الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"توك توك" وسيلة مواصلات قاتلة تستخدم في نقل أطفال صغار بلا رقابة

2015-05-13 10:13:50 AM
صورة ارشيفية
 
الحدث- محمد مصطفى
مع إطلالة كل صباح، تبدأ دراجات نارية ثلاثية العجلات تسمى محليا "توك توك"، بنقل مئات التلاميذ من مناطق سكنهم إلى مدارسهم، في ظل تجاهل سائقوها ومالكوها لكل قواعد الأمن والسلامة، معرضين حياة الأطفال لأخطار كبيرة.

فملاك هذه الدراجات، وهمهم الأول والأخير جمع أكبر كم من المال، يضعون في الدراجة الواحدة عدد كبير من الأطفال، قد يصل إلى عشرين أو أكثر، وفي بعض الأحيان، يكون معظم جسد الطفل خارج الدراجة، أو ممسكاً بيده بأحد زواياها.

ويتكرر نفس المشهد عند رحلة العودة، حيث تصطف الدراجات المذكورة بجانب بوابات المدارس، ويتوجه إليها التلاميذ، خاصة الفقراء، الباحثين عن وسيلة مواصلات رخيصة، تعيدهم إلى منازلهم.

تابوت متحرك
ويقول أحمد شعبان، أحد سائقي الدرجات المذكورة، إنه في ظل ارتفاع أسعار الوقود، وانخفاض تسعيرة المواصلات، يضطر لملء دراجته بالأطفال، حتى يحقق بعض العائد المادي.

وتابع لـ"الحدث": "كل طفل يعطيني نصف شيكل، كي أوصله من وإلى المدرسة، والدراجة تسير في الرحلة الواحدة نحو ثلاثة كيلو مترات وأحيانا أكثر، وتستهلك نحو خمس شواكل وقود، لذا أنا مضطر لوضع هذا العدد الكبير.

وأشار إلى أنه يوصي الأولاد بالجلوس والتمسك بدعامات الدراجة، ويحاول تأمين الواقفين منهم، وغالباً ما يسير بسرعة منخفضة، ويطلب منهم الصراخ عليه في حال شعروا بخطر ما كي يتوقف.

ومعظم سائقي هذا النوع من الدراجات، لا يمتلكون رخص قيادة، ولا يفقهون شيئاً في قوانين السير، وينقلون الطلاب في أوقات الازدحام والذروة، ما قد يرفع من احتمال وقوع حوادث طرق.

وبخوف واضح، نزل الطفل علاء صابر من الدراجة، وساعد شقيقه الأصغر على النزول منها، ثم ترجلا على الرصيف، متجهين إلى منزليها.

صابر كان يمسك بيد شقيقه الأصغر، ويسير بحذر على الرصيف، أكد انه والده يعطي كل واحد منهم شيكل واحد لأجرة المواصلات، وهما يضطران لركوب توك توك، كي يتوجها إلى المدرسة ويعودان منها.

وأوضح صابر لـ"الحدث"، أنه كثيراً ما يشعر بالخوف وهو يستقل تلك الدراجة، خاصة عند المنعطفات، حيث يخيل له بأنها ستنقلب على احد جانبيها.

وأكد أنه دائما يبحث عن السائقين، ممن يسيرون بهدوء، ولا يبالغون في وضع عدد كبير من الأطفال في الدراجة، وهم قلة، متمنياً انتهاء العام الدراسي على خير، كي يتوقف عن ركوب الدراجة الخطيرة.

قلق آباء
من جانبه أوضح المواطن محمد نصار، أنه يصاب بصدمة حين يشاهد الدراجات المذكورة ممتلئة بالتلاميذ، لما قد يشكله ذلك من مخاطر عليهم.

وأكد لـ"الحدث"، أنه دائماً يوصي أبنائه بعدم ركوب هذه الدراجات، مهما حدث، فهو في الغالب يوصلهم إلى مدارسهم في الصباح، ووالدتهم تعيدهم منها، وفي حال لم يصطحبهم أحد، يتوجهون إلى مركبة عمومية لتعيدهم إلى المنزل.

وطالب نصار أولياء الأمور بمنع أبنائهم من ركوب "توك توك"، فتوفير شواكل معدودة، قد يكون نتيجته موت الطفل أو إصابته بإعاقة دائمة.

أما المواطن مجدي عودة، فقد طالب الجهات المعنية، بالتدخل، ووقف استخدام هذه المركبات الخطيرة كوسائل نقل، وضبط كل من ينقل الطلاب بواسطتها.

وأكد عودة لـ"الحدث"، أن هذه الدراجات جديدة، ومتعارف عليها أنها تنقل البضائع والسلع، لكن أن تصبح وسائل نقل عامة، وللأطفال بهذه الطريقة، فهذا أمر خطير، يتطلب تدخل عاجل من الجهات المعنية.

يذكر أن دراجات توك توك، دخلت القطاع من خلال الأنفاق بأعداد كبيرة، وهي مخصصة لنقل البضائع والسلع، وقد صمم بعض مالكوها كراسي خلفية، لاستخدامها في نقل الأفراد، رغم أن القانون يحظر ذلك.