الحدث- محمد مصطفى
علمت "الحدث" من مصادر مطلعة، أن أوضاع العالقين الفلسطينيين في الأراضي المصرية تزداد صعوبة، وأن معظمهم يعيشون أوضاعاً مأساوية، جراء استمرار إغلاق المعبر، واحتجزتهم قسراً في مصر.
ونوهت ذات المصادر إلى وجود عشرات المرضى الفلسطينيين ومرافقيهم في الأراضي المصرية، ممن انهوا رحلات علاج هناك، بانتظار السماح لهم بالعودة إلى القطاع، موضحة أن معظم هؤلاء المرضى يعيشون ظروفاً مأساوية، جراء مكوثهم الاضطراري في مصر، ونفاذ ما كان معهم من أموال.
وحذرت ذات المصادر من خطورة استمرار إغلاق المعبر، ومنع عودة هؤلاء المرضى إلى قطاع غزة، لاسيما وأن عدد كبير منهم بحاجة إلى رعاية واهتمام خاص، خاصة المرضى ممن أجروا عمليات جراحية، أو عولجوا من أمراض مستعصية.
أوضاع مأساوية
وقال الحاج أحمد شعت، أحد العالقين في مدينة العريش المصرية "50 كيلو متر جنوب مدينة رفح"، إن المئات من المرضى والعالقين، يتواجدون منذ أسابيع في تلك المدينة الصغيرة، ومعظم نفذت ما لديهم من أموال، ولم يعد باستطاعتهم تحمل تكاليف الإقامة العالية هناك.
وأكد أن المدينة المذكورة تفتقر للشقق الفندقية أو الأماكن المجهزة لاستقبال العالقين، فمعظم هؤلاء يضطرون للإقامة في مصايف "شاليهات" على شاطئ البحر، وبصورة جماعية، في محاولة لتقنين المصاريف الكبيرة.
وروى الحاج شعت فصول مؤلمة لمعاناة فلسطينيين مرضى ومسنين يقيمون في الأراضي المصرية، وآخرون تحولوا إلى متسولين لتوفير قوت يومهم، بانتظار فتح المعبر، والعودة إلى قطاع غزة.
وناشد شعت باسمه واسم كافة الفلسطينيين العالقين في مصر، الرئيس محمود عباس، وكافة الجهات المعنية بالتدخل السريع والفاعل لدى السلطات المصرية، والعمل من أجل إعادة فتح المعبر، ولو لعدة أيام، من أجل تمكين العالقين في كلا جانبه من اجتيازه، خاصة العالقين في مصر، وتسهيل عودتهم إلى منازلهم.
تفاقم الأزمة في غزة
وفي قطاع غزة بدت الأوضاع أكثر مأساوية، فوفق الجهات الرسمية، فإن أزمة العالقين في القطاع تفاقمت، مع تزايد عدد من هم بحاجة ماسة للسفر إلى أكثر من 90 ألف مواطن، منهم 15 ألف مسجلين لدى هيئة المعابر.
وأكد مصدر مسؤول في غزة، أن ثمة نحو 3500 مريض أكثر من نصفهم مرضى سرطان، بحاجة ماسة للسفر والعلاج في الخارج، وحوالي 2500 طالب لازالوا عالقين في قطاع غزة، وآلاف ممن انتهت اقاماتهم أو توشك على الانتهاء، وكذلك حملة الجوازات المصرية والأجنبية.
ومعبر رفح مغلق منذ أسابيع طويلة، وتتذرع بمصر باستمرار إغلاقه، بتدهور الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء، ومقتل عشرات الجنود من الجيش المصري على يد مسلحين متشددين، في هجمات تستهدف قوات الجيش هناك باستمرار.