الخميس  24 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عائلات فلسطينية بالأردن.. فرقتها "النكبة" وجمعها الـ"أون لاين"

ضمن سلسلة تقارير الذكرى الـ67 لـ"النكبة"

2015-05-14 09:45:47 AM
عائلات فلسطينية بالأردن.. فرقتها
صورة ارشيفية

الحدث- حمزة العكايلة
 
"ما زلتُ أتعرف على الكثير من أولاد أعمامي وعماتي في فلسطين بالصدفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأقوم عبر محرك البحث في فيسبوك بالبحث عن أفراد عائلة نمور في مدينة نابلس وأجد منهم أبناء عمومتي".
 
بهذه الكلمات بدأ أيوب نمور (24 عاماً)، حديثه عن "النكبة" وكيف فرقت عائلته الكبيرة وأصبحوا مقسمين بين الأردن وفلسطين، ودور مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت في لم شمهلم ولو فقط "أون لاين".
 
تقطن عائلة أيوب في العاصمة الأردنية عمّان، منذ 67 عاماً حيث هاجر والده إلى الأردن من مدينة نابلس،  بعد "نكبة" فلسطين عام  1948 التي تصادف ذكراها الـ 67 في الخامس عشر من أيار/مايو الجاري.
 
ويعمل أيوب موظفاً لدى إحدى المؤسسات الدولية العاملة في الأردن بمجال نشر بالديمقراطية.
 
يقول ابن عائلة نمور: "أتفاجئ في كل يوم بالتعرف على أقارب لي من أبناء عمومتي، لكنني سعيد حتماً بتلك المفاجئات، ونحن نتواصل بشكل يومي عبر جروب (مجموعة) على فيسبوك تحمل اسم العائلة ونتبادل الحديث عبرها ونتناقل أخبارنا ونشاطاتنا وأفراحنا وأتراحنا من خلالها".
 
ويصف أيوب حالة أهله في نابلس بالمضنية، والتي اطلع عليها من خلال الحديث معهم عن الفروقات التي يعيشونها مقارنة مع الأردن، فهم يبلغونه أن حصولهم على العمل صعب وكذلك دراستهم وتنقلهم، "بينما نحن في الأردن كل الأمور متاحة لنا فنحن مواطنون نحمل الجنسية الأردنية منذ تم تهجيرنا عام 48".
 
ومثل حالة أيوب هناك الكثير من الفلسطينيين في الأردن الذين وجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي سبيلاً في التواصل مع أقاربهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
ومن هؤلاء محمد حسين فضيلات الجوابرة (61 عاماً)، الذي يقطن في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين ويعمل تاجرا، بعد أن قدم إلى الأردن عام 1964 من مدينة الخليل.
 
ومنذ ذلك الحين يجد الجوابرة وأولاده صعوبة في التواصل مع أقاربه في مخيم "العروب" في الخليل، فقد توفي عمّه عام 1994 ولم يتمكن من الذهاب لحضور دفنه والعزاء به إلا بعد ستة أيام بعد إجراءات صارمة فرضتها السلطات الإسرائيلية على دخوله.
 
ويروي ابن عائلة الجوابرة قصة أخرى حين توفي والده عام 2002 ولم يتمكن أقاربه من المجيء للعزاء وتم إعادتهم من قبل سلطات الاحتلال حين وصلوا إلى جسر الملك حسين الذي يربط الأردن بفلسطين وتسيطر عليه من الجانب الفلسطيني السلطات الإسرائيلية.
 
ويضيف الجوابرة: "نحن في كل المناسبات نجد في وسائل التكنولوجيا التي يستخدمها أولادي سبيلاً في التواصل معهم، إنهم يستخدمون برامج لا أعراف منها إلا اسمها وهي الفيسبوك والتانجو والسكايب.
 
ويقول الجوابرة إن "مجيء الأقارب من فلسطين إلى الأردن رغم صعوبة الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال، تتحول إلى جلسات كبرى يجتمع فيها الأهل والأقارب، فذات يوم قدمت إحدى النسوة من الخليل إلى مخيم البقعة لحضور زفاف أحد أقاربها، وسرعان ما عجّ منزل ذويها بعدد كبير من أقاربها قادمين من مختلف المدن الأردنية بعدما علموا بقدومها".
 
أما رنا عبد الكريم عطية (30 عاماً ) التي تعمل موظفة في مؤسسة مستقلة تعنى بتنمية قدرات الشباب والمرأة، وتقطن في مدينة الزرقاء (40 كم شرقي العاصمة)، فتقول إن جدها ووالدها قدموا إلى الأردن عام النكبة 1948 من مدينة اللد (40 كم شمال غرب القدس).

"لا يوجد لي هناك من أقاربي سوى خالتي وهي منقطعة عنا في التواصل ولا نعرف عنها الكثير، ونتواصل معها عبر تطبيق (سكايب) من خلال ابنها"، تضيف رنا.