متابعة الحدث
يزداد الحراك الفتحاوي الداخلي في ضوء تحديد موعد انعقاد المؤتمر الثامن لحركة فتح، والذي حُدد موعده بشكل نهائي في 17 ديسمبر القادم.
ويرى البعض داخل حركة فتح في المؤتمر الذي جرى تأجيل عدة مرات، فرصة حقيقية لرسم خارطة طريق لسياسات الحركة المستقبلية وتنشيط تطبيق اللوائح الداخلية، فيما يعتقد آخرون أن نتائج المؤتمر قد تكاد تكون معروفة بما يشمل الشخصيات التي ستملأ الشواغر في اللجنة المركزية.
وطالب الأسرى في سجون الاحتلال، وكذلك الأسرى المحررون، خلال الأشهر الماضية، بتمثيل خاص بهم في المؤتمر الثامن، وهو ما كان يلقى معارضة من بعض قيادات الحركة.
ويبدو أن أسرى حركة فتح قرروا اتخاذ خطوة للأمام على طريق توحيد أنفسهم، بهدف زيادة تأثيرهم على صناعة القرار في الحركة، وتحقيق مطلبهم بتمثيل خاص في المؤتمر الثامن، وكذلك منع العلاقات "الزبائنية" بين قيادة الحركة وأسرى الحركة، والتي كانت محصلتها وجود خلافات حادة حول بعض الشخصيات في الحركة الأسيرة المدعومة من قيادة الحركة والسلطة فيما تواجه أزمة شرعية داخل السجون.
وتشير مصادر في حركة فتح داخل السجون أنه خلال الأشهر الماضية جرى توحيد مرجعية عدد من السجون، وهي: نفحة، بعض أقسام سجن مجدو، سجن النقب (يضم أكبر عدد أسرى)، عسقلان (جرى نقلهم مؤقتا لسجن نفحة). وهو ما يعني أن غالبية أسرى فتح أصبح لديهم مرجعية واحدة.
وتوضح المصادر أن السجون المذكورة اتفقت على أن يكون الأسير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، القابع في قسم 3 سجن نفحة، هو المرجعية الرئيسية لها.
ومن ناحية إدارية، يخطو أسرى فتح بذلك حذو الفصائل الأخرى التي وحدت مرجعياتها التنظيمية في السجون من خلال هيئات قيادية عليا، لكن من ناحية سياسية فإن اختيار البرغوثي كمرجعية لهذه السجون له أهمية خاصة، في ظل حراك الأخير - من خلال زوجته - لإعادة نفسه للمشهد السياسي الفلسطيني العام.
وتكشف المصادر أن البرغوثي أعد في الأشهر الأخيرة رؤية سياسية للصراع والحل مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما أجرت زوجته عدة زيارات لعدد من الدول العربية، من بينها: مصر والأردن، وكذلك لدول عالمية، من بينها: روسيا، لتوضيح موقف البرغوثي من الشرعية الدولية والاحتلال.