متابعة الحدث
افتُتح اليوم الأحد، في رام الله، معرض الأشغال اليدوية والتراثية لنزلاء ونزيلات مراكز الإصلاح والتأهيل، تحت عنوان "نحو مجتمع يسوده الأمن والأمان"، بالتعاون مع مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب.
وحول المعرض قال العميد صلاح البرغوثي، مدير مركز الإصلاح والتأهيل، في لقاء خاص مع صحيفة الحدث: "إننا نسعى في إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل إلى خلق بيئة تأهيلية آمنة لنزلاء مراكز الإصلاح، من خلال إخضاعهم لتخطيط محكوميتهم لقضاء الفترة التي يمضونها في مراكز الإصلاح والتأهيل في عدد من الدورات المهنية التي تساعدهم على كسب عيشهم، وعدم العودة إلى الجريمة التي تسببت بدخولهم هذه المراكز مرة أخرى".
وتابع: "يأتي هذا المعرض لتسويق منتجات النزلاء، وأعمالهم التراثية والوطنية والفنية التي يعود ريعها لذويهم مما يساعدهم على كسب العيش، وأداء مهامهم اليومية".
وأكد: نسعى بالشراكة مع مراكز ضحايا التأهيل إلى إخضاع النزلاء لدورات في عدة اتجاهات من التمديدات الكهربائية والصحية، إضافة إلى برنامج البستنة والعديد من البرامج الموجودة داخل برامج الإصلاح والتأهيل.
وأشار البرغوثي إلى أن مفهوم التأهيل هو أحد المفاهيم الحديثة التي نقلت العقوبة من مفهوم العقاب والإيلام إلى مفهوم العودة والدمج بالمجتمع مرة أخرى.
من جانبه، أوضح مدير مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب خضر رصرص في لقاء مع صحيفة الحدث أن الفكرة أتت انطلاقا من أن مراكز الإصلاح والتأهيل ليست سجونا بالمعنى الحرفي.
وأضاف: هذه الأنشطة والأعمال الفنية سواء كانت في ورشات الفسيفساء أو التطريز أو الأشغال اليدوية الأخرى هي طريقة مثلى حتى يستثمر النزيل أو النزيلة وقته في أمر نافع ومفيد ويساعده أيضا في تعديل سلوكه بحيث يعود للحياة الطبيعية كإنسان طبيعي وليس في صراع مع القانون.
وتابع: "كل نزيل ونزيلة يعطى الفرصة للاندماج في أي من الورشات المتوفرة في معظم مراكز الإصلاح والتأهيل وهذا يعود بتشجيع من مراكز الإصلاح، وأيضا يعتبر نوعا من التوعية لهذه الفئة المستهدفة بالدرجة الأولى".
وحول النتائج الملموسة من هذه الأنشطة على سلوك النزلاء قال رصرص: "كان الأثر ملموسا جدا، لأن النزيل أصبح يقضي وقته في أشياء نافعة ويعطى الفرصة للتأمل والتفكر في الظروف التي أتت به إلى مراكز الإصلاح وبالتالي تتيح نافذة للعودة للحياة الطبيعية كإنسان طبيعي وليس في صراع مع القانون أو صراع مع أحد".
أما أخصائية علم النفس المجتمعي غادة السخن فأكدت في لقاء خاص مع صحيفة الحدث، أن الأعمال اليدوية توظف الطاقات عند النزلاء بشكل إيجابي، وتجعلهم قادرين على التعبير عن مشاعرهم بطريقة فنية وإبداعية.
وأضافت السخن: "هذه الأعمال تعيد انخراط النزلاء في المجتمع، وتشعرهم أنهم جزء من المنظومة المجتمعية التي في أوقات معينة وبسبب ظروف معينة أنستهم أنهم جزء منه.
وأشارت أخصائية علم النفس المجتمعي أن ما يؤثر إيجابا على نفسيتهم ومشاعرهم وأفكارهم، يترجم سلوكيا، هذا لأن الفعاليات الإبداعية تساعدهم على تفريغ الطاقات وعلاج القضايا بينهم وبين أنفسهم وكذلك علاقتهم مع الآخرين.