الحدث-غزة-محمد مصطفى
أصابت الحيرة المواطن الأربعيني أحمد عاشور، حين استفسر عن أسعار اللحوم الحمراء الطازجة، والدجاج الحي، فصمت قليلاً، ثم توجه إلى إحدى المحال المخصصة لبيع اللحوم المجمدة بنوعيها.
عاشور واحد من مئات بل آلاف المواطنين الفقراء، ممن لا يستطيعون توفير اللحوم الحمراء و البيضاء طازجة لأفراد عائلته، نظراً لكلفة ذلك المرتفعة، في ظل حالة الفقر التي يعيشها.
غادر أحمد عاشور المحل المذكور، وفي يده عدة كيلو غرامات من الدجاج المقطع المثلج "جوانح"، عائداً إلى منزله، لتطهوها زوجته لأفراد العائلة ظهيرة الجمعة، وهو اليوم الذي عادة ما تتناول فيه العائلات الغزية وجبات دسمة.
وأكد عاشور لـ"الحدث"، أن الارتفاع الكبير والمتواصل في أسعار اللحوم الحمراء والدواجن، يحرم الكثير من العائلات من هذه الأطعمة الشهية، ويضعها أمام خيارات متواضعة.
وأوضح أنه للأسبوع الثالث على التوالي يضطر لشراء بقايا الدجاج المقطع، التي تصل من إسرائيل، مثل الجوانح والظهور، وهي في الغالب قطع لا تستهلك هناك، ويشتريها التجار الفلسطينيون بأسعار رخيصة.
وشهدت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاع ملحوظ في الأسواق المحلية، لأسباب لم يعرفها معظم المواطنين، ما أضاف أعباء جديدة على كاهل معظم العائلات الغزية، لاسيما مع الارتفاع المتواصل في أسعار الدواجن الحية.
بدائل رديئة
ولم يستطع المواطن أشرف مسعود، تحقيق رغبة أبنائه في وجبة شواء "كباب"، دسمة من لحوم عجل طازج، فالوجبة المذكورة وحسب تأكيده قد تكلفه 100 شيكل وربما أكثر، وهذا يفوق إمكاناته، وربما يكون على حساب أشياء أخرى.
مسعود وبعد تفكير سريع، قرر شراء كمية من اللحم المجمد، بعد أن أخبره البائع بإمكانية شويها إذا ما وضع عليها القليل من الدهن الطازج، والكثير من التوابل، والبقدونس الأخضر، فقبل رغم عدم اقتناعه كثيراً بالأمر.
وأشار إلى أنه بات يحمل هم يوم الجمعة، ويتعمد التوجه قبل بيوم إلى السوق، آملا بشراء دواجن أو لحوم رخيصة، قد تخفف عليه أعباء هذا اليوم، الذي يصر أبنائه على تناول وجبة دسمة خلاله.
لحوم الفقراء
ويقول البائع حازم إسليم، ويمتلك بقالة شرق مدينة رفح، إن اللحوم المجمدة، خاصة الدواجن المقطعة، هي بمثابة لحوم الفقراء، فأكبر وجبة منها لا تزيد تكلفتها على 20-30 شيكل، ومن الممكن أن يرضي بها الأب أبنائه وأفراد عائلته، وتغنيهم عن شراء الدواجن أو اللحم الأحمر الطازج.
وأوضح إسليم أنه تنبه لزيادة الطلب على هذا النوع من الدواجن واللحوم، فخصص لها قسم في بقالته، ووضع ثلاجة كبيرة، ليلبي رغبة الزبائن، إلى جانب بيعه الدجاج الحي.
وأشار إسليم إلى أن الإقبال على اللحوم المجمدة يتزايد أسبوع بعد أسبوع، خاصة بعد الإعلان عن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، واستقرار الدواجن على أسعار مرتفعة نسبياً.