الحدث- Y.Net
تم تعيين تسيبي حوتوفيلي البالغة من العمر 36 عاما يوم الخميس المنصرم نائبة لوزير الخارجية في الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة نتنياهو، وبما ان التشكيلة الحكومية لا تتضمن وزيرا للخارجية، وحقيبة الخارجية لا تزال بيد رئيس الحكومة، فإن حوتوفيلي تعتبر ارفع مسؤولة دبلوماسية في إسرائيل.
انها الشخصية التي ستواجه الفلسطينيين في مختلف الساحات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، وهي التي ستتصدى للحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل التي تم تكتسب زخما متزايدا، وهي المكلفة بوقف التدهور في العلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي. حوتوفيلي مطالبة بأن توضح للعالم لماذا ترى إسرائيل لنفسها الحق في البناء خلف الخط الأخضر، ولماذا تعتقد الحكومة الإسرائيلية انه ما من شريك للسلام في الجانب الفلسطيني.
وليس سرا ان وزارة الخارجية الإسرائيلية والمجتمع الدبلوماسي الدولي على حد سواء يتوقعون شخصا ذا مواقف أكثر اعتدالا في هذا المنصب، شخصا تكون مواقفه مشابهة لنائب وزير الخارجية المنتهية ولايته تساحي هنغبي، الذي قدم نفسه على انه صوت الحكومة العقلاني في الأشهر الأخيرة.
ان تعيين حوتوفيلي في منصب كهذا في نظر رئيس الحكومة نتنياهو، قد يعني تولي كل المهام المناطة بوزير الخارجية إلا المفاوضات مع الفلسطينيين، وإنما المواجهات العديدة على الساحة الدولية.
هذا هو السبب في تعيين حوتوفيلي في هذا المنصب وهي التي تعتبر "أميرة" الوسط الصهيوني -المتدين، المعروفة بحدة لسانها، المعروفة بميولها اليميني التي تجيد اللغة الإنجليزية البليغة. ورأى نتنياهو انه سيكون من الأفضل في الوقت الحالي، ان تتولي وزارة الخارجية امرأة صهيونية متدينة تؤمن بالروابط التاريخية لشعب إسرائيل بأرض إسرائيل، شخصية تعارض أي تنازل عن الأراضي.
لقد عين نتنياهو في السابق، زئيف الكين، وهو مستوطن من غوش عتصيون (منطقة الخليل)، في منصب نائب وزير الخارجية. وأثار هذا التعيين عندها أيضا الاستهجان، لكن الكين فاجأ الجميع وأثبت أنه ذكي وعلى الرغم من حقيقة انتمائه الأيديولوجي، فقد كان قادرا على إدارة حوار بناء مع المجتمع الدولي واخماد عدد لا بأس به من "الحرائق" الدبلوماسية.
قال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى في حديثه لموقع Ynet: "إن تعيين حوتوفيلي هو بالتأكيد مؤشر على وجهة هذه الحكومة وهذه ليست سياستنا وليس ما كنا نود أن يحدث هنا. ولكن عليك أن تتذكر ان رئيس الوزراء هو وزير الخارجية وبقدر ما نشعر بالقلق، فإنه ملزم بحل الدولتين. بدورنا سنتعامل مع حوتوفيلي بأقصى قدر من الاحترام وسنمنحها الفرصة".
من ناحيتها قالت حوتوفيلي "أنا لا انوي إطلاق النار العشوائية". وتعد بإحداث تغيير كبير في طريقة شرح المواقف الإسرائيلية في العالم وبزيادة حضور إسرائيل في وسائل الإعلام العالمية، على حد قولها.
وتضيف حوتوفيلي: "اذا كنت شخصا قادما من الجناح اليميني، فهو يحمل معه مواقف قومية ووطنية - وفي نهاية المطاف هذه هي مواقف رئيس الوزراء نتنياهو". وتضيف: "ثمة تحديات وجودية تثير قلقنا - الإرهاب الدبلوماسي لبعض الدول في العالم التي ليست على استعداد للاعتراف بإسرائيل وعدم إدراك حقيقة أن دولة إسرائيل، باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، هي في الواقع مثيرة للاهتمام الدولي وليس مجرد الاهتمام الإسرائيلي. وهنا كثير من الأمل يترتب على ذلك وليس الخوف".
ما رأيك في أزمة العلاقات مع الولايات المتحدة وبماذا توصين لاصلاح هذه العلاقات ؟
علاقاتنا مع الولايات المتحدة ممتازة. قد تحدث خلافات بين البيت الابيض ورئيس وزراء إسرائيل. هذا ما حدث في الماضي كذلك. أنا لا أعتقد أن علينا ان نقلق بشأن الخلافات في الرأي بين القادة. هذا يتماشى تماما مع كوننا دولة مستقلة. كما اننا نمر بمرحلة استبدال قيادة الولايات المتحدة. أوباما على وشك الانتهاء من فترة ولايته. سيكون من المثير جدا أن نرى من سيدخل البيت الأبيض بدلا من بعده".
في ظل ظروف معينة، هل توافقين على إعادة أراض إلى الفلسطينيين؟
سأقتبس قول رئيس الوزراء في هذه المسألة – "ما من سيناريو نقبل فيه ان تتحول كل قطعة أرض تنسحب عنها إسرائيل إلى قاعدة للإرهاب. والتجارب السابقة تعلمنا أن اجلاء الاراضي ليس فقط لا تعزز السلام في المنطقة، بل في الغالب يعزز القوى المتطرفة التي ترفض وجود إسرائيل، وهناك عملية نزع للشرعية عن إسرائيل لا علاقة لها بالحدود، وانما بحقيقة ان الشعب اليهودي عاد إلى أرضه وإقام دولته هنا وسط منطقة العربية".
وأضافت حوتوفيلي انها تعتقد ان على إسرائيل ضم الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين المقيمين في هذه الأراضي جنسية جزئية. وقالت في الماضي: "أنا مع منحهم الحق في التصويت".
منصب نائب وزير الخارجية يتطلب استضافة العديد من القادة والوفود. كسيدة متدينة، هل ستصافحين الرجال؟
"ما من مشكلة في هذا وتعاليم شريعة الدين اليهودي لا ينهانا عما ليس فيه مساس بالأخلاق. فالشريعة تقول انه اذا مد احدهم يده للمصافحة فعليك ردها. وتضيف ان الامر هنا يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية، وهذا امر مختلف. ان هذه اعراف دولية، وليس لها أن تتجاوز كون علاقات مهنية بموجب العمل".