الخميس  07 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أردنيون: مجازر غزة ستُسْقط حكومة «النسور» ونوّابُنا يتاجرون بالشهداء!

2014-07-22 01:52:50 AM
أردنيون: مجازر غزة ستُسْقط حكومة «النسور» ونوّابُنا يتاجرون بالشهداء!
صورة ارشيفية

“الحدث” تلتقي في العاصمة عمان بوالد ضحيّتي صاروخ إسرائيلي


 

والد الضحيتين شهد وسلوى لـ “الحدث»: «بناتي كنّ يلعبنَ حين باغتهنّ صاروخ»

أردنيان من مخيم البقعة يتبرعان بكليتيهما للجرحى وآخر يعتزم التبرع بقرنيات عيونه وعيون أطفاله 

مخيمات اللجوء الفلسطيني تشتعل بالغضب ورجال الدّرك يفضّون اعتصام السفارة الإسرائيلية بالقوة

أردنيون يشتهون»الموت لإسرائيل»، وكاتب بارز يدعو نساء غزة لعدم الإستنجاد بالعرب «أنتم الأحياء ونحن الموتى»!

العمري: العرب موّلوا عدوان غزة وهم شركاء في حرب إبادة أهلها وحرق أرضها

 

أبو خضير : العرب يدللون إسرائيل ويعاملونها وفق نهج “اكسري وإحنا بنجبّر”


عمان – بثينة السراحين

ببضعة كلمات لخص الكاتب الأردني البارز أحمد حسن الزعبي موقف العرب تجاه ما يجري من عدوان إسرائيلي دموي على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، فقال موجهاً حديثه للمرأة الغزيّة، ناصحاً لها بعدم الاستغاثة بالعرب: «لا تنادينا يا خالة، أنتم الأحياء ونحن الأموات، فهل ينادي الحيّ ميتاً ليغيثه؟!”.

والزعبي الذي استبعد نصرة العرب لغزة قائلاً: “الحكام العرب قاعدين بيصنعوا بيانات شجب واستنكار عابرة للفاكسات، وأما نحن فقد غيّرنا أغلفة الفيس بوك بصور للشهداء!»، لخص بهذه الكلمات واقعاً حقيقياً يشخص آلية مناصرة الشعوب والقيادات العربية للأهل في فلسطين، ببضعة كلمات شاجبة وصور وأشعار حزينة عجّت بها حوائط الفيس بوك العربية.

وفي الأردن، لا تبدو الصورة مختلفة عن نظيرتها في الدول العربية، فحتى الاعتصام التقليدي “الباهت” لبعض القوى السياسية التي اعتادت على تنظيمه على بُعد كيلومترات من السفارة الإسرائيلية كل أسبوع، وخصصته في الأيام الأخيرة لنصرة أبناء غزة، لم يسلم من تفريقه بالقوة والعنف من قبل قوات الدرك، والتي قامت وبشهادة النائب البرلمانية ميسر السردية، التي شاركت بالاعتصام، بملاحقة المعتصمين إلى داخل المنازل وانتهاك حرمتها، فيما اعتدت بالضرب على المعتصمين، وفقاً لشهادة السردية التي قالت بأنها لا تستطيع كتمانها.

وبعيداً عن منطقة الرابية التي تقع فيها السفارة الإسرائيلية، رصدت كاميرا «الحدث الفلسطيني» عبارة مكتوبة باللون الأسود، على جدار واحد من أشهر ميادين العاصمة عمان (دوار جمال عبد الناصر) وتنادي بـ»الموت لإسرائيل»، هذه العبارة التي توقفت عندها المواطنة الأردنية فاطمة أبو خضير قائلة بتهكم: « ننادي بالموت لإسرائيل مع أننا في الحقيقة، نحن العرب، السبب في استمرارها وبقائها، بل نحن المحرضين لها على جرائمها تجاه الشعب الفلسطيني، وإلا فماذا يعني كل هذا الصمت المريع تجاه مجازر غزة؟ قادتنا منذ البدء اتبعوا سياسية مع إسرائيل لسان حالها يقول (اكسروا وإحنا بنجبّر)، وهذا ما أفلحنا به هو أن نشجع إسرائيل على القتل والتدمير، ومن ثمّ نهبّ لنرسل بالمشافي الميدانية والأدوية واستقبال الجرحى والمصابين، باعتقادي أن سياستنا هذه في تدليل إسرائيل، هي من دفعتها للتمادي في عدوانها على الشعب الفلسطيني”.

ويستغرب ثائر عرقاوي” صمت العرب تجاه مجزرة غزة التي تشابه مجازر الصهاينة عام النكبة 1948م، والتي هزت وجدان العرب آنذاك، لكنهم اليوم باتوا منشغلين بربيعهم المزعوم، ولم تعد فلسطين، للأسف، القضية المركزية لدى الشعوب العربية التي لطالما كانت تظهر تعاطفاً ومؤازرة كبيرة للشعب الفلسطيني”.

وحالة الاستياء التي عبّر عنها الأدنيون بعدد من الوقفات الاعتصامية الخجولة التي لوحظ انعدام الزخم الجماهيري بها، عدا اعتصام «الكالوتي» قرب سفارة العدو الصهيوني، واعتصامات المخيمات الفلسطينية، وعلى ما يبدو أن الأردنيين باتوا يدركون جيداً أن الاعتصام والاستنكار والشجب صار بلا جدوى، في ظل عدم وجود ساسة يحترمون إرادة الشعب، هذا الشعب الذي ربما سيجد في أحداث غزة شعرة تقصم ظهر البعير كما يقول المواطن هيثم سرور بسخط: «ما يجري في فلسطين سيؤدي قريباً لإسقاط حكومة عبد الله النسور التي صدمت الشارع بموقفها المتخاذل تجاه ما يجري في غزة، ولم تقدم أي نوع من الدعم للشعب الفلسطيني المنكوب، وبما ينسجم مع نبض الشارع الأردني، ومع رغبته الجامحة لجهة تقديم أي دعم مهما قلّ لإسناد الأشقاء في فلسطين خلال محنتهم”.

والسخط الشعبي لا يقتصر على القيادات السياسية والنخب الحاكمة، بل تعداه ليشمل ممثلي البرلمان، وفقاً للمواطنة «أمل الحنطي» التي نقلت للحدث الفلسطيني رأي شريحة واسعة من الشعب الأردني، وتقول: «مجموعة من النواب البرلمانيين لدينا، أعلنوا نيتهم السفر لغزة وطالبوا الحكومة بتسهيل مهمتهم!، هذه مهزلة أخرى من مهازل البرلمان لدينا، والذي يستغل أعضاؤه أية أحداث داخلية أو خارجية ذات جماهيرية لتحقيق مكاسب دعائية لهم لا أكثر، فماذا قدم هؤلاء من دعم حقيقي لأهل غزة؟ كان عليهم أن يصمتوا أفضل من محاولة استثمار جراحات الأخوة الغزيين في “تلميع» صورتهم التي قتمت بفعل خذلانهم لممثليهم، وعدم قدرتهم على تمثيلهم على النحو المطلوب”.

جمعية نساء ضد العنف، ومقرها عمان، وتعتبر الجمعية الأهلية الأولى في العالم التي تُعنى بالنساء ضحايا عنف الحروب، عبرت رئيستها خلود خريس في تصريحات للحدث الفلسطيني عن قلقلها لكون الغالبية العظمى من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة هم من النساء والأطفال، مضيفة: «وهذا يصبّ في خانة تأكيد الإحصائيات العالمية التي كشفت عن أن نحو 70% من ضحايا الحروب هنّ من النساء، ونحن كجمعية تعنى بنبذ العنف والإرهاب، نخلص إلى أنّ كافة المؤسسات والجهات الحقوقية الدولية، لا تضطلع بدورها تجاه العنف الدائر في غزة على النحو المطلوب، فالأجدر بهذه المؤسسات التي تكتفي بحمل أسماء لامعة وإطلاق شعارات كبيرة دون فعل حقيقي، أن تضغط لوقف كل هذا الدمار والمجازر والعمليات الإرهابية في غزة، والتي سخرت لها كلفة مالية طائلة، لإلحاق الضرر بشعب أعزل عبر حرب ستخلف آثارها الكارثية على الأجيال القادمة، وكان من الأولى أن تتضافر الجهود الدولية لاستثمار مثل هذه الكلفة العالية للحرب، لتوفير حياة آمنة ومستقرة لأهل غزة ورفع مستويات الخدمات المعيشية والتعليمية والصحية لهم، وهذا حق للإنسان أينما وُجد وكفلته جميع المواثق الدولية”.

وعلى صعيد المبادرات الفردية والنقابية، برز دعم من قبل مشافٍ حكومية وخاصة، بلغ عددها نحو 45 مشفى أبدت استعدادها لاستقبال جرحى غزة، ما أحدث إقبالاً شعبيا واسعاً لتلبية دعوات مجمع النقابات المهنية للمواطنين بالتبرع بالدم للأشقاء الفلسطينيين من ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم، كما برزت دعوات فردية وشبابية عبر الفيس بوك في مخيم البقعة للتبرع بالدم، ولاقت هذه الدعوات أيضاً صدى بين فئة الشباب، ومنهم الشاب «علي المشارفة»، الذي التقته «الحدث الفلسطيني” في مشفى الأمير حسين بن عبدالله الثاني خلال تبرعه بدمه، وعلق على الأمر قائلاً: «كنت أتمنى لو أستطيع بذل روحي فداء لأهلي في فلسطين، وفداء لثراها الحبيب، لكنني وأمام عجزي عن فعل شيء، شعرت بسعادة بالغة حين وجدت وسيلة لتقديم المساندة، على الأقل عبر التبرع بالدم، وهذا وسام شرف لي بأن تسري دمائي في جسد مناضل فلسطيني طاهر، أو أن أسهم في إنقاذ حياة طفل غزي بريء لا ذنب له في هذه الدنيا سوى أنه يعيش صامداً على ثراه”.

وإحدى المبادرات الفردية التي كان للحدث الفلسطيني السبق في متابعتها حصرياً تعود للأردني من أصول فلسطينية، والذي لجأ والده عام النكبة من إحدى قرى الخليل، المدرّس “محمد إسريوة»، والذي صرّح لنا برغبته في التبرع بإحدى كليتيه لأي مُحتاج لها من جرحى غزة الذين قدموا للعلاج في الأردن، ويزيد: «ذهبت للمدينة الطبية حيث يرقد تسعة جرحى من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، لكنّ أحد موظفي الاستقبال هناك استهجن طلبي بالتبرع، واعتبره فعلا غير معقول أو منطقي (من عقلك؟!)، وأمام إصراري وصديقي المدرّس (أحمد الحوراني) الذي رافقني للتبرع بكليته أيضاً، وضعوا عراقيل أمامنا تتمثل إحداها بضرورة إحضار وليّ الأمر لإعطاء الموافقة على التبرع، فهل يحتاج شخص في سنّي (31) عاماً، معلم ومُربي أجيال ومتزوج ويتولى رعاية أسرة، لولي أمر يقرر عنه ويعطي الموافقة على رغبته بالتبرع لمناضلين؟!”

و»إسريوة»، الذي طلبوا منه أيضاً إحضار شاهدين من أقاربه ومختار الحي، أخبرنا بأنه لن يتراجع عن قراره بالتبرع: «الآن أنتم تحدثونني وأنا أقوم بمتابعة إجراءات التبرع، حيث سأتوجه وبعض الأصدقاء للمدينة الطبية بعد قليل، إلى عيادة الجرحى ومعرفة أي شيء ينقصهم ويحتاجونه، لنقدمه لهم حسب استطاعتنا،(ولو بنبيع اللي فوقنا واللي تحتنا راح نساعدهم)، فهؤلاء افتدوا وطننا وأرضنا بأرواحهم، لذا فإننا مهما قدّمنا لهم لن نوفيهم حقّهم، وأنا جاد في رغبتي بالتبرع بجزء من جسمي لأنّ الحرية تستحق منّا أن نسدد فاتورتها، وهي باهظة بلا شك، وللعلم، أخبرني أحد أصدقائي واسمه (علاء ملكاوي) أن رجلاً تربطه به صلة قرابة ويقطن إربد، ينوي التبرع بقرنيات من عينيه وأطفاله لمن يحتاجها من مُصابي غزة، ولكنني لم أقف على تفاصيل أكثر ولا أعرف إلى أين وصل الأمر بهذا الرجل الذي أحيي نيته بالتضحية”.

ومن بين جرحى العدوان الإسرائيلي على غزة الذين قصدهم محمد وعشرات المواطنين الأردنيين حيث يتداوون في المدينة الطبية في عمان، أملاً بالمواساة والمساندة الممكنة، الطفلة شهد ابنة السنوات السبع، التي قال والدها “حلمي سليمان القرناوي” للحدث الفلسطيني: «كانت شهد تلعب نهار يوم الجمعة (الموافق الحادي عشر من الشهر الجاري) مع شقيقتها(سلوى – 8 سنوات) في باحة المنزل (في البريج/ المنطقة الوسطى) حين أصابتهنّ شظايا صاروخ إسرائيلي تسبب بثقوب في جميع أنحاء جسديهما ، وكما أحدثت إصابات بالغة في وجه سلوى وقدمها، فيما تسببت بكسر في القدم اليسرى وتهتك في عظام القدم اليمنى لشهد».

ويعلق القرناوي على العدوان الإسرائيلي: «هُم من بدأوا عدوانهم علينا، قتلوا الطفل محمد أبو خضير بطريقة وحشية ونكلوا بأهل الخليل، ومن ثمّ أتبعوها بمجزرة في غزة بحجة أننا قتلنا ثلاثة مُحتلين منهم، فأيّ عاقل يصدق هذه الأكذوبة؟! هل كان الموساد والشاباك والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بكل أدواتها الاستخبارية المتقدمة، عاجزة عن كشف مخبأ المستوطنين الذين زعمت اختطافهم وقتلهم في منطقة مجهزة بالكاميرات التي تسهل مهمّة تتبعهم في غضون دقائق، فيما لو كانت الحادثة فعلية وصحيحة، كما أنّ منطقة الضفة مكشوفة أمنياً ولا يصعب على إسرائيل إيجاد نملة فيها لو أرادت ذلك، لكنها تمثيلية مفبركة لتبرير جرائمها ومجازرها المُبيتة سلفاً على شعب أعزل”. 

وتتفق وجهة نظر محللين سياسيين ومثقفين أردنيين استطلعت الحدث رأي أحدهم  مع ما أتى عليه والد شهد وسلوى، حيث يعلق الكاتب سامح العمري: «إذا كانت جهات فلسطينيّة أقدمت على اختطاف ثلاثة محتلين إسرائيلين، فمن المنظور العقلي أن يكون هؤلاء رهائن أو أسرى سيجري مبادلتهم لاحقاً مع أسرى فلسطينين، ولا مصلحة تُرجى من وراء إعدام المخطوفين، ففي اعتقادي أنّ العملية مفبركة، وأنهم لم يقتلوا على أيدي فلسطينين، وللحكومة الإسرائيلية أساليب خداعة!»

ويعقب العمري: «لكنّ هذه أكذوبة مشكوفة لبدء العدوان على غزة لأسباب إقتصادية وسياسية وعسكرية، حيث  نشرت صحيفة الجارديان أن السبب الرئيس لهذه الحرب هو اقتلاع حماس والسيطرة على الغاز الفلسطيني، وكما تبين الصحيفة فقد تم اكتشاف كميات هائلة من الغاز قبالة ساحل غزة عام2000 تقدر قيمتة ب4 مليار دولار، وهي كافية لسد عجز الطاقة الاسرائيلية، وهي بالمقابل كمية يمكن أن تسهم في انتشال الاقتصاد الفلسطيني من الهوة، وبالمنظار الصهيوني يشكل ذلك قوة لحكومة حماس في تطوير قدراتها العسكرية».

ويرى العمري أنه: «لا يمكن لإسرائيل أن تقبل باقتصاد فلسطيني مُعافى، فكلّ الحروب التي خاضها العدو ضد القطاع جاءت لتدمير البنية التحتية فيه، كما أن حصارها له ألحق خسائر جسيمة باقتصاده، وهذه سياسة متعمدة، فعلى سبيل المثال، كشفت إحصائية الزراعة الأولية في فلسطين عن أن الأضرار والخسائر في القطاع الزراعي تجاوزت مبلغ 2.5 مليون دولار».

أما الأسباب السياسية للعدوان، فتتلخص، وفقا للعمري، بالمصالحة الفلسطينية وقيام حكومة وحدة وطنية يشارك بها أعضاء من حماس الإسلامية. كما أنّ قيادات دول المُحيط ترفض إنجاح أي تكوين إسلامي في المنطقة، بل وتساعد على إفشاله، وتلك هي رغبة الدول الاستعمارية واسرائيل، حتى وإن بلغ ذلك حدّ الإبادة واتباع سياسة الأرض المحروقة، فلا عجبَ إذن من تسرب تقارير تتحدث عن دعم جهات عربية للطرف الإسرائيلي وتحمل كافة التكاليف. 

 

أما من الناحية العسكرية الملحقة بالسياسية، حسب قول العمري، فإنّ القطاع بات حقل تجارب للأسلحة الإسرائيلية الفتاكة، ويعد ميداناً جيداً لاختبار جهوزيّة الجيش الإسرائيلي، واختبار المدى الذي وصلت إليه قوة حماس.