الحدث للأسرى
أكد مركز فلسطين لدراسات الاسرى ان الاحتلال يعتقل في سجونه (38) أسيرة فلسطينية يحرمن من كافة حقوقهن الدنيا ويتعرضن لإجراءات قمعية متعددة، بما فيها العزل الانفرادي والحرمان من العلاج والتعليم والزيارة.
واعتبر مركز فلسطين ان اهتمام المجتمع الدولي بقضية المرأة ما هي الا شعارات زائفة وتتلاشى عندما يتعلق الامر بممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسيرات الفلسطينيات، حيث يغض الطرف عن معاناة (38) أسيرة يقبعن في ظروف إنسانية قاهرة ويتعرضن لكل أشكال القهر والانتهاك والتعذيب خارج إطار القانون، وهذه الأعداد في ارتفاع مستمر نتيجة استهداف المرأة الفلسطينية كسياسة ممنهجة.
رياض الأشقر مدير المركز أوضح أن الأسيرات يتعرضن للتعذيب النفسي والجسدي منذ اللحظة الأولى للاعتقال، حيث تقتحم قوات الاحتلال منازلهن بطريقة همجية بعد منتصف الليل تثير الذعر بين الأطفال، وتقوم بنقلهن الى التحقيق في أحد مراكز التوقيف المختلفة، وغالبا ما تكون في سجن الرملة او الجلمة، وهاك يتعرضن لوسائل تعذيب قاسية بهدف نزع الاعترافات منهن بالقوة.
واستعرض الأشقر عدد من الحالات التي تعرضت للتعذيب خلال الشهرين الأخيرين كالأسيرة فاطمة عمارنة،(41 عاما) من جنين التي اعتقلت في مدينة القدس بداية الشهر الجاري وتعرضت لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب خلال اعتقالها والتحقيق معها، حيث اعتدى عليها جنود الاحتلال بالضرب المبرح والركل حين اعتقالها حتى فقدت الوعي، ونقلت الى مركز تحقيق (القشلة)، ليستمر التعذيب هناك بالضرب وانتهاك الخصوصية ومحاولة نزع الحجاب والتفتيش العاري، ثم نقلت الى مركز تحقيق اخر في سجن الرملة ووضعت في زنزانة انفرادية بظروف صعبة وقاسية، لا يوجد بها سوى سرير حديد عليه فرشة رقيقة، دون وسادة، وبطانية متسخة لها رائحة نتنة، و تنبعث من المرحاض في الزنزانة روائح كريهة.
وتطرق الأشقر الى حالة الاسيرة فاطمة شاهين (33) عامًا من بيت لحم، وهي أم لطفلة اعتقلت قبل 5 شهور، بعد إطلاق النار عليها واصابتها بجراح في البطن والظهر، حيث أصيبت بشلل نصفي، وخضعت لعملية استئصال كلية ونصف الكبد في مستشفى "شعاري تسيديك" وقبل ان يتم شفائها نقلت الى العزل فى سجن "نفي ترتسيا" بالرملة لأكثر من 3 شهور ومنعت من زيارة ذويها او الاتصال بهم عبر الهاتف العمومي.
ونقلت اليها الاسيرة عطاف جرادات لمساعدتها، وتم حجزهن بالقرب من السّجينات الجنائيات، فى أوضاع قاسية رغم حاجتها للرعاية الصحية.
علماً ان الاسيرة جرادات (50 عاما) من جنين، معتقلة منذ عامين ولا تزال موقوفة، وهي أم لثلاثة أسرى وهم: "عمر، وغيث، ومنتصر بالله"، وتعاني من مرض ضغط الدم المرتفع وعدم انتظام دقات القلب، وتتلقى 8 أنواع من الادوية، كما تعرضت مرتين لأعراض الإصابة بجلطة وتم نقلها عدة مرات للمستشفى.
وكشف الاشقر أن الاسيرات يعانون من ظروف صعبة وقاسية، ويشتكون من عدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة في ممرات السجن و ساحة الفورة، إضافة الى الاقتحامات المتكررة لغرفهن، والعزل الانفرادي، كذلك وضع الحمامات خارج الغرف ويسمح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج الى الفورة.
وكانت إدارة السجون نقلت الشهر الماضي الأسيرتين المقدسيتين فدوى حمادة ونوال فتيحة، من سجن الدامون إلى سجن "أبو كبير" الجنائي وسط "تل أبيب" ومنعتهم من الزيارة، حيث ابقتهم فى ظروف صعبة ومعاملة مهينة من السجانين والسجناء معاً، رغ ان الأسيرة "حماده" لا تزال تعاني من آثار إصابتها بكسر في قدمها قبل شهور.
وبَّين الاشقر أن الأسيرات يعانين كذلك من التنقل بسيارة البوسطة حيث يتعمد الاحتلال إذلالهن بعمليات التنقل الذي تستمر لأكثر من 12 ساعة متواصلة، مما يسبب لها التعب الجسدي والنفسي والإرهاق، كما يحرمهن الاحتلال من الاشغال والاعمال اليدوية، ويمنع الاسيرات من الدراسة والتعلُّم، وممارسة الأنشطة الذهنية والترفيهية، إضافة الى عقوبات متنوعة مثل منع الكنتينة ومنع الزيارات، ومنع الاتصالات مع الاهل لأتفه الأسباب.
كما تعاني الأسيرات من سياسة الإهمال الطبي مما يعرض حياتهن للخطر، حيث تشتكي أكثر من 10 أسيرات من تردي أوضاعهم الصحية دون تقديم أي علاج مناسب لهن، بينما صعد الاحتلال في سياسة الاعتقال الإداري بحق الاسيرات حيث وصلت أعداد المعتقلات ادارياً الى 4 اسيرات، بعد تحويل الاسيرة "فاطمة ابوشلال" من نابلس مؤخراً للاعتقال الإداري دون تهمه
وطالب مركز فلسطين كافة المؤسسات التي تتغنى بحقوق المرأة، الوقوف بشكل محايد تجاه معاناة الأسيرات المتفاقمة والتدخل الحقيقي من اجل انصافهن، ووقف الجرائم التي يتعرضن لها من قبل الاحتلال والسعي الفاعل لإطلاق سراحهم بأسرع وقت.