الحدث- الأناضول
لا يتعدى متوسط معدل القراءة في العالم العربي ربع صفحة للفرد سنويا، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر (حكومية).
وفي المؤتمر السنوي للجنة الكتاب والنشر الذي ينتهي اليوم الاثنين، بعد يومين من المناقشات، تم توزيع نتائج دراسة قامت بها اللجنة وخلصت إلى أن متوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد الواحد سنويا.
وقال عبدالكريم محمود عضو اللجنة في كلمة خلال المؤتمر: "متوسط القراءة عربيا ربع صفحة للفرد سنويا، بينما تصل معدلات القراءة في أمريكا إلى 11 كتابا للفرد سنويا وفي بريطانيا إلى سبعة كتب للفرد، ما يظهر مدى التدني الذي وصلت له معدلات القراءة في الوطن العربي، وفقا لأحدث الدراسات التي تتبناها اللجنة لقياس مجال الإقبال على القراءة".
والدراسة التي قامت بها اللجنة تشير إلى نتائج مماثلة خلصت إليها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) العام الماضي، أوضحت أن نصيب كل مليون عربي لا يتجاوز الـ30 كتابًا، مقابل 854 كتابًا لكل مليون أوروبي، أي أن معدل قراءة الشخص العربي ربع صفحة في السنة مقابل معدل قراءة كبير للفرد الأمريكي الذي يصل إلى 11 كتابًا في العام الواحد.
ووفقا لدراسة لجنة "الكتاب والنشر"، فإن العالم العربي ينشر 1650 كتابًا سنويًا بينما تنشر الولايات المتحدة وحدها 85 ألف كتاب سنويًا.
محمود ألقى الضوء في المؤتمر الذي حمل شعار "إنقاذ صناعة النشر في مصر" على المشكلات التي تواجه صناعة النشر قائلا: "عدد المكتبات لا يتناسب مع الكثافة السكانية إذ يبلغ عددها في مصر 1760 مكتبة، فضلا عن إهدار حق المؤلف من خلال الاستغلال غير القانوني لمؤلفاته عن طريق نسخها أو تصويرها ضوئيا".
وبدوره، قال أحمد رشاد عضو اتحاد كتاب مصر إن إهمال البيع الإلكتروني للكتب أحد أهم أسباب تراجع معدلات القراءة في العالم العربي. ومضى موضحا في كلمته بالمؤتمر: "البيع الإلكتروني ما زال يحبو في العالم العربي لعدة أسباب، أبرزها عدم وجود قوانين تنظم عملية البيع الإلكتروني كما هو الحال في الكثير من دول العالم، وعدم ثقة الكثير في الشراء باستخدام كروت الائتمان، فضلا عن أن غالبية الأنظمة الخاصة بالدفع عند الشراء الإلكتروني غير معربة".
واختتم حديثه بالتأكيد أن اتساع ثقافة الكتاب الإلكتروني من شأنه حل مشكلتين رئيستين: الأولى، هي أن توزيع دور النشر والمكتبات غالبا ما يتركز في العواصم والمدن الكبيرة في حين أن الكتاب الإلكتروني يصل لأي شخص في أي مكان؛ أما الثانية، فتتعلق بارتفاع أسعار الكتب إذ إن أسعار الكتب الإلكترونية تكون أقل بنسبة تتراوح بين 30% و40%.