الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

د. لؤي عيسى مناضلٌ برتبة سفير كتب: أحمد زكارنة

2015-05-19 02:11:39 PM
د. لؤي عيسى مناضلٌ برتبة سفير
كتب: أحمد زكارنة
أحمد زكارنة

 تجليات

"ليس شرطاً أن تكون مناضلاً كي تصبح سفيراً" في العرف الدبلوماسي المعمول به في الإقليم، وربما في العديد من دول العالم، هذا جائز وجداً، ولكن في العرف الفلسطيني التحرري من الطبيعي أن يختلف الأمر تبعاً لاختلاف الحالة، ولذا نجد الكثير من مناضلينا أضحوا سفراء لفلسطين وقضيتها العادلة.

 

من هؤلاء أسعدني التعرف خلال زيارتي للشقيقة الجزائر على سفيرنا المناضل د. لؤي عيسى الذي قال في معرض تذكّره لأمير الشهداء الراحل "خليل الوزير- أبو جهاد": إن لكفة البشر أيدلوجيا خاصة بهم، إلا نحن لا أيدلوجيا لدينا إلا فلسطين"... بهذا المعنى تحديداً وجدت حضور وفعل د. لؤي يملأ المكان والزمان وعياً وفهماً لما يجب أن يقال في مجابهة المحاولات المستميتة لإلغاء الهوية الفلسطينية التي تحدت وجابهت وصولاً إلى خيار إرادتها للتشكل بشكل واقعي وملموس على الأرض الفلسطينية. وكأني بالشيخ الصوفي الجليل ابن عربي يقول: "كل سفينة لا تجيء ريحها منها فهي فقيرة" والريح هنا، هي ريح الدبلوماسية الفلسطينية التي وضعت مثل هذا الرجل المناسب في المكان المناسب ألا وهو الجزائر، تلك الشقيقة التي يقدس شعبها فلسطين قضية وشعباً، وتعد آخر القلاع العربية التي تمكنت من مجابهة حالة التفتت التي أصابت وما زالت، منطقة الشرق الأوسط.

 

إن العلاقة السببية بين أن يكون السفير مناضلاً، لم تأت بسبب تسلط الاحتلال وفعله الغاشم على أرض الواقع وحسب، كما أنها ليست مجرد مكافأة على فعل وطني بامتياز، هو الفعل النضالي الواجب، وإنما أتت لمجابهة حالة التخلف والجهل والتجهيل التي تسيطر على بعض مفاصل العمل الوطني الفلسطيني هنا وهناك.

 

لا شك أن وجود نموذج كالدكتور لؤي عيسى في مكانه يحسب للدبلوماسية الفلسطينية، ليس لأنه خطيب مفوه، ولكن لأنه يمتلك القدرة المطلوبة لطرح وجهة نظره التي هي وجهة نظر واقعه السياسي المعاش، دون تحيز أو تحزب لصالح طرف ضد آخر. ولكن السؤال هنا، هل تُقدر الدبلوماسية الفلسطينية أمثال هذا الرجل؟ أتقدم له يد العون والمعونة؟

 

أظن وبعض الظن إثم، واللبيب بالإشارة يفهم، أن الحالة بحاجة لإعادة نظر في أدوات وأذرع بعض سفاراتنا وموظفيها لأن الحالة، رغم نجاحها النسبي، يعتريها ما يعتريها من معوقات في الموارد اللوجستية والبشرية، والحديث هنا عن حالة سفارتنا في الجزائر، الأمر القابل للتسجيل والملاحظة والتحليل والنقد، خاصة وأننا نمتلك قدرات دبلوماسية مميزة وقادرة على حمل الرسالة الوطنية باقتدار وكفاءة كقدرات هذا المناضل برتبة سفير، الدكتور لؤي عيسى.