الحدث للأسرى
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى في تقرير له أن الاحتلال واصل خلال العام الجاري استهداف النساء والفتيات الفلسطينيات بالاعتقال والاستدعاءات، والأحكام التعسفية، حيث رصد المركز (71) حالة اعتقال لنساء وفتيات خلال النصف الأول من العام الحالي. الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز قال إن الاحتلال يستهدف النساء والفتيات الفلسطينيات بالاعتقالات والاستدعاءات، ولم يستثنى القاصرات منهن، وكبار السن، والمريضات والجريحات بهدف ردعهن عن المشاركة في مقاومة الاحتلال حتى لو كان بمجرد الكتابة والتعبير عن الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنعهن من الرباط في المسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين. وبين الأشقر ان سلطات الاحتلال اعتقلت عدد من النساء بهدف الضغط على أبنائهن لتسليم أنفسهم للاحتلال منهن السيدة أحلام عوض (٤٥ عاما) من بلدة بيت أمر شمال الخليل للضغط على نجلها "موسى" لتسليم نفسه. كما واصل الاحتلال استهداف زوجات وأمهات الأسرى في السجون والشهداء حيث اعتقل زوجة الأسير عاطف ابو عليا بعد مداهمة منزله في بلده المغير شمال رام الله وأطلق سراحها بعد التحقيق لساعات، واعتقل السيدة "نادية يونس" شقيقة الأسير المحرر "كريم يونس" من الداخل المحتل وأطلق سراحها بعد التحقيق. كما اعتقلت السيدة "شهلة النجار" والدة الشهيد "مجاهد النجار" من سلواد شرق رام الله، وأطلقت سراحها بعد التحقيق، واعتقلت إلهام شوكة (54 عاما) والدة الأسير حسن شوكة من مدينة بيت لحم، ولا تزال تخضع للاعتقال و اعتقلت السيدة "ميساء شاهين" والدة الأسير "محمد فرارجة" من مخيم الدهيشة، وذلك أثناء زيارته له في سجن عوفر، وأفرج عنها بعد 5 أيام بكفالة مالية، بينما اعتقل السيدة "عبير أبو خضير " زوجة الأسير المحرر ناصر أبو خضير من شعفاط شرق القدس تم اقتيادها إلى التحقيق لساعات قبل الإفراج عنها. وأضاف الأشقر ان قوات الاحتلال أعادت اعتقال الطالبة ببرنامج الماجستير في جامعة بيرزيت والاسيرة المحررة "ليان كايد" من نابلس بعد اقتحام المنزل التي تقيم به في رام الله، وأفرجت عنها بعد 26 يوماً من التحقيق، وكانت أمضت سابقاً 16 شهراً في سجون الاحتلال. كما اعتقلت الشابّة التركية "أوزغيجان موتلو" (24 عاماً) قرب باب الرحمة في المسجد الأقصى ونقلها الى مركز تحقيق القشلة وأفرج عنها بعد ساعات شرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع. ولم تسلم النساء المريضات من الاعتقال ايضاً حيث اعتقلت السيدة رجاء علي كرسوع 48 عاماً من مخيم بلاطة شرق نابلس بعد اقتحام منزلها، وهي تُعاني من إعاقة حركية، ومشاكل صحية مزمنة، وافرجت عنها بعد 4 شهور من الاعتقال. كذلك اعتقلت قوات الاحتلال 5 قاصرات بينهن الطفلة راما رامي ابو عيشة 14 عاماً من الخليل اعتقلت على أحد الحواجز بالقرب من المسجد الابراهيمي، والفتاة "سجى عبد الرحمن جابر" 17 عام من منطقة البقعة شرق الخليل، وأفرج عنهما بعد التحقيق لأيام، واعتقلت الفتاة رحمة مناصرة (19 عامًا) على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس، واعتقلت الشابة أسماء أبوتكفة من رهط بالنقب بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن في القدس، واعتقلت السيدة اخلاص طمليه (32 عاما) من رام الله، أثناء قدومها إلى فلسطين عبر معبر الكرامة، بينما حولت الفتاتين "روضة أبو عجمية " من مخيم الدهيشة، و "سماح بلال عوض" من مدينة قلقيلية للاعتقال الإداري لمدة 4 شهور، بعد مرور أسبوع على اعتقالهم . وأشار "الأشقر" إلى، معظم حالات الاعتقال التي استهدفت النساء خلال النصف الأول من العام جرت في مدينة القدس المحتلة ووصلت الى (55) حالة، كما واصل الاحتلال استهداف المرابطات في المسجد الأقصى بالاعتقال حيث اعتقلت المرابطات خديجة خويص، وهنادي حلواني ورائدة سعيد، ونفيسة خويص أكثر من مرة خلال الستة شهور الماضية، وأفرج عنهم مقابل حبس منزلي وإبعاد عن البلدة القديمة كما اعتقل المربية "شذى محمود" مديرة مدرسة رأس العامود للبنين، بعد اقتحام المدرسة واقتادتها للتحقيق حول منشور لها على موقع الفيسبوك، والمقدسية دعاء السلايمة بعد الاعتداء على عائلتها عند حاجز قلنديا شمال القدس وأفرج عنها بعد ساعات بشرط الحبس المنزلي. ولم يكتفى الاحتلال باعتقال النساء والفتيات بل واصل التنكيل بالنساء عبر إصدار أوامر الإبعاد والحبس المنزلي حيث أصدرت الاحتلال 26 امر ابعاد لنساء مقدسيات عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، كذلك أصدر 9 أوامر بالحبس المنزلي، بينما لا تزال الصحفية المقدسية "لمى غوشة" تخضع للحبس المنزلي منذ الإفراج عنها قبل 10 شهور. وكشف "الأشقر" أن أعداد الأسيرات في سجون الاحتلال وصلت حتى لحظة إصدار هذا التقرير الى 31 أسيرة، 29 منهن يقبعن في سجن الدامون، بينما تقبع الأسيرتين "فاطمة شاهين" و "عطاف جرادات" في سجن الرملة، وسط ظروف قاسية، حيث كانت الأسيرة شاهين تعرضت لإطلاق نار لحظة اعتقالها، وأصيب فى منطقة العمود الفقري والبطن، مما أدى الى إصابتها بالشلل، وما زالت تعاني من آلام حادة مكان الإصابة يسبب لها أوجاع شديدة تحرمها من النوم، بينما تتواجد الأسيرة جرادات معها كمرافقة. منهن 14 اسيرة يخضعن لأحكام مختلفة، 8 منهن يقضين أحكاماً بالسجن فوق 10 سنوات، و 3 أسيرات يخضعون للاعتقال الإداري، والباقي لا زلن ينتظرن محاكمات، وتطرق الأشقر الى أوضاع الأسيرات خلال الشهور الماضية والتي وصفها بالقاسية حيث واصلت ادارة السجون انتهاكها لحقوق الأسيرات، وحرمانهن من كل مقومات الحياة، بما فيها حقهم في تلقي علاج للمريضات داخل السجن، واللواتي تتضاعف معاناتهم مع استفحال الأمراض في أجسادهن لعدم تقديم العلاج المناسب. كما تواصل انتهاك خصوصية الأسيرات بوضع كاميرات مراقبة في ساحة الفورة، حيث تضطر الأسيرات للخروج إليها وهنّ باللباس الشرعي، إلى جانب وضع الحمامات خارج الغرف ويسمح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج الى الفورة، ولا تزال تمنع دخول الأغراض الخاصة بالأشغال اليدوية، هذا عدا عن معاناة النقل في سيارة “البوسطة” التي تعتبر قطعة من العذاب وتسبب لهن التعب الجسدي والنفسي والإرهاق. كما تعاني الأسيرات من سياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية او الجريحات اللواتي أصبن حين الاعتقال، وفى مقدمتهن الأسيرة المقدسية "اسراء الجعابيص" حيث يواصل الاحتلال منذ سنوات رفضه إجراء عمليات جراحية ووظيفية ضرورية لها، كما تشتكي الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية بينهن. وطالب مركز فلسطين المؤسسات الدولية المعنية بشؤون المرأة، التدخل لحماية نساء فلسطين من جرائم الاحتلال وخاصة الاعتقال التعسفي دون مبرر قانوني.