الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

السينما الغربية في خدمة السردية التوراتية المزورة بقلم: نبهان خريشة

2023-08-21 09:04:36 PM
السينما الغربية في خدمة السردية التوراتية المزورة بقلم: نبهان خريشة

 

 

شاهدت مؤخرا فيلم (الخروج: آلهة وملوك)، الذي صدر في العام 2014، إذ يتناول مخرجه وكاتب سيناريو الفيلم قصة النبي موسى، كما وردت في (سفر الخروج) في العهد القديم: ولادته وإنقاذه وهو رضيع، مرورا بتبني الأسرة الحاكمة له، وتحديه للملك رمسيس الثااني لاحقا، مرورا بما فعله رب اليهود بشعب مصر من إبتلاءات، كالضفادع والدم والجراد والبَرَد .. الخ، وصولا الى قيادته لشعبه في الخروج من مصر واجتيازهم البحر، وابتلاعه لرمسيس وجنوده .. الخ

هذا الفيلم، يعيد للأذهان كيف أستثمرت الحركة الصهيونية السينما منذ السنوات الأولى لإختراعها، بحيث أوصت في مؤتمرها الأول، الذي عقد في بازل / سويسرا عام 1897،   بتسخيرها لخدمة هدفها بإقامة وطن لليهود في فلسطين. وفي العام 1902 مولت الحركة الصهيونية إنتاج اول فيلم دعائي، عن أن فلسطين أرض الميعاد، واستمرت في استخدام السينما لجذب المستوطنين اليهود، وتحديدا من الدول الغربية في العشرينيات والثلاثينييات، كما وظفت في الأربعينيات الهولوكوست، الذي ارتكبته النازية ضد اليهود، للحصول على تعاطف الرأي العام الغربي، لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

وبعد تأسيس إسرائيل عام 1948، بدأت استوديوهات هوليوود فى إنتاج المزيد من الأفلام عنها، لتقديرها بوجود فرصة لظهور سوق توزيع جديدة. وخلال الخمسينيات من القرن الماضى، عرضت الحكومة الإسرائيلية على الاستوديوهات الأمريكية حوافز ضريبية سخية، وتعاونا لوجستيا مكثفا، للقدوم والعمل والتصوير فى إسرائيل، كما انجذب صانعو الأفلام أيضا الى مواقع تصوير"أصلية" للملاحم التوراتية ، كأفلام: سيف فى الصحراء 1949، والمشعوذ 1953، والخروج 1960.   

وبالعودة الى فيلم (الخروج: آلهة وملوك)، الذي كلف إنتاجه 150 مليون دولار، فإن كاتب سيناريو الفيلم إدعى أن اليهود هم من بنوا الأهرامات بالسخرة، الا أن دراسة صدرت عن المركز القومى المصري للبحوث الانثروبولوجىة، تضمنت دراسة طبية وتحليلية للهياكل العظمية لبناة الاهرام، من العمال والمهندسين والمشرفين علي العمل، الموجودة بالمقبرة الخاصة بهم في منطقة الاهرامات،  أثبتت أنهم جميعا من قدماء المصريين خلال فترات حكم الأسرالملكية المصرية المختلفة.

وعلى الرغم من وجاهة ما طرحه ويطرحه كتاب ومفكرين عرب، مثل فاضل الربيعي وأحمد داود وفرج الله ديب، ومن قبلهم كمال الصليبي وغيرهم، بأن اليهودية نشأت في جنوب الجزيرة العربية وتحديدا في اليمن، وأن الإستشراق التوراتي والآثاريين التوراتيين، زوروا التوراة لخدمة الحركة الصهيوينة، وأسقطوا جغرافية جنوب غرب الجزيرة العربية، على جغرافية فلسطين لإستعمارها. ورغم وجاهة هذا الطرح الا السردية التوراتية المزورة هي المهيمنة ، لأن خمسة اسفار منها بما فيها سفرالخروج، تعد جزءً من المعتقد المسيحي، الذي يدين به أكثر من مليارين وخمسمائة مليون شخص حول العالم، ناهيك عن أن نحو ملياري مسلم، يعتقدون بصحة بما تسرب الى تراثهم الديني من إسرائيليات، ويعتبر معظمهم ان اي سردية مضادة تجديف..