السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في العدد 39: "تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين: واقع وتحديات" عنوان مؤتمر عقد في جنين

خبراء وباحثون دوليون: المؤتمر شكل لنا نافذة لمعرفة حقيقة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وواقعه

2015-05-19 01:08:19 AM
في العدد 39:
صورة ارشيفية
 
الحدث - رائد أبو بكر 
 
  • المؤتمر أخذ صبغة أكاديمية سياسية اقتصادية يسلط الضوء على محاور عدة.
  • المؤتمر تطرق إلى قضايا لب الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ودور المجتمعات والقانون الدولي في تحويل الصراع.
  • توصية بإنشاء مدرسة فكرية لتعزيز مجالات البحث في موضوع تسوية الصراع حتى لا يتحول إلى عمل موسمي سنوي بل لتعزيز الأوراق البحثية التي تقدم في المؤتمر من خلال عمل بحثي متواصل.
شارك العشرات من خبراء وباحثين وأكاديميين دوليين، من الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وتركيا، ونيجيريا، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيرلندا، والباكستان، وإيطاليا، إلى جانب خبراء وباحثين فلسطينيين في المؤتمر الدولي الثاني نظمته الجامعة العربية الأمريكية في جنين، يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 5و6/5/2015، تحت عنوان "تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين: واقع وتحديات"، حيث أكد المشاركون الدوليون على أهمية المؤتمر الذي شكل لهم نافذة في معرفة حقيقة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وواقعه.
واعتبروا أن مشاركتهم فرصة مثالية لعرض أفكارهم، والتعرف على الباحثين الفلسطينيين في وسط علمي أكاديمي مليء بالأفكار والمواضيع، التي تشترك في هدف واحد، هو الطموح في بناء سلام عادل يعم المنطقة.
 
هدف المؤتمر إيجاد مساحة فكرية
 أخذ المؤتمر صبغة أكاديمية سياسية اقتصادية، يهدف، كما يقول مقرر لجنة المؤتمر ونائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية الدكتور مفيد قسوم، لإيجاد مساحة فكرية تسلط الضوء على محاور قضايا لب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والقانون الدولي ودوره في تحويل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والصراع غير المتكافئ بين إسرائيل والفلسطينيين، مؤكداً أن المؤتمر حقق نجاحات على الصعيد المحلي والدولي، وبالتالي مواصلة الطريق الذي بدأته الجامعة لتأسيس فكر فلسطيني شجاع قادر على إيصال الرواية الفلسطينية، وإقناع العالم بعدالة القضية.
وأضاف، أن المؤتمر كان فرصة للاستفادة من رؤانا الفردية والجماعية لتحقيق السلام في فلسطين، والعمل على محاصرة دائرة الشر، وتجنب الحرب والصراع، ومكافحة التشاؤم بتفاؤل الإرادة التي أصبحت متجذرة في عقول ووجدان جميع من يناضلون من أجل الحرية والسلام والعدالة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الفلسطينيين أنفسهم.
بدوره قال رئيس الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس: "إن المؤتمر الدولي الثاني قد تحول إلى تقليد سنوي يندرج تحت سياق الحقل المعرفي، لتسوية الصراعات وبناء السلام، الذي بادرت إليه الجامعة وكانت السباقة ليس فلسطينياً وحسب بل على صعيد الوطن العربي برمته".
صحيفة الحدث تركز في هذا التقرير على بعض المواضيع التي نوقشت خلال المؤتمر:
 
اشتية: لا بد من مؤتمر دولي لإنهاء الاحتلال
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الأمريكية الدكتور محمد اشتيه طالب بمؤتمر دولي للسلام يهدف لإنهاء الاحتلال، تكون مرجعيته القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وأن يكون بديلاً لطاولة المفاوضات الثنائية، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يواجهون الاحتلال سياسياً واقتصادياً وقانونياً، وذلك من خلال التوجه الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على قرار لإنهاء الاحتلال خلال فترة زمنية والاعترافات السياسية بفلسطين، واقتصادياً بدعوة العالم لمقاطعة إسرائيل اقتصادياً، وقانونيناً بمحاسبة إسرائيل في المحاكم الدولية بما فيها الجنائية الدولية.
وقال اشتية إن "إسرائيل تريد حسم عدة قضايا لقتل الدولة الفلسطينية، أولها في القدس، حيث أحاطتها بجدار فاصل، جعل 125 ألف فلسطيني خارج أسوار القدس، من أجل تهويد المدينة، وألا يزيد عدد الفلسطينيين عن 19% من السكان مع عام 2020، كما أن إسرائيل تريد السيطرة على منطقة الأغوار الفلسطينية، والتي تشكل 28% من الضفة، بالإضافة إلى أن المنطقة (ج) وتشكل 62% من الضفة تريدها إسرائيل للاحتياطي الاستيطاني لتعزيز برنامج حكومة المتطرفين، عدا عن فصل قطاع غزة عن الدولة الوطن، وإخراجه عن الجغرافيا الفلسطينية ".
 
البروفيسور ألب: لا يمكن تصدير الديمقراطيات عبر نقلها في الطائرات العسكرية
مدير مركز الثقة والسلام والعلاقات الاجتماعية في جامعة كوفنتري البريطانية البروفيسور ألب أرسلان تساءل: لماذا نفشل في بناء السلام؟ ويجيب: "تفشل 40% من عمليات بناء السلام في العالم بعد 3 سنوات من إطلاقها، وتفشل 60% من عمليات بناء السلام بعد 5 سنوات، والسبب هو عدم حل المشاكل الأساسية، لأن التمويل الدولي لدعم جهود السلام، يذهب إلى قضايا بعيدة عن احتياجات السكان على أرض الواقع والمتمثلة ببناء العائلات، والعمل لتطوير حياة الأفراد".
وأضاف: "ما يجري من عمليات تصدير الديمقراطيات عبر نقلها من طائرات ومن خلال الجنود إلى السكان، أمر أثبت فشله وخلق جواً عاماً من عدم قبول المجتمعات لهذه المفاهيم، وأن العالم يتعامل مع عمليات بناء السلام مثلما تعامل مع سفينة التيتانيك، حيث بنوا عليها توقعات كبيرة وعالية ولم يتحسبوا للأمور التي يمكن أن تحدث لها، فاصطدمت بجبل الجليد في المحيط وغرقت، وهو كما يحدث في عمليات بناء السلام التي يتوقع منها القائمون عليها النجاحات الباهرة لكنهم يفشلون لكونهم لا يضعون في اعتبارهم أشياء في صميم نجاح عمليات بناء السلام".
وأكد أن القائمين على عمليات السلام لا يعرفون من أين تأتي المشاكل والمعيقات وهو نوع أسماه "السلام السلبي"، مشيراً إلى ضرورة إعداد استراتيجيات خاصة بالسلام، شريطة أن تكون ضمن علاقة تكاملية بين الديمقراطية واقتصاد السوق بهدف استدامة بناء السلام في مناطق النزاعات.
وأضاف البروفيسور ألب، أن هناك مشاكل كثيرة في عمليات بناء السلام مرتبطة بالتمويل من ناحية، ووجود أجندات دولية خاصة من ناحية أخرى، فهناك مؤسسات تعمل باسم السلام لكنها لا تؤمن بالسلام ولا تعمل له، كالسلام الليبرالي والاقتصاد القائم على اقتصاد الحرب الذي يعمل على استمرار الصراعات لأغراض تجارية حيث يجني المستفيدون منه أرباحاً كبيرة.
وطالب بضرورة تبني مفاهيم جديدة في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، مشيراً إلى أن مصطلح حل الصراع أصبح ضيقاً ولا يحل المشاكل، إنما يقوم على تحويل الصراع لمساحات أخرى، وأوضح أنه علينا تخطي المفاهيم المسيطرة علينا وإنجاز فهم جديد للصراع بحيث لا نعيد ونكرر ذات الأخطاء والبحث عن طرق مختلفة للتفكير في السلام وبنائه.
 
جون: يجب التخلي عن المسلمات التاريخية وبعض القناعات الدينية التي تجعل من السلام خياراً بعيداً
البروفيسور الأمريكي جون بال قدم ورقة بعنوان "ما بعد التوحيد الإبراهيمي والحوار: الأدوار الجديدة المحتملة للدين في تحويل الصراع في فلسطين"، وأكد على ضرورة التخلي عن المسلمات التاريخية وبعض القناعات الدينية التي تجعل من السلام خياراً بعيداً، ويجب أخذ منهج تأويلي للنظر في النصوص الدينية حيث يمكن ذلك أن تلعب دوراً في التخفيف من حدة الصراع.
وأوضح، من أجل الوصول للسلام علينا التضحية والتنازل عن بعض الطقوس الدينية، مثل التشدد والأصولية، للوصول إلى مشتركات بين الأديان تحقق السلام، مشدداً على أهمية التركيز على قواعد بناء السلام والتي من ضمنها تأمين الاحتياجات الأساسية للناس والعمل على استدامتها على أساس العدالة.
 
أيما: وسائل إعلام دولية تركز على تغطيات تتوافق مع سياسات الدولة
الدكتورة أيما هود المحاضرة في كلية الإعلام في جامعة كوفنتري البريطانية قدمت ورقة بعنوان "دور الإعلام الدولي في تحويل الصراع"، أشارت فيها، أن وسائل الإعلام الدولية تفرض قيوداً ما يجعل من تغطيات الصراع في الشرق الأوسط منحازة وغير قادرة على حل الصراع، موضحة، أن كل وسيلة إعلام دولية وخاصة الروسية والفرنسية والبريطانية غالباً ما تركز على تغطيات تتوافق مع سياسات الدولة، وتركز على الخوف من الإسلام ولا تقدم ما يدفع بالتسامح ونقل صور حقيقية لأطراف الصراع، إضافة إلى عدم إظهار الصورة الإنسانية للضحايا.
 
لوسي: الأطفال الفلسطينيون يفتقدون للعدالة الاجتماعية
المحاضرة في إحدى الجامعات البريطانية الدكتورة لوسي رويال داوسن ركزت في بحثها بعنوان "نحو الالتزام بمعايير حقوق الإنسان الدولية تحت الاحتلال: الحق في التعليم العالي" عن الأطفال الذين يعيشون في بيئات الصراع ويفتقدون للعدالة الاجتماعية، ودار بحثها عن دراسة مجموعتين من الأطفال الفلسطينيين، ستة طلبة من مدرسة خاصة في رام الله، وستة آخرين من مدرسة في مخيم عايدة في بيت لحم، وخلص بحثها، إلى أن الأطفال في المدارس الفلسطينية يشعرون بعدم الاهتمام من قبل المسؤولين، في وقت لا يستطيعون التعبير عن رأيهم، مؤكدة على ضرورة استماع المجتمع المتأثر بالعنف للأطفال وتقبل وجهات نظرهم، مما يساعد على تعزيز قدراتهم في تحقيق السلام، ويقودهم مستقبلاً أن يكونوا قادة المجتمع.
 
أورلي: عدم انتشار أفكار مقاومة الاستهلاك يؤثر سلباً على تحويل الصراع
 أورلي بركيرهوف طالبة الدكتوراة في مركز دراسات الثقة والعلاقات الاجتماعية في جامعة كوفنتري بحثت في موضوع ثقافة الاستهلاك، حيث رأت أن انتشار ثقافة الاستهلاك يؤثر على وضع الاستراتيجيات المتبعة لمقاومتها، وتعمل في تجزئة المستهلكين، وتشتيت المجتمع، وهو ما يخلق عدم تحقيق العدالة الاجتماعية وبالتالي يصبح التكافل الاجتماعي صعباً.
 
سعيد: انضمامنا لمحكمة الجنايات خطوة في الطريق الصحيح لكن سنواجه معيقات
الدكتور سعيد أبو فارة المحاضر في كلية الحقوق في الجامعة العربية الأمريكية قدم ورقة بحث، حول الآثار القانونية المترتبة على انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، معتبراً ذلك خطوة في الطريق الصحيح يهدف لمعاقبة المجرمين الإسرائيليين، ووضع المجتمع الدولي في مواجهة مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه خرق إسرائيل لمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
وأضاف، لكن هناك معيقات قد تواجه الفلسطينيين عند اللجوء إلى المحكمة، أولها أن مجلس الأمن يحق له تأجيل قضية مرفوعة للمحكمة مدة 12 شهراً، أما المعيق الثاني، وهو أن إسرائيل حالياً تقوم بتحقيقات مع جنودها وهذا أمر قد يمنع المحكمة الجنائية الدولية من فتح تحقيق مباشر في الجرائم، بينما المعيق الثالث، وهو أن إسرائيل فتحت خطوطاً دبلوماسية لعقد اتفاقيات ثنائية مع الدول الأطراف في المحكمة الأمر الذي يعيق مجرى التحقيقات.
وأكد على إلزامية العدالة الجنائية الدولية ملاحقة مرتكبي الجرائم ذات الطابع الدولي، والتي أشارت إليها المادة 5 من نظام روما الأساسي، وكذلك حق فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة في الانضمام إلى ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية.
 
هيلاري: 700 طفل تمت محاكمتهم العام الجاري دون أي تهمة وهذا مخالف للاتفاقيات الدولية
 
ناقشت الدكتورة هيلاري كيبنز من الولايات المتحدة الأمريكية ورقة بحث حول انتهاكات إسرائيل القانون الدولي وذلك خلال معاملتها السيئة مع الأطفال الفلسطينيين، موضحة أن هذا يؤثر على ديمومة الصراع، وأشارت في دراسة لها إلى أن 700 طفل اعتقلوا وحوكموا أمام محاكم عسكرية خلال العام الجاري، مؤكدة على أن أغلب المحاكم غير شرعية، وأوضحت أن 99% من الأطفال تعرضوا للتعذيب بينما 80% اعترفوا بجرائم لم يرتكبوها ووقعوا على أوراق باللغة العبرية دون أن يفهموا ما فيها، عدا عن العنف والتقييد وحرمان وصول الغذاء والماء لهم وكل ذلك مخالف للاتفاقيات الدولية والإنسانية.
 
بشير: السياسات الإسرائيلية تدفع بالفلسطينيين لنسيان تاريخهم
الدكتور بشير بشير باحث من القدس قدم ورقة بعنوان "تحييد التاريخ في المجتمعات شديدة الانقسام"، رأى فيها أن السياسات الإسرائيلية تحاول وتدفع بالفلسطينيين لنسيان تاريخهم، حيث يقولون دائماً "لا يهم التاريخ ودعونا نركز على المستقبل"، مستدلاً بذلك عدم وجود ذكر للنكبة مثلاً في أي بند من بنود اتفاقية أوسلو، موضحاً، أن هذا مؤشر على الرغبة الإسرائيلية بصفتها الطرف المنتصر على تهميش التاريخ الفلسطيني.
 
أيمن: من الضروري نشر ثقافة المقاومة الشعبية اللاعنيفة لأنها الخيار الأفضل
أكد البروفيسور أيمن يوسف من الجامعة العربية الأمريكية على ضرورة نشر ثقافة المقاومة الشعبية اللاعنيفة بصفتها الخيار الأفضل في هذه المرحلة، وذلك خلال بحثه بعنوان "المقاومة الشعبية اللاعنيفة جزء جوهري من الاستراتيجية الفلسطينية لتحويل الصراع مع دولة الاحتلال"، موضحاً أنه في ظل الواقع العربي يمكن لإسرائيل أن تسحق الفلسطينيين في حال اعتماد خيار المقاومة المسلحة، حسب تعبيره، مشدداً على أهمية أن تصبح المقاومة الشعبية استراتيجية وطنية ممتدة وليس فعلاً موسمياً إعلامياً.
 
التفكجي: إسرائيل تستخدم قوانين التنظيم والتخطيط ضمن أساليب عصرية ظاهرها التطوير وباطنها التطهير العرقي
قدم الدكتور خليل التفكجي الباحث في شؤون القدس ورقة بحث عنوانه "السياسات الإسرائيلية تجاه القدس"، خلاصة سنوات من المعاناة والسياسة غير المعلنة باستخدام قوانين التنظيم والتخطيط وضعت عام 1972، من أجل الضبط السكاني ضمن أساليب عصرية ظاهرها التطوير وباطنها التطهير العرقي، وخاصة بعد أن واجهت إسرائيل إدانات عالمية وقرارات تدين الواقع على الأرض واستنكارات بتغير الواقع الجغرافي، لجأت حكومة الاحتلال وذراعها التنفيذي "بلدية القدس" إلى وضع المخططات الهيكلية المسمى ب(القدس 2000)، وهو أسلوب عصري يحقق الهدف الإسرائيلي دون أن يكون هنالك ردات فعل دولية ، وهو ما تحقَق مع مرور السنوات، عندما أصبحت الأراضي الفلسطينية التي كانت أحتياطي للبناء المستقبلي للأجيال الشابة، قد وضعت تحت تصرف المستوطنين وتم بناء (15) مستوطنة داخل حدود بلدية القدس وتم بناء (58) ألف وحدة سكنية  سكنها أكثر من (200) ألف مستوطن.
وأضاف، البناء بالقدس أصبح الآن يعتمد اعتماداً كلياً على تعليمات الخارطة الهيكلية، والتي تهدف إلى تحويل الأحياء الفلسطينية إلى أحياء مكتظة بالسكان ، وأصبح البحث عن شقة مناسبة للعيش هو حديث الموسم في المجتمع المقدسي، بالإضافة إلى غياب المؤسسات العامة في هذه الأحياء، وفي نفس الوقت هناك مشاريع لإقامة مستوطنات جديدة وتوسيع القائم منها.
 
ماذا قالوا عن المؤتمر؟
برايان: يجب أن يكون للفلسطينيين مدرسة فكرية تتعامل مع الصراع
أكد المحاضر في إحدى الجامعات الأمريكية الدكتور برايان فردريك على ضرورة وجود مدرسة فكرية للفلسطينيين تتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي لأهمية دراسته وفهمه، مما يسهل التعامل مع الصراع وحلَه أو تحويل مساره، والمؤتمر الدولي الثاني، الذي عقد على أرض فلسطين، يأتي في هذا السياق، معتبراً أن أفضل مكان لتأسيس مدرسة فكرية عن الصراع هو فلسطين، بصفتها المكان المثالي لهذه المدرسة، كما أنها المنطقة التي تشهد أطول صراع في الفترة الحالية.
 
هيلاري: انطلاق المؤتمر من جامعة فلسطينية مهم ليكون منصة لإطلاق الرسائل إلى العالم
من جانبها، قالت الدكتور هيلاري كيبنز من الولايات المتحدة الأمريكية: "انطلاق المؤتمر الدولي من قلب فلسطين مهم جداً، حيث كان منصة لإطلاق أصوات الفلسطينيين ورسائلهم إلى العالم بما يخدم قضيتهم"، وأضافت: "لقد زرت فلسطين عدة مرات وفي كل مرة أفهم القضية الفلسطينية بشكل أكبر، والمؤتمر الدولي الثاني جعلني أكثر فهماً ومعرفة بالقضية".
 
بريفان: المؤتمر أعطى مساحة لعرض الأفكار عن الصراع وتكوينها
المحاضرة في جامعة كادر هاس التركية الدكتورة بريفان جوكسيناي قالت: "المؤتمر أعطى مساحة كبيرة لعرض الأفكار عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتكوين أفكار جديدة، ومشاريع بحثية عند العديد من الباحثين المتطلعين لمعرفة المزيد عن الصراع"، موضحة أن المؤتمر كان منصة لعرض بحثها الخاص بالقضية الفلسطينية، ومعرفة المزيد عن القضية من خلال سماع أفكار الباحثين الفلسطينيين، ومشاهدة ما يحدث على أرض الواقع.
 
ماريسا: المؤتمر يلعب دوراً كبيراً في تسليط الضوء على قضايا مهمة تتشاركها الناس حول العالم
رأت الايرلندية الدكتورة ماريسا ماكلنشي، وهي زميل باحث في جامعة كوفنتري، أن المؤتمر فرصة جيدة لالتقاء الباحثين المهتمين في قضايا الصراع والسلام، كما أن المؤتمر يلعب دوراً كبيراً في تسليط الضوء على قضايا مهمة من جنسيات مختلفة، وقضايا تتشاركها الناس حول العالم، وأضافت قائلة: "أنا كإيرلندية أمتلك قضية تشبه القضية الفلسطينية، وفرصة وجودي في المؤتمر التعرف على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على صعيد شخصي".
 
ايما: مشاركتي في المؤتمر تعني لي الكثير لأرى الصراع بعيوني وليس من خلال وسائل الإعلام التي لا تقدم صوراً كاملة
وترى المحاضرة في كلية الإعلام في جامعة كوفنتري الدكتورة إيما هيود، أن المؤتمر غني بالمعلومات، فموضوع الصراع كحقل معرفي مهم للغاية، موضحة، أن زيارتها الأولى لفلسطين، تعني لها أنها ترى الصراع بعيونها، يختلف كلياً عما تراه من خلال وسائل الإعلام، التي لا تقدم صوراً كاملة عن الواقع في فلسطين.
 
التوصيات
أكد المشاركون على استمرارية المؤتمر، يعقد سنوياً، وضرورة إنشاء مفرزة فكرية لتعزيز مجالات البحث في موضوع تسوية الصراع حتى لا يتحول إلى عمل موسمي سنوي، بل الهدف هو تعزيز الأوراق البحثية التي تقدم في المؤتمر من خلال عمل بحثي متواصل، ويكون مقرها في الجامعة العربية الأمريكية، وتخصيص جلسة من جلسات المؤتمر القادم لصناع القرار وصناع الرأي الفلسطيني، مع أهمية أن يكون المؤتمر منصة تستوعب النشطاء الميدانيين والأكاديميين والسياسيين تحت سقف واحد، والعمل بحثياً على استكشاف مقاربات ومناهج جديدة مبدعة لتحويل الصراع والعمل على مساحات جديدة في تحويل الصراع مثل الآداب والفنون والرياضة، وأهمية تواصل الجامعة في توفير منصة للحوار العلمي البحثي بين أصحاب الشأن الفلسطيني، وتخصيص محور في المؤتمر القادم لتقديم نقاش أوسع بين الأكاديميين حول "إسرائيل" ومجتمعها، والعمل على تجذير وضع المقاومة الشعبية الفلسطينية ضمن استراتيجية فلسطينية تضم كل شرائح المجتمع، وتحاول العمل على الخروج برؤية مستقبلية بهذا الشكل من النضال، مع ضرورة توثيق تجارب نشطاء المقاومة الشعبية في مختلف المواقع ضمن رؤية منهجية وعلمية.