السبت  30 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الاستزراع السمكي في غزة..محاولات ناشئة لتعويض نقص الأسماك

2015-05-14 11:59:39 AM
الاستزراع السمكي في غزة..محاولات ناشئة لتعويض نقص الأسماك
صورة ارشيفية


الحدث- محمد مصطفى
بخطى صاعدة يتجه قطاع غزة نحو الاستزراع السمكي، بإقامة مزارع لتربية وتفريخ الأسماك بأنواعها المختلفة، في محاولة لسد العجز الكبير في الأسماك الطازجة، بعد أن أضحى بحر القطاع فقيراً، لا يجود بخيراته كما السابق.
فقد اتجه العديد من المزارعين والصيادين، والمستثمرين، وحتى بعض الهواة، في إقامة برك ومزارع سمكية صغيرة وكبيرة، لرفد السوق بحاجته من هذه السلعة الهامة، وتحقيق دخول مالية
.
مجال جديد
يقول المواطن وسام نصر، المقيم مع عائلته بالقرب من شاطئ البحر، إنه لاحظ تراجع كميات الأسماك التي يتم صيدها من البحر عام بعد عام، ورغبة السوق بكميات مضاعفة من الأسماك الطازجة، فاقترح على والده إقامة مزرعة اسماك كما فعل غيرهم.
وبين أن الفكرة لاقت استحسان الوالد، وعلى الفور بدأت التجهيزات، وفي غضون اقل من شهر استكملت عملية البناء، وجلب عدد من الأمهات، التي فرخت آلاف الأسماك الصغيرة. 
وأوضح أنه بدأ يتابع مواقع مخصصة على الانترنت لاكتساب خبرات في هذا المجال، ومعرفة التحديات التي قد تواجههم..
ولفت نصر إلى أن مشكلات الاستزراع السمكي في قطاع غزة متعددة، أبرزها الثقافة الخاطئة لدى المواطنين، بأن مذاق الأسماك التي تربى في البرك العذبة سيء، لذلك فإن الغالبية العظمى من الناس يتجنبون شرائها.
كما أكد أن فصل الشتاء وتدني درجات الحرارة عدو قاتل للأسماك، ناهيك عن ارتفاع أسعار الأعلاف، ومنافسة الأسماك البحرية في بعض المواسم، لكنه رغم ذلك يحاول قدر الإمكان مجابهة كل هذا، وإنجاح مشروعهم الوليد.
 
 
فائدة مزدوجة
 أما الشاب نضال أحمد، فأقام بركة لتربية الأسماك، بغرض الحصول على فائدة مزدوجة، فبعد اطلاعه على تجارب دول وأفراد خارج حدود الوطن، خلص إلى أن مياه برك الأسماك تحوي مواد عضوية هامة تفيد في الزراعة، ومن هنا كانت فكرته.
 وأوضح أحمد انه بدأ مشروعه، وركب على البركة مضخة مياه، وأضحى يستخدم المياه التي تعيش فيها الأسماك في ري الأشجار والمزروعات في أرضه، ثم يملأ البركة بغيرها، وقد نمت الأسماك وباع جزء منها وتناول وعائلته كمية جيدة.
وأشار أحمد إلى أن أسماكه نفقت بصورة جماعية مع أول منخفض جوي، حين تدنت درجات حرارة المياه، لكنه ومع غرة فصل الربيع الحالي، بدأ بجلب أمهات جديدة، وينوي الاعتناء بها أكثر، واتخاذ تدابير في فصل الشتاء المقبل، لمنع نفوقها.
وإلى جانب تربية الأسماك في مياه عذبة، أنشأ مستثمرون في قطاع غزة مزارع سمكية لتربية وتسمين الأسماك التي تربى في المياه المالحة خاصة "دنيس"، وهي اسماك ذات مذاق مميز وأسعارها عالية، وقد حققت تلك المشروعات نجاح فريد.
 
 
أسواق متعطشة
ويقول أحد تجار الأسماك جنوب قطاع غزة، إنه ومنذ توقف الأنفاق عن العمل، ومنع دخول الأسماك المصرية الرخيصة إلى قطاع غزة، ومضايقات الاحتلال المستمرة للصيادين، أضحت الأسواق تتعطش باستمرار للأسماك الطازجة، فكان ثمة توسع في إنشاء المزارع السمكية.
 وأوضح البائع إبراهيم الفرا، أن الأسماك التي ترد الأسواق نوعين، الأول من برك عذبة، وغالباً ما تكون من نوعي "بوري و"شبار"، ويتراوح ثمن الكيلو غرام الواحد منها ما بين 20-25 شيكل للزبون، وهي جيدة في حال كانت طازجة.
 وأشار إلى أن النوع الآخر هي تلك التي تربى في مياه مالحة، "دنيس"، وهي اسماك مميزة وأسعارها مرتفعة، وزبائنها من الطبقة الغنية.
  وأشار الفرا إلى أن الأسماك التي تربى في برك المياه بأنواعها المختلفة، تسهم في إمداد السوق بحاجته من تلك السلعة، وتوفر العجز الناجم عن فقر البحر.