السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كيف أثرت "التعديلات القانونية" على سلاح الجو الإسرائيلي بشكل قاتل؟

2023-08-14 09:02:59 AM
كيف أثرت

ترجمة الحدث

أدى الاحتجاج الذي تقوده شريحة كبيرة من الإسرائيليين ضد التعديلات القانونية التي تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو إلى أزمة حقيقية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان أحد أهم مظاهرها موجة من التهديدات من قبل جنود الاحتياط، بمن فيهم كبار الضباط، بالتوقف عن التطوع في الجيش، وقد نفذ البعض بالفعل التهديدات. 

في مقابل هذا التهديد، هناك نشاط مستمر في القيادة العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي لاحتواء الأزمة، خوفا من الإضرار بالاستعداد والكفاءة العملياتية والعواقب المترتبة على نموذج "جيش الشعب" وهو النموذج الذي تبناه دافيد بن غوريون في مطلع خمسينيات القرن الماضي.

في هذه المرحلة، تفيد وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تركيز المستويات السياسية والعسكرية ينصب على الأزمة القائمة داخل سلاح الجو وأجهزة المخابرات، وأوضح مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي لموقع والا العبري أنه ليس من قبيل المصادفة أن ينصب التركيز على سلاح الجو وقسم المخابرات، فهذه مجموعات نوعية متجانسة على عكس القوات البرية.

وتشير المعلومات التي نشرتها مصادر إسرائيلية إلى أن مقر العمليات التابع للقوات الجوية تضرر بشكل كبير بسبب امتناع الضباط الاحتياط عن التطوع في الخدمة العسكرية، وهذا المقر هو الذي يخطط وينشّط في حالة الطوارئ جميع مراحل جمع المعلومات الاستخبارية وتحديد مواقع الأهداف والتخطيط لها ومهاجمتها. 

ويعتمد مقر العمليات التابع للقوات الجوية على جنود احتياط قدامى، بعضهم تتراوح أعمارهم بين 55 و 60 عامًا، يتمتعون بخبرة عالية، بما في ذلك الطيارون السابقون. في هذه المرحلة، أعلن المئات منهم أنهم لن يأتوا للخدمة الاحتياطية، وسيكون التأثير العملي لهذه الخطوة واضحًا في الحرب وحالات الطوارئ المختلفة، وإذا نفذ المئات من أفراد مقر العمليات في الاحتياط تهديدهم، فسيكون سلاح الجو مشلولًا تقريبًا.

وفي ما يتعلق بأسراب الطيران المقاتلة، وكذلك المسؤولة عن النقل والهجوم والاستخبارات والمراقبة والسيطرة والتزويد بالوقود، يختلف الوضع من سرب إلى آخر، فبعضها تعرض لحالة شلل، وبعضها نسبة الضرر فيه لا زالت معقولة، لكنها قد تصبح كبيرة إذا ما استمرت الاحتجاجات على التعديلات القانونية.

أما فيما يخص الطائرات بدون طيار، فإن مشغليها بعضهم غائب عن التدريب أو الأنشطة التشغيلية، وتكشف مصادر عسكرية لموقع والا أنه في الوقت الحالي، يتم التغطية على تأثير احتجاجاتهم، لكن من الضروري معرفة أنه لا يوجد نشاط عملياتي بدون طائرات بدون طيار، مع مرور الوقت سيكون هناك أضرار جسيمة للنشاط العملياتي.

وبحسب مراقبين إسرائيليين، فإن أكبر ضرر أصاب القوة الجوية هو التماسك وسمعتها وقدرتها على الردع ضد الدول والتنظيمات المعادية، ولعقود من الزمن تمتعت القوات الجوية بدعم الجمهور الإسرائيلي وتقديره، لكن اليوم هي محل انتقاد خصوصا في ظل التوتر بين الأطقم الجوية في الاحتياط والأطقم الأرضية  الذين يختلفون حول الانتقادات الموجهة للحكومة واستخدام أسماء الأسراب لأغراض الاحتجاج.