السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عذراً أهل فلسطين ..مصر ليست هؤلاء!

2014-07-20 04:35:20 PM
عذراً أهل فلسطين ..مصر ليست هؤلاء!
صورة ارشيفية

 * د/مصطفى النجار- خاص لـ"الحدث".

 

أهلنا الأحباب وأشقاءنا فى غزة والضفة وكل شبر من أرض فلسطين، تحية إلى صمودكم، تحية إلى شهدائكم الأبرار الذين لا يدافعون عنكم فقط، بل عنا وعن كل العرب فى معركة الصمود المستمرة.

نعلم كم تتألمون وأنتم ترون أبواق الشماتة ومناصرة العدو وتشويه المقاومة، تنطلق من أرضنا التى طالما سالت دماء أبنائها فى ثرى أرض الإسراء، نعلم كيف تحترق قلوبكم وأنتم تشعرون بالخذلان وتعتقدون، ولو للحظات، أن كل المصريين يحملون نفس الموقف المعادى للفلسطينيين والمناصر للدولة الصهيونية.

لذلك أكتب إليكم لتطمئن قلوبكم، هؤلاء المتصهينون الجدد، الذين يصفقون لإسرائيل، لا يمثلون شعبنا العاشق لفلسطين، هؤلاء الأقزام الذين ينهشون المقاومة ويرددون مقولات بلهاء على غرار أن الفلسطينين هم من باعوا أرضهم، هؤلاء من مخلفات المرحلة التى نعيشها الآن فى مصر، ومهما تصدروا واحتلوا المنابر الإعلامية فغالبية المصريين يلعنونهم، لأن من يقول إن إسرائيل ليست هى العدو وإن المقاومة هى الخطر على مصر، هو خائن بامتياز لكل الدماء التى سالت فى حروبنا ضد الكيان الصهيوني، سواء فى حرب 48 أو 67 أو 73.

أهل فلسطين كلها، وليست غزة فقط، هم صمام أمن مصر، والمقاومة هى التى، وإن اختلفنا معها أحيانا، تدافع عن شرف هذه الأمة، وحين يقترب منا العدو ويستحل حرماتنا ويسفك دماءنا، فلا وقت للتلاوم أو العتاب بل الوقت للتراص والاصطفاف والصمود ضد عدونا الذى يريد الشر بالجميع.

سامحونا واعلموا أن ملايين المصريين يدعون لكم فى كل صلاة، ويخرجون من جيوبهم رغم فقرهم ما يمتلكونه ليغيثوا أهلهم في غزة، شباب مصر وطلابها يشتاقون للشهادة فى سبيل الله، ويتمنون لو يقفون معكم فى مواضع الرباط والاستبسال، تحترق قلوب المصريين أصحاب الضمائر الحية مع كل شهيد يرتقي، وكل مصاب يسقط، ولكنهم يعلمون أن الثبات والصبر هو مفتاح النصر، وأن المقاومة التى طالما سخر منها أذيال الصهاينة، استطاعت اليوم أن تعيد تشكيل المعادلة رغم ضعف إمكانياتها ورغم حصارها، إن ما نراه من صمود أسطورى، يؤكد لنا أننا يوماً ما سندخل الأقصى معاً، تتشابك أيدينا فرحاً بنصر قريب.

لا تلتفتوا لهؤلاء الحمقى الذين يزعمون الحديث باسم المصريين، فهؤلاء لا يعبرون إلا عن رغبات أسيادهم وأهواء من يمتلكونهم، ثقوا أننا فى نفس صفكم، وأن مصيركم مصيرنا، وحزنكم حزننا، وجرحكم جرحنا، وفرحكم فرحنا.

يا أهل فلسطين، مصر لن تخذلكم، ولن تكون يوماً عليكم، فالعدو واحد والمصير واحد، إن تكونوا تألمون من هؤلاء وأكاذيبهم، فنحن نألم كما تألمون، ونرجوا من الله أن تنقشع هذه الغمامة البائسة التى تسيء لمصر والمصريين قبل أن تسىء إليكم.

اثبتوا وصابروا ورابطوا وثقوا أنكم لستم وحدكم، ستتغير المعادلة وسينتصر الحق وسيخرس الجبناء ومن تولوا الأعداء، وسنفرح معا ونستنشق عبير الكرامة والحرية التى سيفتح الصمود بابها، أنتم منا ونحن منكم وإن غداً لناظره قريب.

*طبيب وكاتب ونائب برلمانى مصرى سابق