الحدث الإسرائيلي
أثار إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال استقباله وفدا من أعضاء الكونغرس الأميركي، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أمس الثلاثاء، احتمال إجرائه زيارة للصين، بعد تلقيه دعوة لذلك؛ قلقا لدى مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أشاروا إلى أن توقيت الزيارة المحتملة، "سيّئ من الناحية التكتيكيّة".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، عن مصدر مطلع قوله، إنه لم يتم تحديد موعد زيارة نتنياهو إلى الصين، لكنها تأتي في ظل رفض الرئيس الأميركي، جو بايدن، استقبال نتنياهو في البيت الأبيض منذ عودته إلى رئاسة الحكومة قبل ستة أشهر، على خلفية معارضة الإدارة الشديدة لخطة إضعاف جهاز القضاء.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ ("واينت")، اليوم، أن ذلك يأتي في وقت بلغ فيه التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة، ذروته، غير أنها لفتت إلى أن "الأزمة على المستوى السياسي، تقلق المسؤولين الأمنيين أيضًا".
وقالت الصحيفة، معقّبة على تصريح نتنياهو، يوم أمس، والذي جاء فيه أن "التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في أعلى مستوياته على الإطلاق"، إن جميع كبار المسؤولين في الجيش، وموظفي وزارة الأمن، يؤكدون ذلك أيضا، مضيفة أن "التعاون ممتاز، ويتجلّى ذلك في التدريبات الحربية في العامين الماضيين، والتي تحاكي هجمات في إيران، وكذلك في المعلومات الاستخباراتية"، التي تتشاركها تل أبيب وواشنطن؛ لكنها شددت على أن "الجيش الإسرائيلي على دراية تامة بالأزمة" بين البلدين، بالرغم من تصريحات نتنياهو.
وأشارت الصحيفة إلى تقييم للوضع، أُجري سابقا، وزاد من احتمالية نشوب حرب تشارك فيها إسرائيل، هذا العام. وقد لفت تقييم الوضع، إلى ثلاثة أمور رئيسية "يدركها أعداء" إسرائيل؛ الأول هو ضعف الولايات المتحدة في المنطقة، والتي لا تعرف كيف تحمي حلفاءها، وفق منظورهم.
وأضافت الصحيفة: "مثال على ذلك هو اختيار السعودية، لتقوية العلاقة مع إيران"، والذي تمّت بوساطة صينيّة.
ووفق الصحيفة، فإن الأمر الآخر هو الأزمة الداخلية في إسرائيل، بعد مساعي إضعاف جهاز القضاء من قبل الائتلاف الحكومي.
وذكرت أن الأمر الثالث، والأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل، هو "فهمهم (أعداء إسرائيل) أن العلاقة الإسرائيلية - الأميركية، قد ضعفت لدرجة أنه ليس من المؤكد أن الولايات المتحدة، ستدافع عن إسرائيل في حرب شاملة".
وبحسب "يديعوت"، فقد قال مدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، تمير هيمان، أمس الثلاثاء، إن "الزيارة إلى الصين لن تجعل البيت الأبيض يدعو نتنياهو ، على العكس من ذلك، سوف تثير الغضب؛ لذلك فهو توقيت سيّئ من الناحية التكتيكية".
وأضاف هيمان أنه "إذا كان هناك شيء واحد يزعج الإدارة الأميركية، فهو الخطاب حول ’تنويع الدعم’، وأي محاولة إسرائيلية للتوفيق بين الولايات المتحدة ومنافسيها، وفي مقدمتهم الصين".
ولفت إلى أن "العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة في خطر".
وانتقد مسؤول رفيع المستوى في حزب "الليكود" الذي يترأسه نتنياهو، الزيارة المحتملة للصين؛ وقال إن زيارة نتنياهو لبكين قبل زيارة رسمية يجريها لواشنطن، "هي إصبع في عين الولايات المتحدة، وهو أمر قد يكلف إسرائيل غاليا".
وذكر المسؤول الذي لم تورد هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11")، اسمه، أن "نتنياهو باللعب بالنار".
ولفتت هيئة البث إلى أن "الوصول المتوقَّع إلى الصين، يثير مخاوف من جانب الولايات المتحدة أيضًا".
ونقلت عن مسؤولين في الحزب الجمهوري، خشيتهم من احتمال تقارب إسرائيل وتوطيد علاقاتها مع بكين، في المجالات التكنولوجية والاقتصادية، ومجالات أخرى.
وأضافت المصادر نفسها، أن "كل شيء يتوقّف على ما سيقوله نتنياهو، ويفعله خلال هذه الزيارة".
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أمس، أن نتنياهو قال لأعضاء الكونغرس أن "التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ذروته، وأن الولايات المتحدة ستكون دائما الحليف الأهم لإسرائيل وأن لا بديل لها".
وقال موظف إسرائيلي رفيع إن الحكومة الصينية عبرت مؤخرا عن رغبتها باستضافة نتنياهو في بكين في إطار اللقاء السنوي للجنة الابتكارات الإسرائيلية – الصينية، والتي تنعقد منذ العام 2014، حسبما نقل عنه موقع "واللا" الإلكتروني.
وأضاف الموظف الإسرائيلي أنه لم يجر نقاشا رسميا مع الحكومة الصينية حول موعد محتمل لزيارة نتنياهو، وأشار إلى أن زيارة نتنياهو هي "أمر اعتيادي وليس مؤشرا سياسيا لأي أحد. ومثلما أوضح رئيس الحكومة اليوم، فإنه لا بديل عن الحلف بين إسرائيل والولايات المتحدة".
رغم ذلك، يأتي الحديث حول زيارة نتنياهو المحتملة للصين فيما العلاقات الصينية – الأميركية متوترة جدا، وتعتبر إدارة بايدن، وبشكل أكبر في صفوف أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، أن الصين تشكل التهديد المركزي على الولايات المتحدة.