في حالةٍ جديدة من
الأَرق والهستيريا
تسأل نفسك: هل أنتَ حقا
من تدّعي؟
هل أنت حقا ما تريد؟
ها أنت ذا،
لم تعد تُتقن إلا
طُقوس موتك السريري
غائبا عما حولك،
مجرداً من الحواس والعواطف.
تعيش خيبة جديدة كل يوم.
خيبة عن الحب
عن الإنسانية
عن الذاكرة
عن السلام
وعن الوطن.
لا سريرَ لك سوى الحاضر
المدفون في رماد المخيلة.
تشاهد في حالتك هذه
صورا عما تشتهي:
بلبل لا يخضعُ إلا لأجنحته،
وزهرة لا ترنو إلا من خيط نور.
تَنتفض.
تسأل نفسك مرة أخرى:
هل أنت حقا من تدّعي؟
لا.
أنت وهمٌ في الأزل،
أنت الضائع في الزمن،
فألا تصحو يوما
وتقول: "أنا الغائب عن المكان،
لا أطيق العيش في المنفى،
لا أحب الرطوبة في السجن
ولا أرغب أن أكون إسماً
يضيع هباء.
لا أريد شيئاً،
لا أريد كؤوساً من ذهب،
لا أريد قصراً من رخام،
ولا أريد حاضراً من كلمات،
لا أريد شيئاً،
لا أريد شيئاً سوى وطن
وحياة."