بث محمد أبو طالب، الشاب الثلاثيني الكفيف شكوى عدم قدرته على القراءة لصديقه المبصر محمد نعمة الله، فتولدت من عتمة عينيه فكرة أول مشروع لمتطوعين مصريين معني بتوفير "كتب صوتية للمكفوفين".
نعمة الله، مؤسس المشروع، وهو شاب الثلاثيني يعمل مستشار تسويق إلكتروني، قال في كلمته خلال احتفال بالقاهرة بمناسبه مرور عام على انطلاق المشروع: "معاناة صديقي الكفيف لم تكن قاصرة عليه بل على كل المكفوفين في العالم؛ لذلك فكرت في تقديم يد العون لهم بطريقة عملية".
وأضاف أن المشروع يهدف إلى "توفير محتوى عربي صوتي يشمل أكثر من 120 ألف كتاب من كافة مجالات المعرفة؛ حتى يتسنى للكفيف أن يقرأ بأذنيه ما يروق له من كتب قديمة و حديثة".
وأوضح أن الفكرة تقوم على جعل هذه المحتوى الصوتي متاحا عبر شبكة الإنترنت لخدمة المكفوفين و ضعاف البصر وذوي الإعاقات البصرية المختلفة وحتى كبار السن ممن ليس لديهم قدرة على القراءة.
وأوضح أن المشروع الوليد "ينطلق من كون حق المعرفة والثقافة والتعلم غير مقتصر على المبصر فقط؛ وإنما هو حق أصيل للكفيف أيضا، وعلى المجتمع أن ينشط كي يصون لهذه الفئة حقها المهضوم في الثقافة والاطلاع".
وأكد أن المشروع تطوعي غير هادف للربح، ويقود أكتاف مئات المتطوعين من 32 دولة عربية أبرزها: مصر والسعودية والجزائر وتونس.
هدى لبيب، إحدى المتطوعات في المشروع أوضحت أن نشر الفكرة في كل أرجاء العالم العربي هي إحدى أبرز الأهداف التي يسعى المشروع إلى تحقيقها وهو على مشارف عامه الثاني .
هدى، الطالبة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، أضافت في حديث مع وكالة "الأناضول": "استمارة تسجيل المتطوعين متاحة عبر صفحتنا الرسمية على موقع فيس بوك، ومن خلال هذه الصفحة نقوم بعمل اختبار صوت للمتطوع، ونرسل له أي ملاحظات فنية، إن وجدت، ثم نقوم بتحديد اسم الكتاب الذي سيتولى تسجيله عبر أي جهاز تسجيل متاح له في المنزل، وليكن هاتفه المحمول".
ومضت قائلة: "عقب انتهاء المتطوع من تسجيل الكتاب، وإرساله لنا، يتولى متطوعو الهندسة الصوتية إجراء عمليات المونتاج عليه، كي يصبح منتجا جاهزا للعرض عبر مكتبتنا الصوتية على الإنترنت".
المتطوعة العشرينية لفتت إلى أن المشروع نجح حتى الآن في توفير أكثر من 300 كتاب و رواية عربية مسموعة، فضلا عن 150 كتابا آخر يعكف متطوعوا الهندسة الإذاعية على وضع اللمسات النهائية لعملية المونتاج كي يكونوا جاهزين للعرض.
و لفتت إلى أن الحساب الرسمي لمشروع الكتب الصوتية للمكفوفين على موقع "ساوند كلاود" يضم نحو ربع مليون مشترك، فضلا عن 9 آلآف مشترك بالصفحة الرسمية للمشروع على "فيس بوك".
يشار إلى أن حل مشكلة القراءة للمكوفوفين شغلت الكثير من الباحثين منذ القدم، وكانت "طريقة برايل" أول الجهود التي بذلك في هذا المجال لمخترعها الفرنسي لويس بريل، في القرن التاسع عشر الميلادي، وتعتمد على حاسة اللمس.
وفي يوليو / تموز 2014، تمكن علماء في "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا" بأمريكا من ابتكار جهاز قراءة رخيص الثمن يوضع في الإصبع للأشخاص الذين يعانون من ضعف في الإبصار.
ويلبس الجهاز الذى اطلقوا عليه "فينغر ريدر" كالخاتم في إصبع المستخدم، وهو مجهز بكاميرا دقيقة تمكّنها مسح النص، ويقوم برنامج خاص بتحليل الكلمات التي تمسحها الكاميرا، ويقرأها بصوت عال بمجرد وضع الإصبع على النص.