الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فلسطين والحقيقة الأخرى.. بقلم: إبراهيم رحمة

2015-05-19 01:52:50 PM
فلسطين والحقيقة الأخرى.. بقلم:
إبراهيم رحمة
صورة ارشيفية
أبجدية ضوء..

 
 
 
 
منذ يومين اتصل بي مشكورا أخي وصديقي الكاتب البديع من فلسطين الحبيبة "أحمد زكارنة" وأطلعني على الجريدة الأسبوعية الغراء "الحدث" ولحظتها ما كان مني إلا ذاك الحنين إلى القلم

 من جديد.. هذا القلم الذي اعتزلته منذ أربع سنوات (مُبتدَأَ العام 2010) ولأسباب ليس هذا أوان ذكرها.

ولأنه عاودني ذاك الحنين طلبت من صديقي أن أبعث له بالمقال وكانت موافقته.

غير أنّ السؤال الذي سكنني بعدها هو عَمَّ أكتب؟ عن أيّ فكرة؟ ماذا أكتب؟ لماذا؟ وما الذي تَبقّى ولم يكتبه الكتبة؟.. أسئلة كثيرة، غير أنني انحزت أخيرا إلى القضية، إلى فلسطين، حتى

تكون أول مقالة لي عنها.. وتنبعث الأسئلة من جديد، ما الذي لم نكتبه عن فلسطين؟ هل قيل كل شيء؟ هل تم كتابة كل حرف عنها؟ هل فكر المفكرون عنها وفيها ولها وبها ولم ينسوا أيما فكرة؟.

 في لحظة تبادر إلى ذهني مغادرة ممالك الحرف مرة أخرى واعتزال الكتابة والعودة إلى محراب صمتي، فلا جدوى من التكرار ومن الاجترار، لكنْ.. وآهٍ من لكنْ هذه..

 وجدت أننا طيلة قرابة القرن من "الصراع الحديث" مع الفكر الصهيوني لم نقل كل الحقيقة عن فلسطين، أو بالأحرى لم نقل الحقيقة الأخرى.. وجدت أننا صنعنا رواية وقدّمناها للناس على

 أنها النص الأصلي للحدث، رواية كلاسيكية ليس فيها من العقل وللأسف أقنعَتْ الجميع، هذه الرواية تقول إنّ فلسطينَ الضحيةَ تحتاجنا ونحن من نساعدها ونصدّ عنها العدوان ونقدّم لها  

 اليدَ تلو اليدِ، وأننا وأننا وأننا..

 رواية تجعل منا الشهم والفادي وتجعل منّا كلّ رمز نبيل، يا لهذه الرواية الساحرة الآسرة..

 أحقا نحن كذلك؟ أم أن ثمة حقيقة أخرى؟ حقيقة غائبة؟ أو لنقل بكل الصراحة، حقيقة غَـــيَّـــــبناها لحاجة في نفس يعقوب (في أنفسنا هذه المرة)، حقيقة نخشى أنْ يَعْلَمها العالَـمُ كلّ العالم ويتداولها؟.

 أتدري صديقي أحمد؟ أتدري أيها القارئ لنا؟.. أتدري أن الحقيقة الأخرى تكمُن في فلسطين الواقفة المحاربة بدلا عن كل العرب. وكي ندرك هذه الحقيقة علينا أن نسأل السؤال المنطقيّ

 العكسيّ: ماذا لو انتهى موضوع فلسطين منذ أمد وطواه الكيان المسمى إسرائيل بما يرتضي، هل كان يتوقف هذا الكيان والذي مشروعه من المحيط إلى المحيط؟ أم أن هذا الكيان، كان

 سيتمدد مثل السرطان في كل شبر من أرض العرب؟..

 أليس والحال هذه أن فلسطين هي التي تدافع عن كل العرب وليس العكس؟ أن فلسطين هي التي تُقَدّم يد المساعدة؟ وفلسطين من تطوعت وتبرعت وكانت "جدار العزل" لكل العرب عن

 مطامع ذاك الكيان؟، وأن فلسطين هي من أفشلت مخططه وليس العرب؟. فإلى متى وكل العرب في سبات يَقْلِبون المفاهيم؟ يتباهون بالوهم وبِدَورِ بطولةٍ ليست لهم؟ إلى متى وفلسطين

تُقاتل نيابةً عنهم؟.. يا لها من حقيقة أخرى..