السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ننتصر بالوحدة والصمود والكفاح وليس بالأساطير والمرويات| بقلم: غسان طوباسي

2023-09-09 10:06:52 AM
ننتصر بالوحدة والصمود والكفاح وليس بالأساطير والمرويات| بقلم: غسان طوباسي
غسان طوباسي

تتوالى ردود الفعل المرحبة من أوساط محلية كثيرة وغاضبة، من أوساط إسرائيلية وأوروبية مختلفة على تصريحات الرئيس أبو مازن في اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح حول أسباب العداء لليهود في أوروبا في القرن الماضي وموقف هتلر منهم.

حيث حاول الرئيس هنا الفصل بين قطبي الشعب اليهودي (الأشكناز والسفارديم) وعلاقتهم بالجذر السامي، مشيرا إلى مملكة الخزر في تركيا، حيث الموطن الأصلي لليهود الأوروبيين بخلاف اليهود الذين عاشوا بالدول العربية والذين لم يكن يرغب بن غوريون أن يكونوا المكون الأساسي لدولتهم كونهم أقرب للعرب سلوكا وفكرا وهذه الحقيقة.

باعتقادي أن الهدف من كلمة الرئيس كان الفصل بين يهود فلسطين الأصليين واليهود المتهودين لاحقا، ولتكذيب فكرة العداء للسامية، السلاح الكاذب الذي استخدمته الحركة الصهيونية، ولا زالت وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية لتجنيد التعاطف والدعم معهم؛ لتنفيذ مخططهم الاستعماري العنصري في أرض فلسطين.

باعتقادي أن الخطاب لا يلائم هذا الزمن، حيث النفاق والخداع والكيل بمكيالين في قضايا الصراع الدولي، وحيث التأثير القوي للوبي اليهودي وحلفائهم المسيحيين المتصهينين بأمركيا وأوروبا والانبطاح العربي الرسمي مع الحركة الصهيونية.

ومن ناحية أخرى، وهذا الأهم، أن العودة للرواية الدينية حيث الأصل هنا المرويات الإسرائيلية وخاصة العهد القديم تؤكد أن (أرض الميعاد) لليهود شعب الله المختار والمفضلين عند الله سبحانه وتعالى. وما يلفت هنا أن الديانات اللاحقة المسيحية والإسلامية لم تطعن بصحة الرواية التاريخية اليهودية بل أكدت عليها، وهذا ما تم استخدامه للتطبيع العربي الرسمي مع إسرائيل وما سمي باتفاق إبراهيم.

أما نحن شعب فلسطين لم نربط تاريخنا بسكان فلسطين الأولين (كنعانيين وغيرهم)، لا باللغة أو التراث أو غيره، بل نصر دوما على ربط تاريخنا بحقبة زمنية محددة لها علاقة بالدين أكثر بكثير من الأنثروبولوجيا والتاريخ، ووقعنا في فخ الصراع الديني على حساب الإنساني والوطني حيث الغلبة هنا للأولين (بني إسرائيل).

وبما أن هويتنا الفلسطينية قيد التشكل وذلك بعد نجاح المشروع الصهيوني في بناء دولته على الأرض الفلسطينية المسلوبة بالدم والإرهاب، علينا تعزيز هذه الهوية لتكن الأهم بالتربية والمناهج الدراسية والفكر والممارسة.

ومن أجل ذلك علينا أولا ومن أجل تجنيد الدعم الدولي لصالحنا أن نظهر كشعب موحد بهوية واحدة موحدة (فلسطينية) قبل أي شيء آخر ببرنامج كفاحي ووطني موحد بعيدا عن الصراع الديني والمرويات التي قد تضر بقضيتنا أكثر مما قد تفيدنا.