الجمعة  27 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"الأرض المحروقة".. سياسة إسرائيل للضغط على حماس لقبول "الهدنة"

2014-07-20 04:16:24 PM
صورة ارشيفية

الحدث- غزة

تسعى إسرائيل من خلال إسقاطها لأكبر عدد من الشهداء والمصابين الفلسطينيين في هجومها البري على قطاع غزة إلى الضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بـ "المبادرة المصرية" لوقف إطلاق النار، كما يرى محللون سياسيون.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، أن عدد شهداء القصف الإسرائيلي العشوائي على حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، بلغ 60 شهيدا، فيما وصل عدد الجرحى إلى 210 جريحاً.
وكان من بين قتلى القصف العشوائي على حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، 17 طفلا، و14 امرأة، و4 مسنين.
ومنذ بدء العملية الإسرائيلية البرية على قطاع غزة، مساء الخميس الماضي، استشهد قرابة 150 مواطنا، وأصيب نحو 500 آخرين بجراح متفاوتة، حسب المصادر الطبية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس الماضي عن عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة، من أجل تنفيذ ما قال إنها عملية لضرب الأنفاق "الإرهابية"، التي تخرج من قطاع غزة وتدخل إلى الأراضي الإسرائيلية.
وقال فايز أبو شمالة، المحلل السياسي، إن "إسرائيل تسعى إلى تصدير الرعب والفزع في نفوس المواطنين وعلى وجه الخصوص سكان المناطق الحدودية، من خلال سياسة الأرض المحروقة، لخلق حالة من الضغط الشعبي على المقاومة الفلسطينية للقبول بالتهدئة".
وأضاف أبو شمالة، الكاتب في صحيفة فلسطين الصادرة من قطاع غزة، في حديث مع "الأناضول"، إن "إسرائيل تجهل ما يحدث على أرض غزة من أعمال مقاومة، فأصبحت كثور هائج مغمض العينيين، يضرب بقرنيه في أي اتجاه، بعد تلقيها عدة ضربات من المقاومة".
ويرى أن إسرائيل تسعى من وراء سياسة "الأرض المحروقة"، من هدم وقصف لبيوت الفلسطينيين بشكل كبير، واستهداف المدنيين، إلى إخضاع المقاومة للقبول بالتهدئة، حتى لو أنها لا تحقق أي من شروطها".
وأشار أبو شمالة أن هجوم إسرائيل البري أوقع جيشها في "ورطة"، لما يجده ويواجهه من رد "نوعي" من المقاومة الفلسطينية، رغم تواضع أسلحتها أمام الترسانة الإسرائيلية، متوقعًا أن تسحب قواتها مع أول مبادرة لوقف إطلاق النار قد تلوح في الأفق.
يشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ يوم 7 يوليو/ تموز الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، تسببت بمقتل ما يزيد عن 321 فلسطينيا وإصابة أكثر من 2290 جريحا حتى مساء السبت بحسب مصادر طبية فلسطينية.
ووصف المحلل السياسي العملية العسكرية البرية بـ "الفاشلة من قبل أن تبدأ"، فأهدافها بإيقاف إطلاق صواريخ المقاومة، وتدمير الأنفاق "أمر شبه مستحيل" باعتراف القادة الإسرائيلين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، أن الهدف من العملية البرية الإسرائيلية كما حددت الحكومة الإسرائيلية، هو "إيجاد واقع يعيش فيه السكان الإسرائيليين بأمن وأمان من دون تواصل الإرهاب العشوائي، وتوجيه ضربة كبيرة للبنية التحتية لحركة حماس الإرهابية".
وتحاول إسرائيل أن تكلف المقاومة الفلسطينية "ثمنًا باهظًا" من خلال "سياسة الأرض المحروقة"، كما يرى الدكتور مشير عامر، الكاتب والمحلل السياسي.
وقال عامر في حديث للأناضول:" إسرائيل تتبع مبدأ الضاحية، كما فعلت بيروت أثناء حربها مع لبنان، فتجعل المدنيين هم من يدفعون الثمن لإجبار المقاومة على التنازل".
وأضاف:" إسرائيل في وضع مأزوم فهي لم تتقدم في هجومها البري سوى بضعة أمتار وفي مناطق ساقطة أمنيًا، مقابل إنجازات المقاومة، ضد قواتها المتوغلة في حدود القطاع".
ولفت عامر إلى أن "الجيش الإسرائيلي سيستمر في استهداف الآمنين، وإسقاط أكبر عدد من القتلى في صفوفهم، لقاء احتضانهم للمقاومة، وللإيحاء بقدراته العسكرية".
بدوره توقع هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، أن إسرائيل لن تغامر بعملية برّية طويلة الأمد مكانًا وزمانًا في قطاع غزة، لعلمها المسبق بأن المقاومة ستلحق خسائر في صفوف جنودها".
وقال البسوس في حديثه مع الأناضول:" إسرائيل تعلم أن المقاومة الآن أكثر تطورًا ولديها شبكة أنفاق، كما هو معروف وعمليتها البرية ستكون محدودة".
ويرى البسوس بأن الأوضاع المحيطة من صمت وتأيد لإسرائيل من بعض الدول على المستوى العربي والإقليمي والدولي، سيعطيها حالة من الطمأنينة في استمرار قتل المدنيين، دون أن تأبه بالمجتمع الدولي".
 
المصدر: الأناضول