الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

للرد على نتنياهو المتجدد...!..بقلم: تيسير الزّبري

2015-05-19 01:25:52 PM
للرد على نتنياهو المتجدد...!..بقلم: تيسير الزّبري
صورة ارشيفية

 صريح العبارة

  

 بأغلبية ضئيلة للغاية، شكّل نتنياهو الحكومة الإسرائيلية الـ 34، وتوصف هذه الحكومة بأنها الأكثر يمينية في تاريخ الحكومات الإسرائيلية منذ العام 1948. ومن الدلالات ذات المغزى أن حكومة نتنياهو الجديدة قد تشكلت في الذكرى ال67 للنكبة الفلسطينية التي ابتدأت بسياسة التهجير وبدء رحلة اللجوء المأساوية...

الشعب الفلسطيني في كل أماكن لجوئه وحيثما تواجد، بمن فيهم الجزء الفعال من الشعب الفلسطيني في مناطق 1948، عبر عن رده على حكومة نتنياهو بالإصرار على تمسكه بحق العودة مهما طال الزمن، وأنه يرفض اللجوء والتوطين والتعويض عن وطنه الأصلي فلسطين.

*الرد الرسمي الفلسطيني على نتنياهو المتجدد لم يخرج عن الموقف السابق من حيث المطالبة بوقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وجدولة الانسحاب من المناطق الفلسطينية المحتلة في العام 1967 قبل العودة للمفاوضات، في حين طالب نتنياهو الفلسطينيين بالعودة (غير المشروطة) للمفاوضات، وهو الذي أعلن عن عدم موافقته على إقامة دولة للفلسطينيين أثناء حملته لانتخابات الكنيست الأخيرة، إضافة إلى رفضة الانسحاب من القدس وعدم السماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم...

هذه المواقف والإعلانات من قبل نتنياهو، وهي بالتأكيد تنسجم مع أطراف تحالفه الجديد، تشير إلى أن لا مجال للوصول إلى أي حل سياسي، كما سوف تذهب كل الإعلانات الأمريكية الفارغة عن حل على أساس الدولتين أدراج الرياح، وكذلك فإن ما يبشرنا به الفرنسيون من مشروع جديد لمجلس الأمن الدولي لم تتضح معالمه بعد، مع أن البعض من المسؤولين الفلسطينيين قد بدأوا بالترويج له سلفاً!

*المراوحة في المكان هي النتيجة المحتومة لهكذا واقع، وإلى أن تتضح الصورة في خارطة الشرق الأوسط الانقسامية والطائفية الكريهة، وهي الهدف المنشود لدى الكثير من العرب وحلفائهم الدوليين بمن فيهم الإسرائيليين. الوضع الجامد في وجه الفلسطينيين سوف يبقى على حاله، خاصة وأن الوضع الفلسطيني الراهن يساوي صفراً مربعاً في ظل استمرار الحالة الداخلية والظروف الخارجية التي وضعت الموضوع الفلسطيني على هامش الأحداث!

*من أجل خروج الفلسطينيين من وزن الصفر المربع الراهن فلا بد من العمل على تحريك المياه الراكدة وإعادة تنشيط الدور الفلسطيني والاستجابة إلى متطلبات الخروج من هذه الحالة!

*إن أول ما يجب عمله هو السعي الجاد نحو وحدة شطري الوطن ومغادرة سياسة المراوحة الراهنة، واذا كانت حكومة (التوافق) غير قادرة على ذلك فلنذهب إلى حكومة وحدة وطنية  تشارك بها كل الأطراف الوطنية تضع خارطة طريق لمعالجة كافة المشاكل العالقة، فالحلول ليست مستحيلة (الموظفون والمعابر..الخ ).لا بد من احترام مشاعر الشعب الفلسطيني بوقف الاعتقالات والحملات الإعلامية والاتهامات، وللتدليل على الرغبة في استعادة الوحدة لا يجوز توجيه الاتهامات إذا ما حاولت حركة (حماس) البحث مع أطراف دولية عن مخرج لموضوع الحصار، في الوقت الذي لا يجوز فيه السماح لذات الحركة أن تبحث في حلول سياسية لقطاع غزة دون الاتفاق الوطني والحل الوطني، كما أن من حق السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا أن تدير معابر غزة دون تحويل هذه المسؤولية إلى مهمة شكلية.

*المخرج الوطني والطريق السليم لمغادرة المراوحة في المكان والانتقال من مربع الصفر إلى رقم فاعل في الصراع، والرد على الغطرسة الإسرائيلية والخروج من الحلقة العربية الرسمية المؤسفة هو بإعادة بناء البيت الفلسطيني وأول الخطوات المطلوبة هي إجراء انتخابات تشريعية (برلمانية) ورئاسية والعمل من أجل بناء منظمة التحرير الفلسطينية بتشكيل مجلس وطني جديد وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة وفاعلة..

بهكذا خارطة نستطيع أن ننتقل من مربع الصفر الراهن إلى دائرة الفعل والتأثير، دون إضاعة سنوات من المفاوضات  ومن الانتظار العبثي!