبح الجزيرة موحدة وذات سيادة كاملة ومستقلة عن المملكة البريطانية المتحدة؟ لماذا لم يتم ذلك حتى الآن؟

جواب: لا بد من التذكير بأهم ثلاثة من بنود الاتفاق، الأول؛ إلقاء السلاح ووقف العنف. الثاني؛ خلق مؤسسات دستورية تقر المساواة الكاملة ولا تسمح بأن تسيطر مجموعة على أخرى، على خلفية طائفية أو عرقية. ثالثا؛ تحقيق الوحدة الأيرلندية، من خلال إجراء استفتاء من خلال التفاهم بين الأطراف المتصارعة. بخصوص الأول، تحقق، لقد تم إلقاء السلاح ويجري النضال الآن من خلال السياسة وليس من خلال العنف، وبخصوص الثاني وهو في غاية الأهمية، تم تفكيك النظام البروتستانتي العنصري، وإقامة شراكة متساوية في السلطة بين البروتستانت والكاثوليك، بحيث يتم البت بالقضايا المصيرية بالتوافق وليس من خلال الأغلبية الطائفية العنصرية. (حسب إحصائيات اليوم، تقلصت الفجوة العددية بين الطرفين؛ بحيث بات الكاثوليك يمثلون ٤٤٪؜ من سكان أيرلندا الشمالية).

سؤال؛ ولكن يتهمونكم خصومكم بأن ربع قرن قد انقَضى، دون أن يتحقق ذلك، فماذا تفعلون من أجل الوصول إلى ذلك؟ أي ما هي الخطوات التي تقومون بها لتسريع تنفيذ جميع بنود الاتفاق؟

جواب؛ كان من الأهمية بمكان أن نجعل بند توحيد الجزيرة مطلبا وطنيا من البنود المركزية، لا يجوز التنازل عنه، ولكن عملية التنفيذ تحتاج إلى جهد، وعمل دؤوب، وكذلك لعامل الزمن دور مهم، ولا يمكن حرق المراحل. وتشير نتائج استطلاعات الرأي، إلى التحولات في الرأي العام داخل الشعب الأيرلندي، بحيث تتجه نحو الوحدة. كما أن هناك إطارا، يسمى Citizens'Assembly شكلناه مؤخراً، كآلية عمل، ويقوده الرفيق جيري أدم، القائد السابق للشين فين، بهدف تحقيق وحدة دستورية، بين الشطرين. ونحن نعتقد أن هذا الهدف سيتحقق في غضون العشر سنوات القادمة.

سؤال؛ لماذا تدعمون حل الدولتين، في فلسطين، الذي أدى إلى اعتراف وإسباغ الشرعية على النظام الفصل العنصري، أو ما نسميه يهودية الدولة، في حين أنكم لم تقبلوا حل الدولتين، وكحل مرحلي كما أفهم، في بلادكم، أيرلندا، إذ اشترطتم من خلال اتفاق الجمعة العظيمة، تفكيك النظام البروتستانتي الطائفي الذي كان يُميز دستوريا ضد الأقلية القومية الكاثوليكية التي تنتمون إليها؟ كما أنكم لم تتنازلوا مبدئيا عن حل الدولة الواحدة، وها أنتم كما تقول تعملون بثبات لتحقيقه، عبر استفتاء عام؟

جواب؛ نحن لا نقول للفلسطينيين ماذا عليهم أن يفعلوا، وليس من مبدئنا التدخل في قرارات أي شعب آخر. مثلما نحن أيضا لا نحب أن يتدخل آخرون في شؤوننا.

سؤال؛ هذا ما كانت تقوله قيادة المؤتمر الوطني الأفريقي حتى فترة قريبة، لكن ما تقوم به إسرائيل، من ممارسة كولونيالية استيطانية، أدى إلى توطيد نظام قهر بين البحر والنهر، وكذلك حفز النخب الفلسطينية على العمل على إحياء المشروع التحرري الفلسطيني، لاستعادة فلسطين، وإحياء حل الدولة الديمقراطية الواحدة القديم، كما تعملون أنتم الآن على استعادة كامل وطنكم، وغير مستعدين للمساومة على هذا الهدف. وفي هذا السياق، لماذا تلتقون بالإسرائيليين، (وكنت رأيت له صورة مع وفد من حزب الليكود) ولا تنتهجون المقاطعة؟

جواب؛ إذا كان الفلسطينيون سينتقلون إلى حل آخر، أكثر عدالة، فسنحترم خياراتهم. أما بخصوص العلاقة مع الإسرائيليين، فقد أوقفناها بعد أن اكتشفنا أنهم يسعون لاستغلال هذه العلاقة لصالحهم، من خلال الدعاء أنهم يساهمون، أو يلعبون دوراً في المصالحة الداخلية.

سؤال؛ وماذا عن المقاطعة لماذا لم يصدر قرار حتى الآن، بهذا الخصوص؟

جواب؛ أبشرك بأننا غداً أو بعد الغد سنقدم اقتراحاً للبرلمان يفرض قيوداً على استيراد البضائع الإسرائيلية، المصنعة في المستوطنات، والرفيق عمر البرغوثي، منسق حركة المقاطعة، هو في الصورة، ويتابع نشاطنا، وكنا دعيناه لإلقاء كلمة في مؤتمرنا، الصيف الماضي، ولدينا علاقة تنسيق جيدة معه. وساعطيك نسخة عن اقتراح القرار. (وأشار إلى مدير مكتبه الذي كان حاضراً، بالدخول إلى جهاز الكمبيوتر لإخراج نسخة، لأطّلع عليها).