ترجمة الحدث
اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه على الرغم من إقالة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، التي التقت سراً بوزير الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين، إلا أنه من السابق لأوانه الحكم على فشل محاولات التواصل بين الطرفين، والتي استمرت لفترة طويلة.
وفق الصحيفة، فإن مصلحة طرابلس في التقرب من إسرائيل، ومن خلالها إلى الغرب، لم تختف، وعاجلاً أم آجلاً سيعود الطرفان إلى التواصل، لكن الرسالة التي نقلتها الولايات المتحدة أمس الاثنين للإسرائيليين في لقاء بين كوهين ونائبة السفير الأمريكي في إسرائيل والقائمة بأعماله، ستيفاني هاليت، كانت واضحة: "من المهم ترك الموضوع في الوقت الحالي، حتى تهدأ القصة".
وبعد ساعات من لقاء هاليت - كوهين، خرج الأخير عن صمته بعد يوم حافل بالأحداث والتصريحات عقب نشره خبر لقائه بوزير الخارجية الليبية المنقوش، وكتب على تويتر: "تعمل وزارة الخارجية بشكل منتظم عبر القنوات العلنية والسرية، وبطرق متنوعة وسرية لتعزيز اتصالات إسرائيل في العالم".
وهاجم كوهين في تغريدته، المعارضة الإسرائيلية، وقال: "من المؤسف أن المعارضين السياسيين الذين لم يحققوا أي إنجاز مهم، يندفعون إلى الانتقاد دون معرفة التفاصيل وإلقاء اللوم على تسريب الخبر، الذي هو ليس تسريبا أصلا. إن هذه الانتقادات لن تمنع وزارة الخارجية وموظفيها من مواصلة العمل بلا كلل من أجل إسرائيل ومن أجل إقامة وتعزيز العلاقات مع أصدقائنا الكثيرين في العالم، وفي العالم العربي على وجه الخصوص".
وأشارت صحيفة يديعوت العبرية إلى أنه لا يمكن التقليل من خطورة ما جرى، على الأقل في المستقبل القريب، إذ سيكون من الصعب على إسرائيل التحدث مع الدول الإسلامية والعربية التي لا تربطها بها علاقة رسمية، بسبب انعدام الثقة بعد الكشف عن لقاء كوهين - المنقوش.
وتابعت الصحيفة، "بعد الآن، سوف يتعين على الزعماء العرب أن يفكروا مرتين قبل الذهاب إلى اجتماع سري مع مسؤول إسرائيلي، لأنهم قد يجدوا أنفسهم في اليوم التالي في إعلان رسمي تنشره وزارة الخارجية الإسرائيلية، وسيواجهون مظاهرات واحتجاجات شعبية".
ورأت الصحيفة أن "المستفيد الأكبر" من الأزمة التي وقعت فيها وزارة الخارجية الإسرائيلية، هو جهاز الموساد، والذي يعتبر أكثر نجاحا في الحفاظ على السرية في حالات مماثلة، وينافس وزارة الخارجية الإسرائيلية في الاتصالات السياسية لتوسيع دائرة الدول العربية المنخرطة في التطبيع.
وعقد اللقاء بين كوهين والمنقوش في شقة تابعة لوزارة الخارجية الإيطالية في روما، بوساطة وتحت رعاية وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، وقد ضغط الإيطاليون، المقربون جدًا من الليبيين، على طرابلس لتحسين العلاقات مع إسرائيل، بل إن جورجيا مالوني، رئيسة وزراء إيطاليا، وعدتهم باستئناف المحادثات مع بلادها مقابل ذلك. لكن هدف طرابلس الأهم من وراء اللقاء، هو الحصول على الدعم الأمريكي والغربي من خلال العلاقات مع إسرائيل.
وشددت يديعوت على أن "الأمر الذي لا يحتاج لنقاش هو خطأ وزارة الخارجية في نشر خبر رسمي عن اللقاء، وكان من الصواب إبقاء الأمر سراً، ولكن هذا هو ثمن المنافسة بين الوزراء، والذين معظمهم من حزب الليكود، والذين يشعرون أنهم في حالة "تنافس"؛ من سينال اللقب على الإنجازات السياسية التي حققها؟ وفي مثل هذه الحالة، لا يفكرون عادة في ما هو الصواب الذي يجب فعله فيما يتعلق بمصلحة إسرائيل".
واستغلت المعارضة الإسرائيلية الفشل الذريع لوزير الخارجية الإسرائيلية كوهين. وقال زعيم المعارضة يائير لابيد، إنه عقد، بصفته رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية، اجتماعات ومحادثات "لم يعلم بها أحد على الإطلاق". وبحسب قوله، فإن "إدارة السياسة الخارجية لدولة مثل إسرائيل هي حدث معقد ومتفجّر في بعض الأحيان يحتاج إلى إدارة بعناية وحكمة، فاللقاءات السرية التي لم تتسرب أبدا، تحولت فيما بعد إلى اتفاقيات تاريخية".
كما علق رئيس "المعسكر الوطني" بني غانتس، قائلاً: “العلاقات الخارجية لإسرائيل هي مسألة حساسة وخطيرة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الدول العربية وبالتأكيد تلك التي لا تربطنا بها علاقة رسمية. عندما تفعل كل شيء من أجل العلاقات العامة والعناوين الرئيسية، دون أي مسؤولية أو تفكير، فهذا ما يحدث. في العلاقات الخارجية أو الأمن أو الاقتصاد أو التعليم، حكومة نتنياهو حكومة مهملة وفاشلة ويجب أن تنتهي أيامها".